كتب محمد الصفدي…ضبابية الصوره وضبط النفس في الازمات … 

المسار الاخباري:

كالعاده في لحظات الضعف وانهيار المعنويات ومشاهد الفقدان تعود الصوره النمطيه المغطاه بضباب الفوضى وفيض الاعلام الممنهج الاتي من الطرف الاخر في سواده الاعظم .

الان مع توارد اخبار متتابعه اسرائيليه او متصهينه المصدر حول سقوط السنوار في ارض المعركه نعود لنفس المشهد الذي عشناه عند اغتيال حسن نصرالله .

من المهم في لحظات الازمات والبلبله الحفاظ على رجاحة العقل وضبط العواطف الجياشه واستعادة السيطره خصوصا في ظل الغموض وعدم الوضوح .

استغلال الحدث وحالة الفوضى والارتباك قد يكون اخطر من الحدث نفسه. الاغتيال بحد ذاته صادم وانجاز تكتيكي نوعي ذو بعد انتقامي ولكنه لن يتحول الى انجاز استراتيجي الا ان انهارت المقاومه وهذا الامر مستبعد حسب المؤشرات .

الاغتيال (ان حدث)عادة ما يبدا كانجاز للعدو الا انه يتحول في الوجدان الشعبي الوطني القومي الى مناره وايقونه ورمزا ملهما للشباب والاجيال وطاقة دافعه وهنا مكمن الخطر والفشل الاستراتيجي الاحتلالي الذي لا يرغبون بفهمه والاعتراف به.

خطأ الاحتلال المتكرر هو انه بدلا من مفاوضة القاده الاقوياء والتوصل الى تسويه معهم يغتالهم فيحولهم الى رموز وقاده محركه لطاقة الغضب واستمرارية الصراع الثوري الكفاحي.

الشعوب والحركات ولاده وحماس والمقاومه اكبر من الافراد مهما بلغوا من الاهميه والتميز لانها عباره عن منظومه ذات هيكليات واليات وجذور شعبيه عقائديه .

نموذج حزب الله ماثل للعيان اذ اغتالوا قياداته الاولى وزعيمه ونعوه ومع ذلك استعاد توازنه بسرعه عجيبه وعاد ليشكل عقبة وتحديا قويا مثبتا في الميدان القتالي والسياسي .

 

عادة بعد الاغتيالات النوعيه تقوم اسرائيل ومحورها بتسليط الذباب الالكتروني وتغرق الاعلام بالمضامين الاحباطيه للاجهاز على المعنويات وسيطل الطابور الخامس وخفافيش الليل برؤوسهم ويبدؤون في شن هجومهم المعاكس الانتهازي الذي يصطاد في المياه العكره ويدس السم في الدسم. انظروا الان كيف يبدا التافهون بالتعليق العنصري والتباكي المزيف والنقد السلبي لتبرير انه اكيتهم وانبطاحهم وضعفهم والتحلقهم بالمشروع الاستعماري املا بالفتات والامتيازات الشخصيه .

ان صح الخبر ورحل السنوار فالصوره التي رحل بها ولحسن حظه ذات رمزيه كفاحيه ايجابيه والمقاومه ستستمر حاليا ومستقبلا لانه حركة شعب جرار لا حركة شخوص وافراد .

مرة اخرى وبعد النشوه بقليل سيعود نتنياهو لمربع التكتيك العالق في الطريق المسدود ولن يخرج من هناك نحو المربع الاستراتيجي طالما بقيت المقاومه قويه متوهجه وذات مقدرات واراده فولاذيه . هذا ما نراه في لبنان بالمثل الحي وهذا ما سيتكرر في غزه ضمن خصوصية كل ساحه . الضربات الموجعه الميدانيه تتراكم والتراكمات الكميه ستتحول الى تغيرات نوعيه وتجبر الاحتلال على النكوص . حرب الاستنزاف ستستمر وتتصاعد بسبب وجود المقومات والدوافع لذلك ومهما حاول الاحتلال اخفاء خسائره فستظهر عندما تتراكم وينضح الاناء بما فيه .

ان كان نتنياهو ذكيا فسيستغل صورة الانجاز لعقد صفقه في غزه ولبنان وايقاف الحرب والنزول عن السلم وان واصل غباءه الذي يقوده طوال الوقت واصيب بالغرور مرة اخرى وتواصل سقوط الصواريخ وسقوط الجنود في الميدان وتواصل هجران الشمال والغلاف سيتبدد انجازه سريعا جدا ويوصله غروره الى الهزيمه الحتميه …