*”دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية” تخاطب احزاب العالم ومؤسساته السياسية والمجتمعية*
*حين تعلن اسرائيل عداءها مع الامم المتحدة والمؤسسات الدولية.. وجب النضال من اجل عزلها وطردها*
المسار الإخباري :واصلت “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” مواكبتها لتطورات حرب الابادة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وبعثت برسالة الى الأحزاب والتيارات السياسية والمجتمعية العالمية، استعرضت فيها العداء الاسرائيلي التاريخي للامم المتحدة وللمنظمات الدولية المختلفة.
وقالت الدائرة في رسالتها الموجهة بعدة لغات: ان العداء كان سمة ملازمة لعلاقة اسرائيل بالمنظمة الدولية، وكانت اول حادثة هي اغتيال وسيط الامم المتحدة الكونت برنادوت عام 1948، بسبب ما تضمنه تقريره من حيثيات ومبررات لاعادة اللاجئين الفلسطينيين الى بيوتهم واملاكهم. وراهنا لم توفر اسرائيل في عدوانها لا الامم المتحدة ومنظماتها ولا منظمات دولية اخرى ولا حتى الاتحاد الاوروبي واطره. وكل من يتباين ويختلف معها، حتى لو كان حليفا لها، يصبح اما داعم لـ”لارهاب” او معاد للسامية.
واستعرضت الرسالة اسباب هذا العداء بالعقد التاريخية لاسرائيل لجهة عضويتها المشروطة في الامم المتحدة، التي عرّت اسرائيل لناحية عشرات القرارات التي اصدرتها ولم ينفذ منها شي، اضافة الى عقدة اعتبارالامم المتحدة سابقا الصهيونية كشكل من اشكال العنصرية، ناهيك عن المواقف الاممية اليومية من حرب الابادة التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزه.
وقالت الرسالة: ان فلسطين، كحركة تحرر وكدولة غير عضو، هي اكثر من حظي بقرارات دعم من الامم المتحدة، مقابل اسرائيل التي تعتبر اكثر دولة صدرت بحقها قرارات ادانة. وهذا ما يفسر افتعال اسرائيل للازمات الدائمة مع الامم المتحدة والمؤسسات الدولية، لوضع العالم اولا تحت سيف الابتزاز التاريخي على خلفية المزاعم ذات العلاقة باليهود في اوروبا، وثانيا بهدف حرف الانظار عن حقيقة ان فلسطين ما زالت القضية المركزية للعالم.
واستعرضت الدائرة المنظمات والاطر الدولية التي تتصدر واجهة الحرب الاسرائيلية عليها، واسباب العداء الاسرائيلي لها، معتبرة بأنه لولا الدعم الذي تحظى به اسرائيل من بعض اعضاء مجلس الامن (فيتو الولايات المتحدة)، لكانت منذ زمن خارج الامم المتحدة.. مشيرة الى ان وصف اسرائيل لاحدى منظمات الامم المتحدة (وكالة الغوث – الاونروا) كـ”منظمة ارهابية”، كان يجب ان لا يمر دون عقاب.
وقالت الدائرة في رسالتها: ان النظام الدولي الحالي استنفذ وظائفه ولم يعد قادرا على الصمود امام غطرسة القوة الامريكية والاسرائيلية، بل لم يعد قادرا على حماية نفسه، ما يعني ان الصراع المستقبلي من اجل نظام دولي اكثر عدالة يجب ان يكون مطلب جميع احرار العالم. وحتى ذلك الحين، فمن حق الشعب الفلسطيني حماية نفسه عبر اللجوء الى كافة اشكال المقاومة.. وواجب كل دول العالم وشعوبه دعم خياره..
واضافت “دائرة العلاقات الخارجية” قائلة: ان ما تقوم به اسرائيل من جرائم عابرة للحدود لا يؤهلها لأن تكون عضوا قادرا على تحمل الالتزامات التي يقرها ميثاق الامم المتحدة وبشهادة غالبية دول العالم التي اعطت صوتها لفلسطين وادانت اسرائيل على جرائمها وخرقها الدائم لميثاق الامم المتحدة، فاسرائيل بخلفيتها الايديولوجية والدينية المستندة الى خرافات واساطير، هي كيان يتصرف كأنه فوق القانون لا بل فوق النظام الدولي نفسه، وهي غير قادرة على الوفاء بأهم تعهد لها وهو احترام رغبة الشعوب بتقرير مصيرها بحرية.
واشارت الى ان الافلات من العقاب وعدم محاسبة من ينتهك القانون الدولي، ويستسهل ارتكاب الجرائم ضد الاطفال والنساء، ويتفاخر بعداءه للامم المتحدة، كلها اسباب تجعل من اسرائيل كيانا فوق الشرعية الدولية. وبالتالي فاذا كانت المؤسسات الدولية عاجزة عن اتخاذ اجراءات رادعة ضد اسرائيل، رغم الادانات الدولية المتكررة، فمن حق شعوب العالم ان تأخذ المبادرة في الدفاع عن نفسها، وفقا لما اقرته الشرعية الدولية التي اعطت للدول، فرادى أو جماعات، الحق في الدفاع عن أنفسهم..
وختمت “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” بقولها: نخاطبكم كأحزاب وتيارات سياسية وصنّاع رأي عام عالمي من قوى مجتمعية واعلامية ونقابية وهيئات انسانية وحقوقية وثقافية كي تكونوا على قدر ما تمثلون من قيم وهبتم انفسكم للدفاع عنها، كما وهبنا انفسنا للدفاع عن ارضنا وبلادنا في مواجهة اعتى قوى الارهاب والفاشية في العصر الحديث. إذ لم يعد كافيا تسجيل المواقف بأن اسرائيل والولايات المتحدة تنتهكان قيم الانسانية وتؤسسان لعالم تحكمه شريعة الغاب.. بل بات الامر يتطلب ضرورة الارتقاء بأشكال النضال التقليدية وبما يوصل صوت العالم الى مراكز القرار الدولي..
ودعت الى الخروج عن صمت طال ليله، بأن تنحازوا الى جانب فلسطين الارض والشعب والقضية، فلسطين العدالة والحرية، فلسطين التي لا زالت تئن تحت نير آخر احتلال على وجه الارض.. والى تصعيد التحركات وتنويع الفعاليات الرافضة للعدوان والضاغطة على الحكومات التي ما زالت تمد الاحتلال بكل اشكال الدعم العسكري والقانوني والمالي والسياسي والدبلوماسي. فاسرائيل التي اعلنت عداءها مع الامم المتحدة ومنظماتها المختلفة، يجب عزلها على مختلف المستويات وطردها ليس فقط من الامم المتحدة، بل ومن كافة الاطر الدولية. وغير ذلك، فان دول العالم لها كامل الحق بالتمرد ايضا على القانون الدولي وعلى الشرعية الدولية حين ترى انها اصبحت عائقا وحاجزا مانعا امام مصالح شعوبها..
*18 تشرين الاول 2024*