الاحتلال يقصف وهوكشتاين يضغط سياسيًا: كيف تتقاسم “إسرائيل” والولايات المتحدة الأدوار في الحرب على لبنان؟

المسار الإخباري :مع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف على لبنان، وصل المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى بيروت صباح اليوم لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين بهدف “وقف الحرب”. وعلى الرغم من الحديث عن جهود الوساطة، يبدو أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” تتقاسمان الأدوار بين الضغوط العسكرية والسياسية لتحقيق أهداف مشتركة

الليلة الماضية، شهدت العاصمة اللبنانية بيروت وجنوب البلاد قصفاً جوياً إسرائيلياً استهدف مقرات عدة، منها مؤسسة “القرض الحسن” التي تلعب دوراً مهماً في دعم الأوساط الشعبية المرتبطة بحزب الله. وأسفر القصف عن استشهاد عدد من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، في إطار ما يبدو أنه حملة ممنهجة لاستهداف البنية التحتية والاقتصادية الداعمة للحزب.

وفي الوقت نفسه، وصل هوكشتاين إلى بيروت، حاملًا ما وصفته وسائل الإعلام العبرية بـ “مبادرة” لوقف الحرب. تهدف هذه المبادرة، التي حملها هوكشتاين من الاحتلال، إلى منح الجيش الإسرائيلي حرية العمل في لبنان، وخاصة في الجنوب، بهدف “منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه”. إلا أن محللين يرون أن هذا المصطلح مضلل، حيث يشير إلى محاولة الاحتلال استغلال الأوضاع العسكرية لفرض شروط سياسية تعزز موقفه في المنطقة.

يشير تاريخ هوكشتاين، الذي خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي ويعمل منذ سنوات كمبعوث للإدارة الأمريكية في لبنان، إلى دوره الحاسم في الدفاع عن مصالح “إسرائيل”. ويقارن مراقبون دوره اليوم بتجربة المبعوث الأمريكي فيليب حبيب خلال حرب 1982، عندما كان يعمل لتحقيق أهداف الاحتلال على حساب المقاومة اللبنانية والفلسطينية.

التدخل الأمريكي في هذه الحرب يتزامن مع مساعٍ دولية لتعديل القرار “1701” الصادر في عام 2006، والذي يحدد قواعد عمل قوات الأمم المتحدة “اليونيفيل” في الجنوب اللبناني. التحركات الأمريكية تهدف إلى تعزيز صلاحيات هذه القوات لتشمل اقتحام المنازل ومصادرة أسلحة حزب الله، في محاولة واضحة لإضعاف المقاومة وتهيئة الأرضية لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية لصالح الاحتلال.

كما أن حديث السفيرة الأمريكية في لبنان عن “مرحلة ما بعد حزب الله” يعكس بوضوح نوايا الولايات المتحدة وحلفائها في الضغط على الحزب وسحب سلاحه، وهو ما يسعى إليه أيضًا قادة قوى سياسية معارضة للحزب مثل سمير جعجع.

رغم هذه الجهود السياسية والعسكرية المشتركة، يواصل حزب الله التمسك بمواقفه، مؤكدًا أن “إسرائيل” تمثل تهديداً وجودياً ليس فقط لفلسطين، بل للمنطقة بأسرها. في هذا السياق، تتواصل العمليات العسكرية التي تنفذها المقاومة في الجبهة الجنوبية، مما يجعل من الصعب على الاحتلال تحقيق أهدافه بسهولة.

الحرب المستمرة على لبنان وغزة تشير إلى أن واشنطن و”تل أبيب” تعملان بالتنسيق التام، حيث يعتمد الاحتلال على التفوق العسكري فيما تضغط الولايات المتحدة سياسيًا لإجبار الأطراف على تقديم تنازلات استراتيجية قد تغير موازين القوى في المنطقة.