الجيش الإسرائيلي في أزمة تجنيد واستنزاف الاحتياط: صمود محدود أمام التحديات على جبهات متعددة

باريس- المسار الاخباري: قالت صحيفة 20minutes (عشرون دقيقة) الفرنسية إنه بعد مرور أكثر من عام على بدء الحرب ضد حماس في غزة، يواجه الجيش الإسرائيلي، الذي يضم نحو 170 ألف جندي، صعوبات في تجنيد جنود، وجنود الاحتياط ينهارون تحت وطأة جولات الخدمة، حيث تشن إسرائيل حربا على عدة جبهات، أبرزها ضد حماس في غزة و”حزب الله” في لبنان، مما خلف 771 قتيلا و4500 جريح ( فيما تضع تقديرت الرقم عند أكثر من 10 آلاف) بين جنودها بعد مرور أكثر من عام على بدء الحرب ضد حماس في غزة.

ولمواجهة النقص، استدعى الجيش الإسرائيلي حوالي 300 ألف جندي احتياط، تم إعفاء 18.3% منهم، لأن أعمارهم تزيد عن 40 عامًا. كما تم تمديد فترات الاحتياط ويحتج بعض جنود الاحتياط على هذه الإجراءات التي تحرمهم من الحياة الأسرية، وأحيانا لأكثر من ستة أشهر متتالية.

وتُشير الصحيفة الفرنسية إلى منشور جندي الاحتياط أرييل سيري ليفي على فيسبوك، والذي تمت مشاركته آلاف المرات على شبكات التواصل الاجتماعي، وقال فيه: “إننا نغرق”. فقد تم استدعاء هذا الشّاب أربع مرات منذ هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول. ويهاجم من يريدون بقاء إسرائيل في لبنان وغزة، قائلاً: “ يجب أن ننهي هذه الحرب لأنه لم يعد لدينا جنود.. التنازلات أصبحت مهمة للغاية”.

كما أشارت الصحيفة إلى ما صرح به جندي احتياط آخر، لوكالة فرانس برس، طالباً عدم الكشف عن هويته، إذ قال الأب لولدين: “إلى جانب التعب الجسدي والإرهاق المعنوي، نضيف إلى ذلك حقيقة أننا فقدنا عملنا”. ففي الواقع، توقف العديد من العمال المستقلين عن العمل بسبب الحرب، حتى لو كانت الدولة توفر الحد الأدنى من المعاشات التقاعدية لجنود الاحتياط. ويخلص إلى القول: “الجماعة دائما فوق الفرد ولكن الثمن باهظ جدا بالنسبة لعائلتي. لقد أمضيت نحو ستة أشهر في غزة على مدى الاثني عشر شهرا الماضية”.

وذكّرت الصحيفة بأن تجنيد اليهود المتشددين، المعفيين جزئيا من الخدمة العسكرية، هو في قلب النقاش العام. فهم يمثلون حوالي 14% من السكان اليهود في إسرائيل، وفقًا لمعهد الديمقراطية الإسرائيلي، أي نحو 1.3 مليون شخص. ويستفيد نحو 66 ألف رجل في سن الخدمة العسكرية من الإعفاء لأنهم يكرسون أنفسهم لدراسة النصوص اليهودية المقدسة، وفقا للجيش بموجب قاعدة تم وضعها عند تأسيس إسرائيل عام 1948. لكن في يونيو/حزيران الماضي، أمرت المحكمة العليا بالتجنيد الإجباري في المدارس الدينية، معتبرة أنه ليس من حق الحكومة إعفاءهم “في ظل غياب الإطار القانوني المناسب”.

وقد طالبت الأحزاب السياسية الأرثوذكسية المتطرفة، التي تعد عنصراً رئيسياً في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الحكومة بإصدار قانون يجعل هذا الإعفاء دائما قبل التصويت الحاسم على ميزانية الدولة في نهاية العام، وذلك عبر رسالة مفتوحة، موقعة هذه المرة من قبل أكثر من ألفين من نساء جنود الاحتياط من الحركة الدينية الصهيونية التي توفق بين الحياة الدينية والمشاركة في الجيش، طلبن فيها “التخفيف على أولئك الذين يخدمون”.

وأشارت الصحيفة إلى أن ستة رجال معفيين من الاحتياط ولكنهم تطوعوا لقوا حتفهم في القتال في الفترة ما بين 22 و28 أكتوبر/ تشرين الثاني، من بينهم أب لعشرة أطفال. وأمضى ديفيد زينو، الحاخام البالغ من العمر 52 عاماً، أكثر من 250 يوماً بالزي العسكري هذا العام، بما في ذلك عدة أسابيع في لبنان كمقاتل. ويقول هذا الأب لسبع بنات، وله ستة أحفاد: “خدمة الوطن هي ميزة، ولكن قبل كل شيء، دعونا لا ننسى أنها حرب وأننا نفتقر إلى الجنود”.