المسار الإخباري : لم يُضِع دونالد ترامب أي وقت في تشكيل فريق إدارته الثانية، وكأنها إعادة إنتاج لمسلسل قديم بتحديثات بسيطة، محاولًا تقديم نفس الوجوه بألقاب وأدوار مختلفة لإيهام جمهوره بالتجديد.
جيه دي فانس: نائب الرئيس الأصغر سنًا بدأت التعيينات بجيه دي فانس كنائب للرئيس، والذي يُعتبر أحد أبرز أتباع حركة “MAGA”. المفارقة أن فانس، الذي انتقد ترامب في السابق، يقف الآن في صفه كخليفة محتمل لحركة يُشبهها النقاد بالكوميديا السياسية الأمريكية، مما يجعل التساؤل مشروعًا: هل اختياره بالفعل مبني على كفاءته أم فقط لاستكمال صورة “العائلة الكبيرة” لحركة ترامب؟
ماركو روبيو: من “ماركو الصغير” إلى “وزير الخارجية الكبير” بعد سنوات من السخرية المتبادلة، يتقلد ماركو روبيو منصب وزير الخارجية. يبدو أن ترامب لا ينسى مشهد المناظرات القديمة حينما وصفه بـ”ماركو الصغير”، لكن اليوم، يسعى لإظهار النضج السياسي بتعيينه في أحد أهم المناصب الدبلوماسية، ليثبت ربما أن كبر السن لا يعني كبر العقل دائمًا.
بيت هيغسيث: من “فوكس نيوز” إلى البنتاغون لا يمكن لترامب أن يشكل إدارته دون الاستعانة بأحد وجوه “فوكس نيوز”، فاختار بيت هيغسيث لقيادة وزارة الدفاع. مقدم البرامج، الذي اعتاد على إعطاء تحليلات سريعة للأحداث، قد يجد نفسه الآن مطالبًا باتخاذ قرارات سريعة، وربما بدون كاميرات هذه المرة.
إيلون ماسك: “وزارة كفاءة الحكومة” بين الجد والهزل أبرز التعيينات المثيرة للسخرية كانت تلك المتعلقة بإيلون ماسك الذي سيترأس “وزارة كفاءة الحكومة”، في مشهد يبدو وكأنه جزء من مسرحية هزلية. فكيف يمكن لرجل انشغل بنقل مقره إلى المريخ أن يكون الآن مسؤولًا عن تقليص الإنفاق الحكومي على الأرض؟ يبدو أن ترامب يريد استغلال شهرة ماسك فقط للفت الأنظار، حتى لو كانت الوزارة تحمل اسمًا مستوحى من العملة الرقمية المضحكة “DOGE”.
توم هومان: “قيصر الحدود” بسيف جديد اختار ترامب توم هومان ليكون قيصر الحدود، وهو نفس الشخص الذي أثار الجدل خلال فترة ولايته الأولى بسياسات الترحيل القاسية. هومان الذي لا يحتاج حتى لموافقة مجلس الشيوخ، يشير تعيينه إلى أن ترامب لا يسعى للإصلاح بقدر ما يسعى لإعادة إحياء سياسات فشلت في الماضي.
تولسي غابارد: الانتقال من الديمقراطيين إلى الاستخبارات في مفارقة أخرى، تولسي غابارد، التي كانت في الماضي جزءًا من الحزب الديمقراطي، تُعين الآن كمديرة للاستخبارات الوطنية. هل هو تعبير عن تحول فكري حقيقي أم مجرد تلميع لصورة ترامب بالاعتماد على وجوه تبدو مختلفة؟
النهاية: مسرحية سياسية تكرر نفسها بهذه التعيينات، يبدو أن إدارة ترامب الجديدة ليست سوى نسخة معدلة من نفس الفريق القديم، مع قليل من البهارات لجعلها تبدو وكأنها وجبة جديدة. إلا أن المتابعين يرون في هذه الأسماء دليلًا على أن ترامب، بدلًا من تقديم وجوه جديدة ومبتكرة، يعتمد على نفس الوجوه التي أثارت الجدل في الماضي، وكأن المشهد السياسي الأمريكي بحاجة إلى إعادة عرض فيلم قديم فشل في شباك التذاكر، ولكن هذه المرة بعنوان جديد.
هل ستنجح هذه الإدارة في قيادة الولايات المتحدة نحو “العظمة مجددًا” أم ستتحول إلى مجرد عرض سياسي هزلي يتندر عليه الجميع؟ الأيام القادمة ستكشف لنا إن كانت هذه الوجوه ستتمكن من إحداث التغيير الذي يتغنى به ترامب أم ستعيدنا لنفس الأخطاء القديمة.