المسار الإخباري : تترقب مختلف الأطراف رد حزب الله اللبناني على مقترح التسوية مع إسرائيل، الذي قدمته واشنطن بعد أسابيع من المباحثات والتسريبات، وعلى وقع تصاعد المواجهة بين الطرفين.
وقالت مصادر للجزيرة إنه تم تسليم حزب الله نسخة من مسودة مقترح وقف إطلاق النار التي نقلتها السفيرة الأميركية ليزا جونسون لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.
وأضافت المصادر أن حزب الله سيدرس النقاط الواردة في المسودة، ويبلغ رئيس البرلمان اللبناني بملاحظاته عليها.
في حين قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إن إسرائيل تنتظر ردا لبنانيا على الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار في غضون أيام قليلة، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمه، أن حزب الله سيعطي إجابة على الخطوط العريضة الأميركية خلال أيام قليلة.
بنود مشروع الاتفاق
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية عن بنود مشروع الاتفاق المقترح بين لبنان وإسرائيل وتتضمن:
- إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701.
- يعطي مشروع الاتفاق للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر.
- الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة بالجنوب مع اليونيفيل.
- الحكومة اللبنانية ستشرف على أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله.
- يتعيّن على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام.
- يحل الجيش اللبناني محل القوات الإسرائيلية المنسحبة من الجنوب وستشرف على ذلك الانسحاب الولايات المتحدة ودولة أخرى.
- يتعيّن على لبنان نزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في جنوب لبنان في غضون 60 يوما من توقيع الاتفاق.
العقدة الشائكة
ووفق ما تسرّب عبر وسائل إعلام إسرائيلية، فإن المقترح الأميركي يقضي بانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب ومنعه الحزب من إعادة إقامة مواقع بالمنطقة، ومنع نقل السلاح عبر سوريا إلى الحزب.
لكن إسرائيل تريد الاحتفاظ بحق مهاجمة حزب الله في لبنان حتى بعد الاتفاق، وهو ما يرفضه لبنان بشدة.
ويشدد الحزب على أن تفاوضا غير مباشر مع إسرائيل يجب أن يكون مبنيا على أمرين، هما وقف العدوان، وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية أن رئيس البرلمان نبيه بري يقود المحادثات نيابة عن حزب الله.
وقال بري مساء اليوم إن المقترح الأميركي حول وقف إطلاق النار ينص على تشكيل لجنة تضم دولا غربية للإشراف على تنفيذ القرار الأممي رقم 1701، مؤكدا أن هذا غير مقبول لبنانيا.
كما أكد أن تضمين أي بند يسمح بحرية عمل الجيش الإسرائيلي في لبنان “أمر غير مقبول، ولا يمكن حتى فتح نقاش بشأنه لأنه مساس بسيادة لبنان”.
الموقف اللبناني الرسمي
وكباقي الأطراف تنتظر الحكومة اللبنانية رد حزب الله ومصير التسوية المطروحة على الطاولة، كونها تترتب عليها تحركات سياسية وأخرى عسكرية للجيش اللبناني.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إن المطلوب دعم موقف الدولة اللبنانية لجهة تطبيق القرار الدولي 1701 ودعم الوحدة الوطنية، وعدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات لدى اللبنانيين.
وأضاف ميقاتي، اليوم الجمعة، خلال لقائه علي لاريجاني مستشار الرئيس الإيراني أن الأولوية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتنفيذ القرار 1701 بحذافيره من دون تعديلات أو تفسيرات مغايرة لمضمونه.
الموقف الإيراني
ومن المواقف المهمة المرتبطة بالتسوية أيضا موقف إيران الداعم لحزب الله اللبناني.
وقال مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني إن طهران ستدعم أي قرار تتخذه المقاومة والحكومة في لبنان.
وأكد لاريجاني، اليوم الجمعة، “أن إيران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية، لا سيما القرار 1701، كما تدعم انتخاب أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون”.
وأعرب لاريجاني، عقب مباحثاته في بيروت مع عدد من كبار المسؤولين اللبنانيين، في مقدمتهم رئيسا الحكومة والبرلمان، عن أمله في أن يتمكن النازحون اللبنانيون من العودة إلى مناطقهم.
كما أكد بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن إيران “ستقف إلى جانب لبنان حكومة وشعبا في كافة الظروف، وهذا الوقوف واجب لدعم الشعب والحكومة اللبنانية”.
الموقف الأميركي
بطبيعة الحال تقود الإدارة الأميركية الحالية الوساطة بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن تلك الوساطة لا يمكن أن تغفل منعطف تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب الحكم خلال أسابيع.
وأبلغ ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الجمعة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون دريمر التقى، الأحد الماضي، ترامب وكبار المسؤولين في إدارته، وناقش معهم مجموعة واسعة من القضايا.
وأضافت “من جانبه أعطى ترامب الضوء الأخضر رسميا لمواصلة محاولة التوصل إلى تسوية حول لبنان”.
ونقلت عن مصدر إسرائيلي مطلع على المحادثة (لم تسمه)، إن ترامب قال لدريمر “أريدك أن تتوصل إلى اتفاق بشأن لبنان.. ليس لدي أي اعتراضات على المخطط الحالي”.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن أكثر من 3 آلاف قتيل و14 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي.