
شبكة المسار الاخباري: يسابق جيش الاحتلال الزمن لتدمير أكبر عدد ممكن من المباني والمنشآت والطرقات في محافظة شمال غزة، قبل التوصل الى اتفاق مفترض لوقف إطلاق النار خلال الأيام القادمة.
وشهدت الليلة قبل الماضية، وأمس، موجة غير مسبوقة من التدمير وعمليات النسف والقصف المتواصلة طالت معظم مناطق المحافظة وبشكل خاص بلدة جباليا النزلة ومخيمها، كما أوغل جيش الاحتلال في عمليات حرق المنازل عكستها كميات الدخان الهائلة التي غطت جميع أرجاء المحافظة.
واشتدت عمليات القصف والنسف بشكل غير مسبوق منذ صباح أول من أمس وحتى مساء أمس، تركزت في منطقة شرق بلدة جباليا والمخيم وشمال وغرب حي النزلة، ومنطقة الفالوجة والهوابر ووسط المخيم ومنطقتي الشيماء والحطبية في بلدة بيت لاهيا، ما أدى الى تدمير أعداد هائلة وكبيرة من المباني كما أفاد شهود عيان .
وبسبب الوضع الأمني والعسكري الخطير في المحافظة وعدم قدرة المواطنين على التحرك، وانعدام وسائل الاتصالات والمواصلات لم يتسن إحصاء الخسائر البشرية، ولكن حسب ما ورد من شهود عيان فقد قصفت قوات الاحتلال منازل فوق رؤوس ساكنيها.
وشاركت المدفعية الثقيلة في دك هذه المناطق بشكل كبير، ولم يقتصر القصف على هذه المناطق، بل وصل الى المناطق المجاورة في مدينة غزة، التي تؤوي عشرات آلاف النازحين، ما أدى الى استشهاد وإصابة العديد من المواطنين، لاسيما في حي الشيخ رضوان ومنطقة الكرامة والمشتل.
وتسبب هذا الهجوم المركز في نزوح أعداد كبيرة ممن يسكنون في المناطق المجاورة للمحور الفاصل بين محافظتي غزة والشمال إلى داخل مركز مدينة غزة الذي شهد أيضاً، موجات كبيرة من النازحين من مناطق الصبرة والرمال الجنوبي والوسط بعد تهديد جيش الاحتلال لهم بالإخلاء.
وزاد النزوح الجديد، الذي طال عشرات آلاف المواطنين مساء أمس، من معاناة النازحين بسبب محدودية المناطق غير المهددة في مدينة غزة لعدم قدرتها على استيعاب المزيد من المواطنين، بعد امتلاء مراكز الإيواء والمنازل المهجورة، وكذلك المخيمات الصغيرة التي تسابقت المؤسسات الإغاثية على إقامتها في المناطق الفارغة بالمدينة خلال الأيام الأخيرة لاستيعاب نازحي الشمال.
وتواصلت عمليات النزوح حتى يوم أمس، وسط حالة من الارتباك الشديد في صفوف المواطنين والقائمين على المؤسسات الإغاثية بسبب عدم قدرتهم على توفير مآوٍ للنازحين الذين اضطروا الى النوم في العراء وأمام بوابات البنايات المدمرة.
ويتوقع أن تزداد عمليات النزوح مع اشتداد عمليات القصف والتوغل الإسرائيلي في المناطق المهددة بالإخلاء، والتي شملت معظم المربعات السكنية جنوب مدينة غزة ووسطها.
ولم يتبق الا أحياء قليلة جداً لم يطلها تهديد الاحتلال بنزوح مواطنيها وأصبحت قبلة إجبارية للنازحين، كأحياء الشيخ رضوان ومخيم الشاطئ وحيي التفاح والدرج، حيث تستضيف هذه الأحياء أكثر من 200 ألف نازح من محافظة شمال غزة، وأحياء الزيتون والشجاعية والرمال والصبرة في مدينة غزة.
واتهم مواطنون جيش الاحتلال بمحاولة تدمير وإلحاق الأذى بأكبر قدر ممكن من الممتلكات والمنازل في محافظة شمال غزة ومناطق جنوب مدينة غزة، خاصة حيي الصبرة والرمال اللذين يتعرضان لهجمات جوية ومدفعية منذ مساء أول من أمس.
وتشن قوات الاحتلال عمليات عسكرية واسعة النطاق في محافظة شمال غزة منذ مطلع تشرين الأول الماضي، تمكنت خلالها من تهجير الغالبية العظمى ممن تبقى من سكان المحافظة البالغ عددهم نحو 200 ألف، عدا استشهاد أربعة آلاف مواطن وإصابة واعتقال عشرة آلاف.
المصدر … جريدة الايام