غزة تقاتل بلحمها الحي، والنظام الرسمي العربي شريك بقتل غزة وذبحها
الشعب العربي السوري يعلن رفضه للاحتلال ويؤكد على قوميته وعروبته والرهان عليه فقط
حكام سوريا الجدد لم ينطقوا بكلمة واحدة تجاه القضية الفلسطينية واحتلال الجولان وتدمير مقدرات الجيش والدولة السورية
التظاهرات الشعبية في جنوب سوريا تحول مهم، يبنى عليه في المستقبل لمواجهة المخططات الاسرائيلية
الرهان الأمريكي والإسرائيلي هو إدخال سوريا في الشرق الاوسط الجديد
الامريكي هندس كل ما جرى في سوريا، بهدف إخراجها من عمقها العروبي والقومي
استقبال حكام سوريا الجدد وفدا من الإدارة الأمريكية جزء من المهزلة، لأنها لا تزال تصنفهم كإرهابيين
حكام سوريا الجدد دخلوا الشرق الأوسط الجديد من أوسع أبوابه عبر تحالفات دولية وإقليمية كبيرة وتقديم أوراق اعتماد
ما كان يزعج الامريكي والاسرائيلي والنظام الرسمي العربي هو استراتيجية وحدة الساحات وتموضع المقاومة، والذي كانت سوريا جزء منه
حكام سوريا الجدد بعثوا برسائل طمأنينة للاحتلال، وقالوا انهم لا يريدون حربا معه
إسرائيل سوف تعبث كثيرا في سوريا خلال الفترة المقبلة عبر احتلال الأرض والاغتيالات والتدمير
المسار : شهدت مناطق متفرقة في الجنوب السوري، تظاهرات شعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي، أصيب خلالها شاب برصاص جنود الاحتلال.
وقال الزميل معمر عرابي ان ما حدث في جنوب سوريا من تظاهرات شعبية، يؤكد مجددا ان الشعب السوري جزء لا يتجزأ من الشعوب العربية التي ترفض الاحتلال الإسرائيلي، ويثبت عروبية وقومية الشعب السوري، الرافض للاحتلال رغم ما عاناه من دماء وتضحيات.
ولفت عرابي ان الشعب السوري الذي امتزجت بدماء الفلسطينيين واللبنانيين في مقاومة الاحتلال خلال العقود الماضية، يرفضون الاحتلال ولا يمكن ان يقبلوا به.
وأشار عرابي خلال حديثه لقناة الميادين ان ما جرى من تظاهرات شعبية يعد رسالة واضحة ومباشرة مفادها ان الشعب السوري يرفض الاحتلال الإسرائيلي الذي تمدد من الجولان المحتل الى القنيطرة ومناطق متفرقة حتى باتت دبابات الاحتلال على بعد بضعة كيلومترات من دمشق.
ولفت عرابي ان هذه التظاهرات بمثابة رسالة واضحة توضع على طاولة الحكام الجدد لسوريا، الذين لم ينطقوا بكلمة واحدة ولم يتخذوا موقفا واضحا من القضية الفلسطينية، ومن احتلال الجولان وتمدده لمناطق واسعة في الجنوب السوري، ومن تدمير مقدرات الجيش السوري التي تعد ملكا لسوريا دولة وشعبا.
وأكد عرابي ان هذه التظاهرات الشعبية تعد تحولا مهما، يبنى عليها في المستقبل في مواجهة المخططات الامريكية الغربية.
ولفت عرابي ان الرهان الأمريكي والإسرائيلي هو بمحاولة إدخال سوريا في الشرق الاوسط الجديد، وكي الوعي القائم لدى الشعب السوري، من خلال التفتيت والتفرقة والطائفية، لكن الشعب السوري يثبت انه حر ويرفض الظلم والطغيان والاحتلال،
وحول رؤية إسرائيل لما جرى في الجنوب السوري، قال عرابي ان ما جرى يدل على موقف وطني وعروبي وقومي سيكون له حساباته الاستراتيجية عند اسرائيل ولدى الامريكي الذي هندس كل ما جرى في سوريا، بهدف إخراجها من عمقها العروبي والقومي.
وأعرب عرابي عن عدم تفاؤله بحكام سوريا الجدد، الذين يحاولون إخراج سوريا من عمقها العربي والقومي ودائرة الصراع مع الاحتلال، ولذلك فان التظاهرات الشعبية هي رسائل لهم، تدلل على رفض الشعب للاحتلال الإسرائيلي.
وأشار عرابي الى ان الحكام الجدد التزموا الصمت ولم يصدر عنهم أي كلمة او موقف من الاستهداف الاسرائيلي اليومي والواسع لسوريا واحتلالها مناطق جديدة، كما التزموا الصمت تجاه قضايا أخرى كاحتلال الجولان، ومن التطبيع مع الاحتلال، والقضية الفلسطينية، ورؤيتهم لكيفية تحرير الجولان وكل ذلك تبقى أسئلة برسم الإجابة على طاولتهم، وضعها الشعب السوري.
واكد عرابي ان المخطط الأمريكي والغربي والإسرائيلي يقضي باختطاف سوريا وسلخها من عمقها العربي، عبر تخريب وتقطيع واحتلال سوريا، فاليوم هناك احتلال امريكي واسرائيلي وتركي، يريدون جميعا تقسيم سوريا حتى لا تنعم بالحرية والكرامة، وهذا ما لمسناه في هتافات المتظاهرين في جنوب سوريا “الموت ولا المذلة”
وحول رهان الإدارة الامريكية على موقف محايد من حكام سوريا الجدد، سخر عرابي من ذلك مؤكدا ان الحياد أحيانا قد يكون إيجابي، مستدركا اننا نشهد اليوم مهزلة من خلال استقبال أولئك الحكام وفد من الإدارة الأمريكية التي كانت تصنفهم بالإرهابيين.
وأضاف عرابي ” ان ما يقرأ من سلوك حكام سوريا الجدد يشير الى انه لن يكون لهم موقف وطني وعروبي تجاه الاحتلال”، خاصة انهم دخلوا الشرق الأوسط الجديد من أوسع أبوابه عبر تحالفات دولية وإقليمية كبيرة، لكن الرهان يبقى دوما على الشعب السوري.
وأكد عرابي أن “ما كان يزعج الامريكي والاسرائيلي والنظام الرسمي العربي منذ 7 اكتوبر هو استراتيجية وحدة الساحات وتموضع المقاومة، والذي كانت سوريا جزء منه الى جانب غزة وفلسطين ولبنان والعراق واليمن”
وتابع ” ما كان يقلق الأمريكي والإسرائيلي والنظام العربي الرسمي ليس إطلاق الصواريخ فقط من هذه الساحات، بل الربط العضوي مع فلسطين، وإعادة الاعتبار لها كقضية وطنية عروبية بعد 75 عاما من محاولات تغييبها “.
ولفت عرابي الى ان ما يجري حاليا جزء من سياسة كي الوعي، خاصة بعد الضربات التي تلقاها محور المقاومة، وتسجيل نقاط مفادها ان محور المقاومة ضعف وبالتالي فان إسرائيل باتت سيدة هذه المنطقة وشرطيها وحاكمها الجديد، وبالتالي على شعوب المنطقة ان تعيش كالعبيد تحت الحالة الاستعمارية الجديدة المتمثلة باحتلال فلسطين وأجزاء من سوريا ولبنان، ووجود مخططات إزاء العراق ومصر والأردن.
وتابع عرابي ” لست متفائلا مما يحدث في سوريا مع املنا بالحرية والازدهار للشعب السوري، خاصة ان الأمريكي والإسرائيلي يريد تحطيم الأرض السورية وشعبها، وإخراجها من عمقها العربي، ولذلك نضع يدنا على قلوبنا بشأن مستقبل سوريا من حكامها الجدد الذين يحاولون أخذها بعيد عن قلبها النابض”.
ولفت عرابي ان حكام سوريا الجدد بعثوا برسائل طمأنينة للاحتلال، وقالوا انهم لا يريدون حربا مع إسرائيل، ولم يتحدثوا بكلمة واحدة عن احتلال الجولان وتدمير قدرات الجيش السوري، بل قدموا أوراق اعتماد للأمريكيين والاوروبيين الذين قالوا ان تعاملهم سيكون وفق استراتيجية “الخطة مقابل الخطوة”.
ولفت عرابي ان هذه الاستراتيجية كما يفهمها الأمريكي والأوروبي تعني ” تقديم هؤلاء الحكام تنازلات، والولوج الى الاتفاقيات الابراهيمية، وكي الوعي الشعبي والسير في مركب الاحتلال”، لذلك لا رهان على أولئك الحكام الجدد بل على الشعب السوري.
وأشار عرابي ان إسرائيل سوف تعبث كثيرا في سوريا خلال الفترة المقبلة، وهي حين احتلت أجزاء كبيرة من سوريا وتذرعت ان ذلك سيكون مؤقتا، فمعناه انه سيكون دائما، وهذا سيكون من خلال خلق وقائع جديدة في سوريا، حتى تبقى موجودة في المناطق التي احتلتها.
وأشار عرابي ان الاحتلال سيوسع من المناطق التي يحتلها، وسيحاول اغتيال الكفاءات والعلماء والخبراء السوريين، وتدمير البنية التحتية المادية والمعنوية للشعب السوري، ولذلك ما نخشاه هو مستقبل سوريا في ظل الاحتلالات الإسرائيلية والأمريكية والتركية.
واكد عرابي ان “الغربي لا يريد الخير والاستقرار والازدهار لسوريا، بل يتكالبون عليها الآن لإخراجها من موقعها السابق وعمقها العربي والقومي”.
وعن حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، وعملية كتائب القسام النوعية التي أعلنت عنها مساء اليوم قال عرابي ” انه لم يعد هناك غزة، التي دمرت وقتلت وذبحت بالكامل”.
وأضاف عرابي ان غزة اليوم تقاتل بلحمها الحي، في ظل حرب الإبادة الجماعية المنظمة للبشر والحجر والبنية التحتية ولأي من معالم الحياة.
واكد ان المقاومة في غزة صيرورة تاريخية وهي لن تهزم مهما كان جبروت الاحتلال وعدوانه، فغزة التي ذبحت بالكامل امام النظام العربي الرسمي القاتل الشريك في الإبادة ستبقى تقاتل، مؤكدا انه لولا التآمر الرسمي العربي مع الأمريكي لما حدث في غزة ما حدث.
المصدر : وطن للأنباء