المسار الإخباري :في تقرير مفصل أذاعته قناة “سي بي إس” الأمريكية عبر برنامج “60 دقيقة”، كشف عميلان سابقان في الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) عن عملية سرية استهدفت عناصر حزب الله اللبناني باستخدام أجهزة “البيجر” المفخخة. العملية التي جرت على مرحلتين بدأت قبل 10 سنوات، واستخدم فيها الموساد تقنيات متقدمة وأجهزة لاسلكية تحتوي على متفجرات مخفية.
المرحلة الأولى: أجهزة “ووكي توكي” مفخخة بحسب أحد العميلين، بدأت العملية قبل عشرة أعوام من خلال تزويد حزب الله بأجهزة “ووكي توكي” (أجهزة اتصال لاسلكية) تحتوي على متفجرات مخفية. هذه الأجهزة كانت تباع على أنها من شركات غير إسرائيلية، لكن في الواقع كانت قد صنعت في إسرائيل. حزب الله لم يكن يدرك أنه كان يشتري هذه الأجهزة من العدو الإسرائيلي. لكن هذه الأجهزة لم تنفجر إلا في سبتمبر 2024، بعد يوم من تفجير أجهزة “البيجر” المفخخة.
المرحلة الثانية: أجهزة “البيجر” المفخخة أما المرحلة الثانية من العملية، فقد بدأت في عام 2022 بعد أن اكتشف جهاز الموساد أن حزب الله كان يشتري أجهزة “البيجر” من شركة مقرها تايوان. ووفقا للعميل الثاني الذي تحدث عن تفاصيل هذه المرحلة، تم تعديل أجهزة “البيجر” لتناسب المتفجرات التي تم إخفاؤها داخلها. كان الموساد قد اختبر هذه الأجهزة عدة مرات على دمى بشرية لتحديد الكمية المناسبة من المتفجرات التي ستؤدي إلى إصابات مؤلمة للعناصر دون إلحاق ضرر بالغ بالأشخاص القريبين.
عملية التحايل على “حزب الله” كشف العميل الثاني، الذي أطلق عليه اسم “جابرييل”، أن إقناع حزب الله باستخدام أجهزة “البيجر” الأكبر حجمًا استغرق حوالي أسبوعين، وتم ذلك جزئياً من خلال إعلانات مزيفة على “يوتيوب” تروج للأجهزة على أنها مقاومة للماء والغبار وتتميز بعمر بطارية طويل. كما استُخدمت شركات وهمية، مثل شركة مقرها المجر، لإقناع شركة “جولد أبولو” التايوانية بالتعاون غير المباشر مع الموساد.
انفجار الأجهزة تم تنشيط المتفجرات داخل أجهزة “البيجر” من خلال رسالة مشفرة تم إرسالها إلى الأجهزة، وتطلب من المستخدمين الضغط على زرين في الوقت ذاته. وقد أسفر ذلك عن إصابات مؤلمة لعناصر حزب الله، بما في ذلك إصابات في العينين واليدين
رد فعل حسن نصر الله العملية، التي أدت إلى إصابة ما يقارب 4000 عنصر من حزب الله، تم تنفيذها في وقت حساس بالنسبة للأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله. وفقاً للتسريبات، فقد شعر نصر الله بالذعر والإحباط عندما شاهد عدداً من قيادات حزبه يتعرضون للإصابة بسبب انفجار أجهزة البيجر التي كانت بحوزتهم في اجتماع كان يعقده معهم في غرفته السرية. ولم يكن نصر الله نفسه بعيدًا عن الانفجار، إذ كان قريباً من وقوع الحادث.
خاتمة هذه العملية تكشف عن مستوى التسلل والتخطيط الذي يقدمه الموساد الإسرائيلي في عمليات مكافحة حزب الله، وتبرز دور الأساليب الحديثة في التحايل والخداع لإلحاق الأذى بالأعداء. وتعد هذه العملية جزءًا من سلسلة من العمليات التي تستهدف تقويض قدرات حزب الله العسكرية بشكل تدريجي.