
شبكة المسار الاخباري: أعرب الوزير الفلسطيني قدورة فارس، رئيس هيئة الأسرى والمحررين، عن ترحيبه بما تم إنجازه في اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين الذي تم التوصل إليه في غزة، وأدى إلى البدء بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وقال فارس في حديثه: “نحن راضون كل الرضا ومبتهجون أولاً لوقف هذه الحرب الآثمة، ووقف إطلاق النار ووقف النزيف في قطاع غزة، وإجبار آلة القتل الاسرائيلية على التوقف عن تنفيذ حرب الابادة الجماعية في غزة”.
وأضاف: “نحن فرحون لأن أسرانا الذين قضوا عقوداً من الزمن داخل السجون، وأرادت إسرائيل أن يموتوا داخل السجون، أن يخرجوا رغم أنف الاحتلال. هذا مصدر عزّ وأمل وفخر لكل فلسطيني، فبالتالي نحن سعداء بذلك ونأمل أن تستوفي هذه العملية كل مراحلها، وبالتالي في المراحل المقبلة أن يتم تحرير كافة الأسرى والأسيرات”.
المبعدون
كان مدير مكتب إعلام الأسرى في حركة “حماس” طاهر النونو، قال السبت إن 189 أسيرا فلسطينيا تقرر إبعادهم خارج فلسطين بموجب الاتفاق.
ونسأل فارس عن هذا فيقول: “هناك مجموعة من الأسرى سيتم إبعادهم وفقا للاتفاق، وهذا تم في اللحظات الأخيرة، فقد كانت ماكينة الضغط هائلة على الطرفين، علينا كطرف فلسطيني، وعلى الاحتلال الإسرائيلي، من أجل إنجاز وقف إطلاق النار. فهذه لم تكن عملية تبادل نمطية، أي إن الموضوع المثار للتفاوض هو فقط التبادل. هناك عوامل أخرى جعلت الاحتلال يتمكن من تمرير هذه القضية، ونأمل أن يكون ذلك مؤقتا”.
ونسأله عن تقارير تشير إلى رفض بعض الأسرى المدرجة أسماؤهم في قوائم الإبعاد، أن يتم إبعادهم عن فلسطين، فيقول فارس: “بالنسبة للقوائم التي كانت اعتمدت لم يكن في البال ولا في الخاطر أنه سيكون هناك مبعدون. وبعض الأسرى مثلا من محرري صفقة “وفاء الاحرار” المعاد اعتقالهم، تبقى له أشهر ويخرج بشكل طبيعي، فمن الطبيعي أن يرفض هؤلاء الخروج حتى يتمكنوا من أن يتحرروا بشكل طبيعي ويعودوا إلى عائلاتهم وبلدهم”.
ويضيف: “لا يمكن لأي عمل يتم تحت الضغط أن يكون مكتملا مئة بالمئة. تحدث بعض الثغرات هنا وهناك. بكل تأكيد سنقيّم هذا الموضوع بشكل مشترك. ومن أجل تجنب حدوث ذلك في المراحل القادمة”.
لكن أين سيتم إبعادهم؟ يقول فارس: “الأخ الذي كان يتفاوض نيابة أو في ملف الاسرى تحديداً، الأخ زاهر جبارين، رفض الفكرة، وحين سُئل عن أي دول تريدون أن يذهبوا إليها، قال لهم ليست مسؤوليتي أن أبحث لهم عن دول تستقبلهم. فبالتالي يعني أعتقد أن الوسطاء سيجتهدون في ايجاد أماكن. لكن طبعا بكل تأكيد نحن نفضل أن تكون أماكن قريبة من فلسطين بحيث تتمكن عائلاتهم من رؤيتهم والتواصل معهم، وأن لا تكون هناك مشقة في الوصول إلى أبنائهم”.
أسرى أم رهائن؟
نسأل القيادي والمناضل الفلسطيني الذي خصّص كل جهوده من أجل قضية الأسرى الفلسطينيين، عما يمكن قوله حينما تكون قوائم الفلسطينيين عبارة عن معتقلين إداريا أو نساء أو أطفال، من دون أحكام في حالات كثيرة، وما إذا كان وصف الأسير ينطبق أم أن وصف الرهائن مناسب أكثر لهذه الحالات، فيقول فارس: “عمليا هم رهائن.. إذا اخذت في الاعتبار أنه يوجد 15 ألف أسير وأسيرة. المحكومون بالسجن لمدد تفوق خمس سنوات هم فقط 1500 أسير. يعني 10 بالمئة من الأسرى. هذا يعني أن 90 في المئة معتقلون تعسفاً، إما هم مدنيون اعتقلوهم من غزه على الحواجز، وإما معتقلون إداريون، ويزيد عددهم عن ثلاثة 3500، وإما متهمون بالتحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي. نسبة كبيره من الأسرى، ربما أكثر من النصف، لم يحمل في حياته سلاحاً ولم يقاتل ولم يكن ضمن أي تشكيلات قتالية، وهم فقط نشطاء في مجالس الطلبة في الجامعات، ومن النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو معتقلون إداريون ورؤساء بلديات ورؤساء جمعيات وما إلى ذلك”.
وفيما يتعلق بالنساء وعددهم المسجل عند الهيئة 84 أسيرة يقول فارس: “في هذه المرحلة معظمهن سيخرجن باستثناء ثلاثة من بناتنا من الداخل من فلسطين المحتلة عام 48. ولكن هذا الموضوع سيتم التمسك به في الجولة القادمة بحيث لا تبقى أي أسيرة داخل السجن”.
القادة الرموز
ماذا عن الأسرى القادة كمروان البرغوثي وأحمد سعدات وغيرهم؟ يقول فارس: “على الأقل، آخر ما تم الحديث به في هذه المرحلة، أنه كادت أن تفشل المفاوضات بسبب التشنج والتعنت الاسرائيلي بالنسبة لهؤلاء الرموز. وتم تثبيت ذلك في محضر المفاوضات، وأن هؤلاء الذين تحفظتم عليهم وكدتم أن تفشلوا المفاوضات، سيكونون أصحاب الأولوية في المرحلة القادمة. يعني لن نبدأ إلا من عندهم. فبالتالي المعطيات وطبيعة الموجودين من الأسرى الإسرائيليين عند المقاومة، أعتقد بأنها تسمح بأن يتم ابتزاز الاحتلال وإرغامه واجباره على إطلاق سراحهم”.
ويضيف: “المرحلة الثانية سيبدأ التفاوض بشأنها بعد 16 يوما من اليوم. وقريبا ستبدأ المفاوضات من عند ذلك”.
الوحدة الفلسطينية
يخلص قدورة إلى ضرورة التمسك بالوحدة فيما يتعلق بملف الأسرى الفلسطينيين. ويقول: “نحن نقول دائما إن قضية الأسرى تجمع الشعب الفلسطيني، هي قضية المناضل والمناضلة، وبالتالي حاولنا وسعينا جاهدين وقد نجحنا في أن ننأى بقضية الأسرى عن فضاءات الخلاف والاختلاف في الساحة الفلسطينية. فتحققت حالة ممتازة من التعاون، ونريد توظيف ذلك في إيصال الجميع الى قناعة بأن التعاون والوحدة، هو النموذج الأمثل الذي يجب أن يحتذى. نحن كهيئة شؤون الأسرى، كمؤسسة رسمية، وكذلك مع نادي الأسير والأخوة في مؤسسة الشهداء والأسرى والجرحى في “حماس”، نرغب في أن نتماثل ونتكامل وأن نقدم صورة تعزز القناعة لدى الشعب الفلسطيني بأن الوحدة الوطنية ممكنة إذا توفرت الإرادة”.