
الصحافة الاسرائيلية – الملف اليومي
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
عن “عروتس شيفع” 12/2/2025
توطين الغزيين في سورية مقابل الاعتراف بشرعية النظام الجديد
بقلم: بوعاز ليبرمان
بعد عقد من الحرب الأهلية المدمرة، تقف سورية على عتبة عهد جديد. فزعيم سورية الجديد الجولاني في حاجة إلى مكوّنين ضروريَين من أجل ترسيخ حكمه وإعادة إعمار الدولة وتحقيق الاستقرار: اعتراف دولي يعزز مكانته الدبلوماسية، ومساعدة اقتصادية واسعة النطاق لترميم البنى التحتية المدمرة وإعادة الدولة إلى سكة النمو.
ولا أحد يستطيع أن يؤمّن للجولاني هذين الشرطين سوى الولايات المتحدة في ظل قيادة تسعى لمبادرات جيوسياسية طموحة. وعندما يكون المقصود هو دونالد ترامب، فإن الحافز واضح؛ محاولة العودة إلى المنبر العالمي مع أكبر “خطط في العالم”. لكن كيف يمكن ربط هذه الفكرة بالقضية الفلسطينية؟
بدلاً من النضال من أجل حلول تقليدية، فشلت حتى الآن، فإن ما نقترحه هنا هو سياسة جديدة أساسها إعادة توطين الفلسطينيين في سورية. واستناداً إلى الخطة فإنه يُطلب من الفلسطينيين الهجرة الطوعية إلى سورية في مقابل تعويضات ودعم اقتصادي كبير. وفي المقابل، يوظف المجتمع الدولي استثمارات كبيرة في إعادة بناء البنى التحتية للدولة، حيث تصبح قادرة على استيعاب السكان الجدد، وإنشاء أوضاع النمو والازدهار، ويحصل الحكم الجديد في سورية على اعتراف دولي وشرعية، بالإضافة إلى مساعدة خارجية تقوي مكانته وتعزز الاستقرار في بلده.
سورية في حاجة ماسة إلى الاستثمارات الخارجية من أجل التعافي من الدمار الذي تسببت به الأعوام العشرة الأخيرة. والحل المقترح يخدم مصالح مشتركة للطرفين: إعادة إعمار الدولة من جهة، ومن جهة أُخرى منح الفلسطينيين فرصة فتْح صفحة جديدة في بيئة جديدة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التوترات في “المناطق” الفلسطينية تحولت إلى عامل مركزي في عدم الاستقرار الإقليمي، وحل توطين فلسطينيي غزة سيخفف من الضغط، ويمكن أن ينشئ أوضاعاً جديدة لمفاوضات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين الذين بقوا في “المناطق”.
وهذه الخطة يمكن أن تحظى بدعم دولي إذا قُدمت كشرط لخطة شاملة لإعادة إعمار إنسانية وسياسية واقتصادية جديدة. إن التعاون الغربي برئاسة الولايات المتحدة يمكن أن يؤمّن الموارد لترميم سورية وفتح الأبواب أمام إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية جديدة، ومع ذلك فالمقصود مبادرة معقدة وتحتاج إلى تخطي عقبات ليست قليلة.
ليس واضحاً ما إذا كان الفلسطينيون سيجدون في هذه الخطوة حلاً مناسباً، فالكثيرون يمكن أن يرفضوه متمسكين بحقهم في العودة إلى أرضهم التاريخية. في النهاية، يمكن افتراض أن الفكرة ستلاقي رفضاً من عدة أطراف في العالم العربي يعتبرون فلسطين جوهر النزاع، ولن يوافقوا على تحويل المشكلة إلى سورية. وعلاوة على ذلك، فإن تنفيذ عملية تهجير واسعة النطاق يتطلب تخطيطاً لوجستياً معقداً وتعاوناً بين الحكومات والمنظمات الدولية، الأمر الذي يمكن أن يجعل من الصعب تحقيقها.
إن الحلول العادية للنزاع في الشرق الأوسط فشلت، المرة تلو الأُخرى، ومن الممكن لأفكار جريئة وغير عادية أن تؤدي إلى تغيير مهم. وعلى الرغم من أن هذه العملية ستكون صعبة التحقيق، فإنها إذا ترافقت مع تأييد واسع النطاق، فستشكل فرصة تاريخية للاستقرار والسلام الإقليمي. هل حان الوقت لكسر النماذج النمطية والتفكير من جديد في حلول للنزاع الشرق أوسطي؟ الزمن هو من سيخبرنا بذلك.
——————————————-
عن موقع «معهد القدس للاستراتيجيا والأمن» 12/2/2025
مقترح ترامب غيّر “قواعد اللعب” مع الفلسطينيين
بقلم: إفرايم عنبار ويوسي كوفرفاسر
اقتراح الرئيس دونالد ترامب إخراج السكان الفلسطينيين من غزة من أجل تأمين حياة آمنة وأفضل والدفع قُدُماً بمشروع تحويل غزة إلى «منطقة خلابة» يثير حماسة كثير من الإسرائيليين، بينما يصطدم بمعارضة شديدة من الدول العربية والزعامة الفلسطينية بكل مكوناتها، ويدل على الثمن الباهظ الذي على الفلسطينيين أن يدفعوه، والذي لا مفر منه في ضوء الواقع الصعب في الميدان، ونتيجة قرارهم تنفيذ الهجوم «الإرهابي» في 7 تشرين الأول.
دفعت إسرائيل ثمن عجزها بخسارة حياة العديد من الأرواح، وإطلاق سراح عدد كبير من «المخربين» ضمن إطار اتفاق تحرير المخطوفين. كما دفع الفلسطينيون ثمناً باهظاً بمقتل العديد من قادتهم وعناصرهم، وتحوُل أجزاء كبيرة من غزة إلى خراب، بينما من الواضح أن القيادة الحالية لن تسمح بإعادة إعمار القطاع. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الخطة قدّمت حلاً جزئياً لمشكلة اللاجئين التي تشكّل المكون المركزي في أيديولوجيا الحركة الوطنية الفلسطينية.
يقترح ترامب فكرة غير مألوفة، يتطلب تنفيذها تغييرات في أنماط عمل الأطراف المعنية، ومن الصعب تحققها في المدى القريب، على الرغم من مزاعم الرئيس ترامب أن جزءاً من هذه التغيرات يحدث، وأن الضغوط الاقتصادية ستحققها.
أولاً، هناك حاجة إلى طرد «حماس» من السلطة في غزة، ليحل مكانها طرف يكون مستعداً لتطبيق مبادرة ترامب، على الأقل في الفترة الأولى، وهو إسرائيل.
ثانياً، على افتراض عدم وجود نية لإجلاء الفلسطينيين بالقوة، فإن هناك حاجة إلى إقناع كل السكان بالتنازل عن تمسكهم بالأرض (الصمود هو أحد المبادئ المهمة في الروحية الفلسطينية) والخروج إلى المنفى من أجل تحسين نوعية حياتهم. واستناداً إلى الاستطلاعات، فإنه يمكن افتراض أن قسماً من الغزّيين مستعد لأن يهاجر.
ثالثاً، هناك حاجة إلى تأمين التعاون مع الدول العربية ودول أُخرى لاستقبال قسم من الخارجين من غزة وتمويل المشروع بأكمله، في الوقت الذي تبدو فيه هذه الخطوة في ظل الواقع الحالي تتعارض مع مصالح هذه الدول، ويمكن أن تعرّض قادة الدول العربية الموالية للغرب، وخصوصاً الأردن ومصر، لانتقادات داخلية شديدة.
سيبذل ترامب جهده من أجل إحداث هذه التغييرات في الأسابيع المقبلة خلال اجتماعه بزعماء مصر والأردن والسعودية، في إطار محاولاته صوغ بنية إقليمية واسعة النطاق مركزها تحييد التهديد النووي الإيراني، وتوسيع اتفاقات أبراهام عبر تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، ولقد جند من أجل ذلك قدراته الريادية، لكنّ ثمة شكاً في أن يتمكن من إقناع أبناء المنطقة بتغيير تصورهم الأساسي.
ومع ذلك، فإن لاقتراح ترامب أهمية كبيرة، سواء من ناحية المضمون أو من ناحية الشكل؛ فهو يضع للمرة الأولى على الطاولة خطة عمل عملية تكسر أعراف التفكير السائد الذي منع حدوث اختراق، وضَمن استمرار «الإرهاب» في غزة، وتوضح أنه بعد 7 تشرين الأول يجب أن يتغير التفكير في الموضوع الفلسطيني.
ومن يطرح الخطة ليس إسرائيل، ولا سياسيون أو طواقم تفكير محلية، إنما الرئيس الأميركي نفسه مباشرة مع بداية ولايته (قُدمت خطة ترامب السابقة في نهاية السنة الثالثة لإدارته). ويشكّل اقتراح ترامب اعترافاً بأن حل الدولتين لم يعد الحل الوحيد الممكن للصراع (بعكس خطة ترامب الأصلية)، وحتى لو لم تقدَّم الخطة بهذه الصفة فإنها تنطوي على رسالة فحواها أن على الفلسطينيين، كونهم الطرف المعتدي، أن يدفعوا ثمن الحرب التي خسروها.
ويدل تضافُر أفكار ترامب مع الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد «الأونروا» على أن اقتراح ترامب غيّر قواعد اللعبة ضد الفلسطينيين بصورة تضعف روايتهم بشأن النضال ضد الصهيونية والانتصار عليها. وحتى لو لم ينجح ترامب في تأمين الأوضاع من أجل تحقيق خطته، فإن اقتراحه يفرض على الفلسطينيين والدول العربية اقتراح وسائل عملية لمواجهة الواقع الصعب في غزة، يكون مقبولاً من إسرائيل والولايات المتحدة. وعلى الهامش، فقد تأكد مرة أُخرى إلى أي حد أوروبا والمجتمع الدولي لم تعد لهما أهمية في حل الصراع.
يمكن للرد الفلسطيني أن يتجلى عبر زيادة الاستعداد لتنفيذ هجمات في الضفة الغربية، وربما زيادة العمليات ضد إسرائيليين في الخارج، بينما يُعتبر تطبيق اتفاق تحرير الرهائن في نظر الفلسطينيين إنجازاً لـ«الإرهاب» ومصدر إلهام لمواصلة النضال. كما أن اتفاق المخطوفين يطلق سراح «مخربين» سيعودون إلى الضفة الغربية وغزة وإلى الخارج، بينهم رموز «إرهابية»، وسيحاولون الدفع مجدداً بهجمات. وفي ضوء ذلك، يتعين على إسرائيل الاستمرار في تكثيف عملياتها من أجل التصدي لـ«الإرهاب»، وخصوصاً في الضفة الغربية، والاستعداد لاندلاع المعركة من جديد في غزة.
ليس المطلوب من إسرائيل في هذه المرحلة التعاطي رسمياً مع الخطة المقترحة، ومن الأفضل، باستثناء التعبير عن التقدير والرضا، أن تمتنع عن القيام بخطوات علنية من أجل الدفع بها قُدُماً، لأن كلاً من تأثير الخطة وفرصها الأساسية نابع من كونه مقترحاً أميركياً وليس إسرائيلياً. ويمكن للتعبئة الإسرائيلية أن تجعل من الصعب تحقيق صفقة الرهائن، وتزيد التوترات مع دول عربية براغماتية، وخصوصاً مع مصر والأردن، بشأن موضوعات في رأي هذه الدول ذات أهمية وجودية.
يمكن الاكتفاء بتمنّي نجاح ترامب في محاولاته إقناع الدول العربية المهمة في المساهمة في تحقيق الخطة، والإشارة إلى العقبات التي ليست إسرائيل مَن يضعها على طريق تحقيقها. وفي جميع الأحوال، تُعتبر خطة ترامب تعبيراً عن السياسة الأميركية الموالية لإسرائيل، وصورة الولايات المتحدة التي تقف إلى جانب إسرائيل تعزز الردع وقوتها الدولية.
وفي كل الأحوال، يجب أن تظهر إسرائيل مؤيدة للخطة التفصيلية التي وعد ترامب بتقديمها خلال شهر، سواء بسبب مضمونها أو بسبب أن الولايات المتحدة هي أهم دولة بالنسبة إلى إسرائيل.
ومع الأخذ بعين الاعتبار الجو المؤيد لإسرائيل في واشنطن وأسلوب ترامب، فإنه لا يمكن لإسرائيل أن تتحفظ بصورة علنية على الأفكار التي تقترحها الولايات المتحدة.
وكما أشرنا سابقاً، فإن الخطة تعتمد على إخراج «حماس» من المعادلة. وعلى ما يبدو، فإنه ليست هناك فرصة كبيرة لهذا السيناريو من دون تهديد بعملية عسكرية للجيش الإسرائيلي. ويدرك الأميركيون، الذين ليسوا متحمسين لإرسال جنودهم، هذا الأمر، ويقدّرون مساهمة إسرائيل في إمكانات تنفيذ خطتهم. كما أن الدول العربية المعتدلة تريد خروج «حماس» من قطاع غزة، ويمكن أن يشكّل ذلك أداة تأثير أُخرى لواشنطن في هذه الدول.
يجب على الدبلوماسية الإسرائيلية استخدام خطة ترامب وتوجهاتها من أجل تقويض التفكير التقليدي في عواصم كثيرة في العالم بشأن ماهية الصراع في منطقتنا وطرق إدارته.
كما يتعين على إسرائيل الامتناع عن تحقيق فكرة نقل غزّيين إلى المنطقة الواقعة غرب أريحا في السلطة الفلسطينية بسبب قربها من القدس والطريق المؤدي إلى غور الأردن، الذي يشكّل حزام أمان لإسرائيل من الشرق؛ فزيادة سكان عرب إلى جانب سكان الضفة الغربية سيؤدي إلى ضغط ديموغرافي إضافي على دولة إسرائيل، وسيشكّل خطوة غير مرغوب فيها.
وحتى لو لم تتحقق خطة ترامب، فإن مجرد طرحها هو بمثابة نعمة بالنسبة إلى إسرائيل.
——————————————-
هآرتس 12/2/2025
أملنا الوحيد هو مستقبل من التعايش المشترك
بقلم: حجاي العاد
عدد لا يحصى من المحللين حاولوا حل لغز اقوال دونالد ترامب فيما يتعلق بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة بعد طرد كل سكانه. في هذه الاثناء ترامب من ناحيته كرر اقواله بعدة صيغ، في الوقت الذي فيه بعض المحيطين به حاولوا التحفظ. محللون في اسرائيل تعاملوا مع اقواله كأقوال لا معنى لها – حيث أن ترامب معروف بالتصريحات التي لا اساس لها والتي تتلاشى بسرعة، وأيضا كعملية سياسية ذكية تهدف الى المساعدة في استقرار حكومة نتنياهو، كلاهما في نفس الوقت.
ما المقصود من هذه الاقوال؟ هل هي اقوال لا معنى لها أو أنها تتعلق بخدعة؟. أنا ليس لدي أي فكرة. ولكن بدلا من محاولة تفسير ترامب فمن الافضل النظر الى الطريقة التي تضيء فيها اقواله اسرائيل. لأن الضوء الذي يوفره مهم، بدون صلة بدرجة الجدية أو النية الكامنة في اقواله. هذه فرصة مهمة لتذكر وجهة اسرائيل قبل 7 تشرين الاول 2023 وما هي وجهتها الآن. حيث أن ذلك في نهاية المطاف هو فهم مخيف. لقد حدث هنا الكثير في الستة اشهر الاخيرة، كثير من الدماء سفكت بين البحر والنهر، عشرات الآلاف قتلوا والملايين عاشوا وما زالوا يعيشون تحت الدمار والمعاناة غير المسبوقة بحجمها في تاريخ اسرائيل/ فلسطين. ولكن هدف اسرائيل كان وما زال نفس الهدف: محو الفلسطينيين.
قبل 7 تشرين الاول 2023 ركزت اسرائيل على الصفقة مع السعودية التي استهدفت الدفع قدما بعدة مواضيع – التطبيع مع السعودية لصالح اسرائيل، ومظلة دفاع امريكية لصالح السعودية، وصفقات سلاح ضخمة لصالح الامريكيين. الموضوع الرئيسي الذي لم ترغب الصفقة السعودية الدفع به قدما، بل عمليا ارادت وضعه جانبا، هو القضية الفلسطينية.
القراء تنافسوا فيما بينهم حول كيف سيصفون بالضبط الضريبة الكلامية للصفقة بخصوص القضية الفلسطينية، بحيث تكون جيدة بما فيه الكفاية لارضاء الرياض على المستوى اللفظي، في نفس الوقت الذي سيفهم فيه الجميع في اسرائيل بأنها لا تعبر عن نية حقيقية. في الحقيقة لا توجد مثل هذه النية.
اسرائيل تتمسك بنفس الاستراتيجية ونفس الصفقة هي تريد دفعها قدما الآن ايضا وكأنه لم يحدث هنا أي شيء. اتفاقات ابراهيم (2020) كانت نموذج اولي لتجسيد الوهم الذي يقول بأنه يمكن للمرء أن ينظر بعيدا، الى أبو ظبي والمنامة، وتضييق بؤبؤ العين بحيث لا يرى رام الله (القريبة من القدس)، أو قلقيلية (التي تبعد خمس دقائق سفر عن كفار سابا)، أو غزة (المحاصرة خلف الجدار الذكي الذي أقمناه). ولكن كشيطنة فقد تبين أنه مهما كان احتفال التوقيع في واشنطن مثير للاعجاب ومهما قمنا بتضييق العيون إلا أن الفلسطينيين ما زالوا هنا، والحلم بقي على حاله. ما الحل؟ المزيد من نفس الشيء، ولكن بحجم اكبر، الرياض.
خلال ذلك ظهر الآن ترانسفير ترامب. في الساحة السياسية في اسرائيل سارعوا الى تبنيها من الحائط الى الحائط من قبل الطيف السياسي. فكرة ابداعية، خارج الصندوق، شجاعة، هذه كانت فقط بعض الثناءات التي تم اغداقها هنا. الكثير من الذين اثنوا على اقوال الرئيس عرفوا جيدا أنه لا تقف من ورائها خطة متبلورة. مع ذلك، سارعوا الى احتضانها علنا والتساوق مع التطهير العرقي لمليوني شخص. لماذا؟ لأنه في الاصل هذا ما اردناه. صحيح أن الصفقة السعودية كان يمكنها محو الفلسطينيين كعامل له وزن في السياسة الاقليمية. ترانسفير ترامب يمكن أن يقوم بمحوهم حقا من ناحية جسدية. محو رمزي أو محو جسدي؟. كل ذلك جاء بحكمة صنعك يا الله. اسرائيل في مركز الموضوع، على هذا النحو أو ذاك.
اسرائيل تتخيل نفسها بأنها فيلا في الغابة، محاطة بسور حديدي. هكذا كان الامر قبل 7 تشرين الاول 2023، وهكذا كان الامر بعده. احيانا هي تكتشف أنها ليست وحيدة في الفيلا، أو أن الحائط صنع من الزبدة. وكرد على ذلك فانهم يشترون المزيد من القنابل التي وزنها نصف طن، ويقومون بتجنيد المزيد من وحدات حرس الحدود، وينصبون في الفيلا الحواجز، المصافي، اماكن فحص وغرف سجن كي يتمكنوا من “ادارة” ناجعة اكثر للفلسطينيين. طوال هذا الوقت يتخيلون أنهم ببساطة سيختفون. هذا الوهم غير جديد، وبالتأكيد لا يقتصر على نتنياهو وبن غفير. لأنه ايضا ليفي اشكول، رئيس حكومة المباي المعتدل، رغب في ذلك بعد احتلال القطاع في 1967. في حينه كان يوجد هناك 350 ألف فلسطيني تقريبا، الآن العدد ازداد بستة اضعاف تقريبا، اكثر من نصفهم هم احفاد اللاجئين من النكبة الاولى.
من المعروف، للاسف الشديد، أن هذا الخيال ليس حكرا على الاسرائيليين. فالفلسطينيون ايضا يحلمون بمحو اسرائيل ومواطنيها. ولديهم ايضا حلم أننا لن نكون هنا أبدا، وأن اسرائيل ستختفي. الطرفان يتقاسمان نفس الحلم، كل طرف بطريقته المخيفة الخاصة به.
هذا الحلم يوجد له بديل بالطبع. محو شعب كامل ليس الخيار الوحيد. ليس فقط لأن هذا خيار اجرامي، اخلاقيا وقانونيا، بل هذه عملية فاشلة. فحتى بعد 100 سنة على الصهيونية والنكبة الاولى والنكبة الثانية في غزة، وسرقة المزيد من الاراضي، فان جيش كامل، يتم استخدامه بالاساس كقوة شرطة وقوة قمع، ومئات آلاف المعتقلين وعشرات آلاف القتلى – بعد كل ذلك يوجد الآن ايضا تساوي ديمغرافي بين النهر والبحر.
مع أخذ هذه الحقائق بالحسبان، كان يجب فحص خيار آخر، غير مرتبط بمحاولة محو شعب آخر. بناء حياة مشتركة. حيث أننا لا نعيش في الرياض وجيراننا ليسوا سعوديين. الفلسطينيون ايضا لن يذهبوا الى أي مكان. ايضا نحن لن نذهب. الفشل الكبير للحركة الوطنية اليهودية، والحركة الوطنية الفلسطينية ايضا، هو غياب الافق السياسي الذي يقود كل الناس هنا الى مستقبل كهذا. ثمن الفشل يتم دفعه منذ عشرات السنين بالدم والدمار والحياة المليئة بالندب والصدمات العابرة للاجيال. كفى.
اذا كنا نريد الحياة فان الامل الوحيد هو مستقبل لحياة مشتركة، حياة لا تقوم على تفوق اليهود، بل على قيم المساواة والاحترام، واعطاء تعبير كامل للهوية الشخصية والجماعية لكل الناس الذين يعيشون هنا، جميعهم. من الواضح أنه بعد الـ 16 شهر الاخيرة الفظيعة، مع انهار الدماء والدمار غير المنتهية والاعمال الفظيعة والمعاناة الفظيعة، تقريبا لا يمكن تخيل هنا مثل هذا الواقع. وبالتالي، الاعتقاد بأنه هذا التوجه السياسي الوحيد المحتمل هنا. لكن ليس فقط بتحليل اخلاقي، بل ايضا ببساطة بقراءة ذكية للواقع، فانه يتبلور الفهم بأن هذه هي الفكرة السياسية الوحيدة، التي هي في نفس الوقت عادلة، والتي يمكنها ضمان لنا جميعا هنا حياة مستقرة وآمنة ومزدهرة. يجب التوجه نحو هذا الهدف.
يجب التوقف عن الاتكاء على جرائم الماضي وتخيل جرائم المستقبل. يجب البدء في اقامة حياة مشتركة.
——————————————
هآرتس 12/2/2025
مصر والأردن تعتبران تهديد ترامب بتجميد المساعدات ازمة غير مسبوقة في العلاقات
بقلم: جاكي خوري
تهديد الرئيس الامريكي دونالد ترامب بتجميد المساعدات لمصر والاردن إذا لم تقم الدولتان باستيعاب لاجئين من قطاع غزة، اعتبر ازمة غير مسبوقة في العلاقات بين هاتين الدولتين والولايات المتحدة منذ التوقيع على اتفاقات السلام مع اسرائيل. في مصر أكدوا مرة اخرى، سواء ببيانات رسمية أو تقارير في وسائل الاعلام الرسمية، على أنه رغم تهديدات إلا أن القاهرة مصممة على رفض التعاون مع أي عملية لتهجير وطرد الفلسطينيين من القطاع. هذا الموقف ايضا وجد التعبير العملي القوي، في الوقت الذي فيه زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي في واشنطن، التي كان مخطط لها في هذه الايام أو في الاسابيع القريبة القادمة، تم تأجيلها الى اشعار آخر. ايضا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي يوجد الآن في زيارة في واشنطن لم يقم بعقد مؤتمر صحفي ولم يقدم تصريحات خاصة، وهذه خطوة استثنائية في زيارة رفيعة المستوى.
في هذه الاثناء التصريحات التي اعطاها لوسائل الاعلام السيسي أكد على الحاجة الى اعادة اعمار قطاع غزة والامتناع عن طرد سكانه، وهو الموقف الذي يجد دعم كبير من الجمهور في القاهرة. تصريحات ترامب في الحقيقة تعتبر “تصريحات مرتجلة”، لكن مصادر مصرية قالت إنها لا تترك للسيسي أي هامش مناورة. وحسب قول هذه المصادر فانه اضافة الى الموقف المبدئي للنظام في مصر، الذي يعارض تهجير الفلسطينيين، في القاهرة لا يمكنهم التعاون مع خطوة علنية فيها تتم مشاهدة قوافل لمئات آلاف الفلسطينيين وهم ينتقلون الى شبه جزيرة سيناء وينتشرون في ارجاء الدولة أو الذهاب الى دول اخرى. “الموقف المصري لا يمكنه تحمل ذلك. مصر تتعاون مع خروج المرضى والمصابين، وحتى أنها تسمح بخروج المسلحين أو نفي قادة حماس، اذا وافقت حماس على ذلك، لكن ليس بالقوة أو التهديد”، قالت المصادر.
في القاهرة يستمرون في الاستعداد لعقد مؤتمر القمة العربية في نهاية الشهر الحالي، في تطلع لطرح جبهة موحدة ضد خطة ترامب. ومثلما نشر في “هآرتس” فانه في هذه القمة سيتم اجراء نقاشات مباشرة وغير مباشرة، بمستوى زعماء الدول، حول قضية اعطاء شبكة امان اقتصادية لمصر والاردن على خلفية تهديدات الرئيس الامريكي. الحديث لا يدور عن اموال لا يمكن للدول الغنية تقديمها. حسب التقديرات والتقارير المالية فان المساعدات الامريكية العسكرية لمصر تبلغ 1.3 مليار دولار، و200 مليون دولار مساعدات اقتصادية. واضافة الى ذلك توفر الولايات المتحدة لمصر معدات وقطع غيار وصيانة للسلاح المتقدم، الذي يتم انتاجه في الولايات المتحدة.
ايضا اللقاء بين ترامب والملك عبد الله تم عقده أمس في اجواء متوترة. في بداية اللقاء قال ترامب “أنا اعتقد أنه توجد مناطق في الاردن وفي مصر يمكن للفلسطينيين العيش فيها”. ولكن في المقابل، الملك قال بأنه سيتخذ القرار وفقا لمصلحة دولته.
الضغط على الاردن يتوقع أن يكون اكثر اهمية ونجاعة لأن الاردن هش اكثر من مصر، لا سيما اقتصاديا. مبلغ المساعدات الامريكية للاردن قريب من مبلغ المساعدات لمصر، 1.4 مليار دولار – رغم الفرق الكبير في المساحة وعدد السكان في الدولتين. قبل اللقاء بين الاثنين، تم التأكيد مرة اخرى في النظام الاردني وفي وسائل الاعلام الرسمية على الموقف الذي يعارض طرد الفلسطينيين. وزير الخارجية الاردني، ايمن الصفدي، اعلن بأن حل القضية الفلسطينية يجب تنفيذه في الاراضي الفلسطينية. وأكد على معارضة الاردن لأي محاولة لتوطين الفلسطينيين خارج اراضيهم.
——————————————-
يديعوت احرونوت 12/2/2025
الازمة ستجد حلها بطرق دبلوماسية والجيش الإسرائيلي لن يضطر لان ينفذ التهديد
بقلم: رون بن يشاي
الرسائل المشوقة التي أطلقت من جهة رئيس الوزراء أمس تشهد على الضغوط التي يعيشها. فنتنياهو يحاول ان يسير بين القطرات أو بين رغبات ترامب، سموتريتش، عائلات المخطوفين والرأي العام الإسرائيلي.
حماس نفسها قالت منذ يوم أمس انها ستكون مستعدة لتحرير المخطوفين كما كان مخططا في السبت، وهددت بتأخير التحرير منذ يوم الاثنين كي يكون ما يكفي من الوقت للوسطاء لاعادة الصفقة الى مسارها الصحيح. سرقت الأوراق مع اعلان ترامب في الليلة التي طلب فيها من حماس تحرير “كل المخطوفين حتى ظهر السبت، والا فستفتح بوابات الجحيم”. ومع أنه ظاهرا اقترح هذا على حكومة إسرائيل ولم يضع خطا واضحا خاصا به فقد ادخل رئيس الوزراء نتنياهو الى مشكلة مع الجناح اليميني – المسيحاني في الائتلاف، لانه لا يمكنه أن يكون اقل صقرية من ترامب.
سموتريتش من داخل الحكومة وبن غفير من خارجها استغلا الفرصة وطالبا بتنفيذ اعلان ترامب نصا، وان تتبناه حكومة إسرائيل. بمعنى انه اذا لم يعاد كل المخطوفين – وليس فقط كل الاحياء التسعة المتبقين في المرحلة الأولى – فان إسرائيل ستدخل بقوة وتحتل قطاع غزة. موقف اليمين والحاجة الى السير على الخط مع ترامب دفعا نتنياهو الى القيام بعملين: توجيه الجيش الإسرائيلي للاستعداد لعملية قوية وشاملة في القطاع، مثلما يحصل بالفعل وإعلان بيان، اتخذ بقرار الكابنت، وبموجبه على حماس أن تحرر “مخطوفينا” حتى السبت.
يمكن لهذا ان يفهم منه أيضا على حد قول ترامب “كلهم”، وكذا كثلاثة كان يفترض أن يتحرروا حسب الخطة يوم السبت. بعد ضغط علني من اليمين، صدر لاحقا بيان آخر باسم “مصدر رفيع المستوى” شدد على أن الحديث يدور عن “كل المخطوفين مثلما قال ترامب”. لكن ليس باسم رئيس الوزراء وبالتأكيد ليس بصوته. مع تحفز الجيش الإسرائيلي بشكل استعراضي للعمل في داخل القطاع، ونشر البيان – فان نتنياهو أيضا خلق تهديدا حقيقيا على حماس، أي قام باستعراض مضاد للعضلات، وفي نفس الوقت سمح للوسطاء بانزال حماس عن الشجرة. نتنياهو يخشى جدا خلق تضارب بينه وبين البيت الأبيض، ومن أن “ينقلب” ترامب عليه مثلما فعل بعد تصفية سليماني في 2020. رئيس الوزراء يتعرض لضغط من اليمين ومن واشنطن، حيث يطلق ترامب تصريحات دون أن يفكر بكل تداعياتها. سموتريتش يقصد حقا ان يدخل الجيش الإسرائيلي الى القطاع وترامب يساعده وبذلك يصعب على نتنياهو.
اذا ما شرعت إسرائيل بعملية قوية في القطاع، فقسم من المخطوفين على الأقل سيصاب بأذى. هذا ما يقوله أيضا كبار رجالات الامن ويعرفه وزراء الحكومة. كما أن حماس تخشى من “الجحيم” الذي يتوعد بها ترامب وبالتالي يمكن التقدير بانه حتى يوم الجمعة، حين يفترض أن تسلم أسماء المحررين، الازمة ستجد حلها بطرق دبلوماسية والجيش الإسرائيلي لن يضطر لان ينفذ التهديد القائم في تواجده المعزز في هوامش القطاع.
——————————————
هآرتس 12/2/2025
ترامب ونتنياهو يلعبان بالنار، في الجيش الاسرائيلي يستعدون لاستئناف الحرب
بقلم: عاموس هرئيلِ
الجيش الاسرائيلي يستعد لتجنيد واسع جدا منذ بداية الحرب في حالة انهيار وقف اطلاق النار في قطاع غزة، واستئناف الهجوم في القطاع. الاستعدادات جرت على خلفية الازمة حول تطبيق صفقة التبادل مع حماس واقتراح الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، بأن تستأنف اسرائيل الحرب اذا لم تتم اعادة جميع المخطوفين حتى يوم السبت القادم في الساعة الثانية عشرة ظهرة.
في نهاية جلسة الكابنت أمس نشر “مصدر سياسي” بيان يعبر عن تأييد اقوال ترامب وطالب بـ “تحرير مختطفينا”، بدون تحديد اذا كان القصد جميع المخطوفين. من تناولات اخرى لجهات سياسية ومصادر اسرائيلية في الساعات القادمة، يتبين أن اسرائيل تريد مواصلة نبضات تحرير المخطوفين، وأنه اذا تراجعت حماس عن اعلانها حول تجميد النبضة القادمة المخطط لها في يوم السبت فانها ستواصل تنفيذ الصفقة.
في وقت لاحق نشر بيان آخر، الرابع، من قبل “مصدر اسرائيلي رفيع”، فيه تمت الاشارة بشكل صريح الى أن الحكومة والكابنت “متفقان مع بيان الرئيس الامريكي ترامب”، الذي يقول “جميعهم يجب أن يخرجوا في يوم السبت”.
في هذه الاثناء، على الارض، الى جانب نشر قوات تعزيز طارئة نظامية قرب القطاع الذي تم تنفيذه، تم اعداد خطة لتجنيد كثيف لعدة فرق احتياط، بعضها يمكن أن ينتشر على طول حدود القطاع، وبعضها سيتم ارسالها الى ساحات اخرى من اجل تحرير المزيد من الوحدات النظامية لهجوم محتمل في القطاع. هذه العملية ستلقي مرة اخرى عبء كبير على منظومة الاحتياط، التي معظم الجنود فيها خدموا 100 – 300 يوم منذ بداية الحرب. القصد هو هجوم واسع وطويل في نهايته من شأن الجيش الاسرائيلي أن يدمر كل البنى التحتية العسكرية التي بقيت لحماس وازاحتها ايضا عن السيطرة المدنية في القطاع.
المعسكر الاكبر لمؤيدي صفقة المخطوفين في اسرائيل، غالبية ساحقة في اوساط الجمهور حسب كل الاستطلاعات، يمر الآن في نفس عملية خيبة الامل المؤلمة التي مر فيها من عارضوا الصفقة قبل بضعة اسابيع. اليأس من الجمود في المفاوضات حول الصفقة خلال سنة واكثر أدى الى تعليق آمال كبيرة على الرئيس ترامب. الرئيس حقق هذه الامال عندما فرض على الطرفين صفقة تبادل جديدة، تم التوقيع عليها بالضبط عشية تسلمه لمنصبه. العملية ادت الى الاحباط وخيبة الامل في معسكر اليمين الاسرائيلي ازاء التفاجؤ من طلب ترامب من رئيس الحكومة نتنياهو وقف الحرب من اجل تنفيذ الصفقة.
أول أمس اعلنت حماس عن تجميد تنفيذ المرحلة الاولى في الاتفاق بذريعة واهية بشأن خروقات اسرائيلية. حماس اضافت أن تنفيذ النبضة القادمة المخطط لها في يوم السبت القادم، وفيها تحرير 3 مخطوفين، سيتم تأجيلها الى اشعار آخر، مشروط بتصحيح اسرائيل للخروقات. اسرائيل ادانت هذه الخطوة بشدة.
بعد بضع ساعات من ذلك صب ترامب الزيت على النار. فقد قال إنه اذا لم تطلق حماس سراح جميع المخطوفين حتى الساعة الثانية عشرة في يوم السبت فانه يجب الغاء وقف اطلاق النار والرد على ذلك سيكون “جحيم”. هو ايضا رفض اسلوب الصفقة الحالية الذي فيه يتمر تحرير المخطوفين على نبضات صغيرة مرة كل اسبوع. وقد قال “لقد حان الوقت لتقرير الموعد، ليس اثنين أو ثلاثة في كل مرة”.
أمس واصل ترامب – هو نوع من قوى الطبيعة غير القابلة للتنبؤ أو الادارة – اطلاق التصريحات في وسائل الاعلام واعلن بأنه سيواصل الدفع قدما بخطة تهجير الفلسطينيين من القطاع، وحتى أنه هدد الاردن ومصر بوقف المساعدات بمليارات الدولارات اذا رفضت استيعاب اللاجئين الفلسطينيين فيها. الرئيس الامريكي يواصل تحدي طريقة المفاوضات – بعد اشهر طويلة من الجمود في فترة سلفه جو بايدن. مع ذلك، هو يقوم بصياغة اقتراحاته المرتبطة بعملية القتال كاقتراح لاسرائيل وليس كتهديد مباشر بعملية امريكية، بصورة تترك الكرة في ملعب نتنياهو.
لو أن الامر لم يكن يتعلق بأبناء شعبنا الذين يموتون في الانفاق في القطاع لكان يمكن رؤية في تسلسل الاحداث الاخيرة درس ممتع في العلاقات الدولية. أي طريقة تنفع مع منظمة ارهابية قاتلة ومتلاعبة؟ هل يمكن باستعراض قوة مناسب ابتزاز منهم تغيير في المواقف؟ من غير الغريب أن اليمين العميق في اسرائيل يشعر بالنشوة من تصريحات الرئيس، ومن غير الغريب ايضا أن عائلات المخطوفين التي كان ترامب البطل غير المتوقع لها في الفترة الاخيرة، تملكها الذعر.
إن التنبؤ بخطوات ترامب لم يعد الآن مهمة للمحللين أو رجال الاستخبارات؛ نفس النجاح المتوقع لمنجم أو قاريء للكف.
الانفعال في اليمين يستند الى الافتراض الضمني بأن نتنياهو والوزير المقرب منه رون ديرمر، وجدا الطريق لقلب ترامب وهما يمكنهما املاء ردوده. خطوات الرئيس الاخيرة، بما في ذلك خطة التهجير المشوشة، تظهر وكأنه تم طبخها بالتشاور مع الحكومة الاسرائيلية. ولكن الحياة ليست فيلم هوليوودي، وترامب في طلبه المحق من حماس بوقف التنكيل بالمخطوفين وعائلاتهم واعادتهم جميعا على الفور، فانه يلعب بدرجة كبيرة بالنار ايضا.
يصعب التقدير في هذه المرحلة كيف ستتصرف حماس ازاء الاملاء الامريكي الجديد. هل يوجد لها ما تخسره؟ ما الذي ستفعله اسرائيل والولايات المتحدة اذا رفضت؟ لنفترض أن هجوم الجيش الاسرائيلي في القطاع تم استئنافه فهل هذا سيجلب بالضرورة النصر الاسرائيلي؟. في نهاية المطاف، خلافا لوعود نتنياهو، لم يتم تحقيق أي نصر مطلق على حماس في كل اشهر الحرب. فلماذا نفترض أنه سيتم تحقيق مثل هذا النصر الآن – كم هو عدد المخطوفين الاحياء الذين سيقتلون في الطريق الى هناك.
حتى وقت متأخر التقدير المقبول هو أن ما يعني ترامب هو تحقيق نظام اقليمي جديد – انهاء الحرب في غزة، صفقة امريكية كبيرة مع السعودية، التطبيع بين السعودية واسرائيل، وبالطبع جائزة نوبل للسلام. خطواته الاخيرة يمكن أن تدل على أنه توصل الى الاستنتاج بأن حماس هي العقبة المحتملة أمام خططه، وأنه من الافضل أولا أن تقوم اسرائيل بازاحة حماس عن الطريق في القطاع، قبل أن يبدأ في الدفع قدما بتنفيذ حلمه في الشرق الاوسط.
ربما بتهديداته فان الرئيس الامريكي ترامب يقوم باعداد نفسه قبل اعطاء الضوء الاخضر لنتنياهو من اجل الانسحاب من اتفاق المخطوفين، والعمل في البداية على تدمير حماس. تدمير سلطة حماس هو هدف مناسب، لكن يبدو أن الرئيس الامريكي ورئيس الحكومة تذكرا معالجته بشكل متأخر. في الطريق الى هناك يمكن أن يموت عشرات المخطوفين ومعهم عدد غير قليل من جنود الجيش الاسرائيلي والمدنيين في غزة. من غير الواضح الى أي درجة، هذا اذا وجد، هذا الامر يزعج ترامب ونتنياهو.
——————————————
يديعوت احرونوت 12/2/2025
يجب تحويل إنجازات الجيش الى فعل سياسي يضمن أمن إسرائيل للمدى البعيد
بقلم: عاموس جلعاد
على خلفية البشائر التي تأتي من واشنطن بالذات، مطلوب حساب للنفس. من المهم التجرؤ على القول: لا يوجد أي احتمال بان تنجح خطة ترامب، كون مصر والأردن تريان في القضية الفلسطينية موضوع خطر على الامن القومي، من الدرجة الأولى.
المملكة الأردنية الهاشمية، التي تشكل لإسرائيل عمقا استراتيجيا ومجال أمن حيوي، غير مستعدة بأي شكل من الاشكال لان تستوعب فلسطينيين بخاصة أولئك الذين أصلهم من غزة. في نظر الأردن، فان خططا من هذا النوع لترامب هي جزء من مؤامرة لاقامة دولة فلسطينية بديلة على حسابه – وسيناريو كهذا، اذا ما تحقق، سيصبح بالنسبة لإسرائيل تهديدا حقيقيا. مؤشرات عنه يمكن أن نراها منذ الان، حين يتصدى الجيش والشباك لاعمال تخريبية معادية بحجوم كبيرة في يهودا والسامرة تستند أيضا الى تهريب السلاح من الأردن.
اما المصريون من جهتهم، فعلى مدى كل السنين منذ التوقيع على اتفاق السلام، فيرون في القضية الفلسطينية مسألة مركزية، وغير مستعدين باي حال لاستيعاب فلسطينيين من غزة – وبالتأكيد عدم عمل ذلك من خلال خطة ترامب التي تسعى الى افراغ غزة من سكانها. قد يكون هذا حلما رائعا لكنه لن يتحقق، حتى لو عرضت على مصر مبالغ مالية كبيرة على سبيل الاقناع.
في هذه الاثناء يمكن ان نلاحظ رياح الشر التي تبدأ بالهبوب في الأردن وفي مصر، وكذا معارضة للتطبيع ينال الزخم في السعودية – وأساسا بفضل الشكل الحماس الذي تبنى به رئيس الوزراء ومحافل سياسية في إسرائيل خطة ترامب. لو كان احتمال للخطوة ان تتحقق لكان بالتأكيد مجال للانفعال منها، لكن هذا لم يحصل – ترامب نفسه تراجع منذ الان عن قسم من الخطوات العملية في خطته – والتخوف هو ان الانشغال بها ينطوي على خطر. هكذا، ينبغي ان نرى بقلق اجتماع الطوارئ للدول العربية في نهاية الشهر، مع حلول رمضان – فترة تشعل مشاعر مناهضة لإسرائيل. لإسرائيل توجد مصلحة واضحة للحفاظ على اتفاقات السلام مع الدول العربية بل وتوسيعها الى اتفاق مع السعودية. محور إقليمي مبني على الدول العربية السُنية حيوي لإسرائيل ومستقبلها، وكفيل بان يشكل – بقيادة الولايات المتحدة – جزءاً من الرد الإسرائيلي الشامل على التهديد الإيراني.
الجيش بالغ بضرباته بشكل يبعث على العجب في ايران وفي فروعها في لبنان وفي غزة. ولكن الإنجازات العسكرية لا يمكنها ان تقف بحد ذاتها ويجب أن تكون الأساس للفعل السياسي.
لقد تركت إسرائيل المخطوفين لمصيرهم في 7 أكتوبر، وهي ملزمة من كل جانب – أخلاقي، سياسي وعسكري – ان تعيدهم احياء. مشاهد الفظاعة التي عرضت علينا في التحرير الأخير هي دليل آخر على ذلك. لا بديل في هذه اللحظة عن اعادتهم من خلال المفاوضات، وفقط بعد ذلك سيكون ممكنا تصميم استراتيجية للمواجهة مع حماس حتى هزيمتها النهائية.
التهديد الإيراني هو التهديد المركزي على إسرائيل وعلى الشرق الأوسط كله في اعقاب تحول ايران الى دولة حافة نووية وبالاستناد الى الحزام الناري الذي اقامته حول إسرائيل. محظور باي شكل من الاشكال أن تتزود ايران بسلاح نووي يهدد إسرائيل، ومن شأنه أيضا ان يؤدي الى سباق تسلح نووي يهدد الشرق الأوسط. وعليه، فاستنادا الى إنجازات الجيش الإسرائيلي الرائعة في سبع جبهات يجدر بلورة استراتيجية سياسية تحول إنجازات الجيش الإسرائيلي المبهرة الى فعل سياسي – يمنح إسرائيل استقرار وأمنا، كما يمنحها ضمات لامنها لسنوات طويلة الى الامام.
أمس أطلق نتنياهو وشركاؤه تهديدات بشأن العودة الى حرب إبادة ضد حماس وفي نفس الوقت حاولوا الإبقاء على ما هو قائم وعدم تفجير الصفقة. حيال هذه التصريحات أيضا، من المهم أن نتذكر بان استئناف الحرب في الظروف الحالية من شأنه ان يعرض حياة المخطوفين الى الخطر. هذا، الى جانب الواجب للوصول الى تسويات أمنية في الجبهة الشمالية أيضا: حزب الله ضُرب بشدة لكنه لم يُهزم تماما. وعليه فينبغي الوصول الى تنسيق مع الولايات المتحدة وبالتوازي الاستعداد للتحديات من جهة سوريا.
هذا هو الوقت لفعل سياسي في مجال الامن القومي، الى جانب تعزيز المناعة القومية – وأولا وقبل كل شيء من خلال منع قانون التملص من الخدمة والذي من شأنه أن يمس بالجيش الإسرائيلي وبمناعة إسرائيل.
——————————————
إسرائيل اليوم 12/2/2025
استطلاع دراماتيكي: الاستقطاب في الشعب اخطر من الإرهاب ومن ايران
بقلم: يهودا شليزنغر
استطلاع شامل ومقلق أجراه معهد “تخليت” للسياسة الإسرائيلية بناء على طلب من “إسرائيل اليوم” في أوساط عينة تمثيلية من 502 إسرائيلي تكشف صورة وضع متكدرة لازمة ثقة غير مسبوقة بمؤسسات الحكم. المعطيات التي جمعت في بداية شباط تخلق صورة مقلقة لجمهور منقسم فقد ثقته بمنظومات الحكم.
النتيجة الصادمة أكثر من غيرها هي ان 34 في المئة من الجمهور الإسرائيلي – اكثر من ثلث المواطنين – لا يثقون باي من سلطات الحكم الثلاثة. المحكمة التي تحظى بالثقة الأعلى، تتلقى تأييدا من 41 في المئة فقط، أما الحكومة فـ 15 في المئة وتأتي الكنيست في اسفل القائمة مع 10 في المئة فقط.
إضافة الى ذلك، يكشف الاستطلاع فجوة دراماتيكية في فهم التهديدات على الدولة. فبينما 65 في المئة من مصوتي الائتلاف يرون في التهديد الأمني الخطر المركزي، 63 في المئة من مصوتي المعارضة يشيرون الى الاستقطاب الاجتماعي كالتهديد الأكبر – معطى يعكس عمق الشرخ في المجتمع الإسرائيلي.
ويشير رئيس معهد “تخليت” ينيف كوهن الى أن “الكنيست، المجلس التشريعي ومجلس منتخبي الشعب، ينال الثقة الأدنى من بين سلطات الحكم الثلاثة”. وعلى حد قوله فان اغلبية الجمهور تعتقد ان الحكومة تسيطر على اعمال الكنيست. ومشوق أن نعرف أن أعضاء المعارضة بالذات يبعثون أملا أكبر في أوساط الجمهور.
شروخ متسعة
يكشف التوزيع القطاعي كما أسلفنا هوات عميقة في المجتمع الإسرائيلي. ففي أوساط مصوتي المعارضة 65 في المئة يعطون ثقة بالمحكمة، بينما في أوساط مصوتي الائتلاف يهبط العدد الى 12 في المئة فقط. وترتفع الفجوة اكثر فأكثر في الانقسام الديني: 4 في المئة فقط من الحريديم يعطون ثقة بالمحكمة، مقابل 14 في المئة من المتدينين، 37 في المئة من التقليديين و 54 في المئة من العلمانيين.
كما تشير المعطيات الى الإحساس بانعدام استقلالية الكنيست، و 67 في المئة من المستطلعين يعتقدون ان الحكومة تتحكم باعمال المجلس التشريعي. في أوساط مصوتي المعارضة 82 في المئة يأخذون بهذا الرأي، وحتى في أوساط مصوتي الائتلاف نحو النصف (49 في المئة) يتفقون مع هذا الادعاء.
على خلفية الازمة العميقة، يبدو واضحا تطلع جماهيري للوحدة وللتعاون. 73 في المئة من المستطلعين يؤيدون التعاون بين الائتلاف والمعارضة، ويأتي التأييد العالي على نحو خاص (نحو 80 في المئة) من أوساط التقليديين، المتدينين والعلمانيين. فضلا عن ذلك 53 في المئة يفضلون ائتلافا واسعا يمثل أجزاء واسعة من المجتمع الإسرائيلي.
يكشف الاستطلاع عن أن 59 في المئة من الجمهور يعتقدون ان على أعضاء الكنيست ان يصوتوا وفقا لما هو صحيح لدولة إسرائيل، بتجاوز الاعتبارات الحزبية. 5 في المئة فقط يعتقدون بان على أعضاء الكنيست ينبغي أن يصوتوا حسب قرار حزبهم.
أمل في الأفق
رغم الازمة العميقة توجد أيضا بقعة ضوء: 62.7 في المئة من الجمهور لا يزال يشعرون بانهم يمثلون من قبل أعضاء الكنيست الذين انتخبوهم. في قسم من الأحزاب مثل يهدوت هتوراة معدل الرضى يصل الى 85 في المئة وفي المعسكر الرسمي الى 77 في المئة.
ومن المشوق أن نشير الى ان بالذات أعضاء المعارضة – بيني غانتس، غادي آيزنكوت وحيلي تروبر – يصنفون كمانحي الامل الأكبر للمستقبل. في أوساط أعضاء الكنيست افرات رايتن، ميراف بن آري وميراف كوهن تحظى بالتصنيف الأعلى.
“معظم الجمهور يشعر بان منتخبيه يمثلوه ومعني بترميم مكانة الكنيست”، يدعي كوهن. “الجمهور يرسم طريقا واضحا – إقامة ائتلاف واسع، خلق تعاون هام بين الائتلاف والمعارضة ووضع مصلحة الدولة فوق الاعتبارات الحزبية”.
——————————————
هآرتس 12/2/2025
نتنياهو فعل كل ما في استطاعته للاضرار بالصفقة، لكن مصلحة ترامب قد تتغلب
بقلم: حاييم لفنسون
يبدو أن الساحر فعل ذلك مرة اخرى، هذه المرة حتى اسرع مما هو متوقع. بعد 23 يوم على البدء في تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار مع حماس فان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نجح في ايجاد طريقة لتفجيره. هو وجد نفسه في اتفاق تم فرضه عليه، الذي هدد حكومته وأضر بشعبيته في اوساط قاعدته وشوش على الابواق. منذ ذلك الحين هو فعل كل ما في استطاعته للاضرار به. في النهار يقوم بارسال رسائل مؤثرة حول فدية الأسرى، وفي الليل يقوم بالاتصال بواشنطن والبحث عن طرق للتدمير. في الوقت الحالي يبدو أنه نجح في ذلك. معنى تصريحه أمس، الذي اعلن فيه بأنه لن يواصل المفاوضات على المرحلة الثانية، وطلب من حماس اطلاق سراح جميع المخطوفين، هو تفجير واضح للاتفاق وتحطيم امل بعض عائلات المخطوفين الذين كادوا يستعيدون اعزاءهم.
الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، يريد اعادة المخطوفين. مبعوثن ستيف ويتكون يرى في ذلك مهمة شخصية بالنسبة له. عائلات المخطوفين التي التقت معه تحدثت عن الشخص الذي فقد ابنه وأدمن على البنتنيل، ويعتبر اعادة المخطوفين الى البيت نوع من التعويض. أمس سافر الى موسكو من اجل اعادة مواطن امريكي، مارك فوغل، الذي كان معتقل هناك منذ العام 2021. في بداية الاسبوع القادم، وواذا كانت هناك حاجة، فانه سيأتي الى اسرائيل. في الولايات المتحدة يتفاخرون بتحرير اسرى امريكيين في كل ارجاء العالم، ويريدون رؤية عودة المواطنين الامريكيين المحتجزين في القطاع الى الوطن. ترامب يعتقد أنه يساعد اسرائيل بواسطة اطلاق تصريحاته العلنية. المشكلة هي أنه فقط هو يزعج.
نتنياهو اكثر ذكاء من ترامب باضعاف. وهو يعطي الرئيس الامريكي وجبة التملق والاهتمام التي هو بحاجة اليها طوال الوقت، ويستخدمه من اجل التوحد مجددا مع احزاب اليمين في حكومته، الحفاظ على سموتريتش في الحكومة وجعل بن غفير يعود اليها. نتنياهو يعرف أن التصريحات الطنانة تزعج اعادة المخطوفين ولا تدفع قدما باعادتهم، لكنه ينشغل أكثر ببقاء حكومته. مع ذلك، من يعيش في جهنم منذ ثماني سنوات هو نفسه، وليس من هو مكبل الى الحائط. الآن هو في وضع مثالي، حيث أنه اذا كان ترامب يطالب بجميع المخطوفين فمن هو ليقول لا؟. “يمكن بيعهم اعادة جميع المخطوفين” و”الحرب بكل القوة وبدون قيود”. بعد ذلك بالطبع، خطة ترامب “لنقل سكان غزة”. في هذه الحالة من سيكون لديه الوضع سيء هنا؟.
مع ذلك، رغم أنه يبدو أن الصفقة منتهية حتى يوم السبت، إلا أننا لا نعرف ذلك. العودة الى الحرب ما زالت عملية مناقضة لمصالح امريكا، التي تشمل ايضا الصفقة السعودية للسلام في الشرق الاوسط. في قطر يعملون الآن على انقاذ الصفقة. واذا قامت حماس باطلاق سراح ثلاثة مخطوفين، كما تم الاتفاق من البداية، فان تصريحات ترامب ونتنياهو سيتم تحديها بالاتفاق الذي يعمل والاشخاص الذين يعودون الى البيت.
ترامب يعتقد أنه اذا رفع مبلغ الرهان فانه سينجح في جلب عدد اكبر من المخطوفين. ربما هذا صحيح وربما لا. الفرق بين هذه الصفقة وبين صفقاته العقارية هو أنه في حالة الفشل في الفنادق في نيوجيرسي، بالحد الاقصى تفلس، في هذه الحالة اذا تفجرت الصفقة ولم تتم اعادة المخطوفين لأن وجهتنا هي نحو الحرب، فان من سيدفع الثمن هم الاشخاص الذين سيدفنون في غزة.
——————————————
معاريف 12/2/2025
خطوة ونصف عن الفشل المطلق
بقلم: افرايم غانور
هذا ليس هذيانا، هذا ليس خطأ، كما أنه ليس ظاهرة عابرة. حكومة فاشلة من كل معنى ومنقطعة عن الواقع تقود دولة إسرائيل الى كارثة، إن لم نقل الى ضياع. فلئن كانت حماس بعد نحو سنة ونصف من الحرب، وهي منظمة إرهابية بلا مدرعات، بلا سلاح جو وبلا اسطول بحري، وبعد أن قلبنا قطاع غزة الى جزر خرائب ومعظم سكانها ليكونوا بلا مأوى – تنجح في البقاء، في احتجاز مخطوفينا، في التهديد وفي فرض شروط علينا،
فهذا بالتأكيد يقول شيئا ما عنا، الدولة الأقوى زعما في الشرق الأوسط، مع الجيش الأقوى والشعب الاذكى. كما أن هذا بالتأكيد يقول الكثير عن هذه الحكومة الهاذية، التي تتحدث عن النصر المطلق وعمليا تقودنا الى الفشل المطلق، واساسا المقتنعة – على حد قول من يقف على رأسها – فانها تعمل في الطريق الصحيح. في الواقع، في كل خطوة وشبر على مدى هذه الحرب تبرز اعتبارات حزبية، اعتبارات بقاء الحكومة التي فقدت ثقة معظم الجمهور في إسرائيل. التركيز الاولي للدولة، للحكومة، بعد الانتعاش من صدمة 7 أكتوبر 2023 كان يجب أن يكون على تحرير المخطوفين – وبعد ذلك التفرغ لاجراء حساب ثاقب وأليم للنفس مع منظمة حماس الاجرامية ومع سكان قطاع غزة ناكري الجميل. لا شك انه عندها، في بداية الحرب كان ممكنا تحرير المخطوفين بـ “ثمن زهيد اكثر”، جلبهم جميعهم في صفقة واحدة وليس “على دفعات” وبالطبع جلب مخطوفين احياء اكثر الى الديار.
رغم الإنجازات الواضحة التي لا بأس بها للجيش الإسرائيلي في القضاء على حماس في الانفاق التي على طول وعرض القطاع، هذه الحرب بعيدة عن النصر. حقيقة أن الجيش عاد المرة تلو الأخرى للسيطرة ولاعادة احتلال الشجاعية، بيت لاهيا، بيت حانون، النصيرات وغيرها من ايدي المخربين الذين عادوا الى هناك والحقوا بنا الخسائر – تقول كل شيء. كان ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يخلق فصلا بين المخربين المسلحين وبين مواطني غزة الذين لم يشاركوا في القتال. وذلك من خلال نقل كل السكان الذين انتقلوا من الشمال ومن وسط القطاع الى أراضي إسرائيل، الى منطقة نيتسانا المقفرة بدلا من جنوب القطاع. كان ينبغي أن يقام هناك معسكر خيام مؤقت ضخم، مسيج ومحروس، مع مستشفيات ميدانية ومدارس، والنقل الى هناك المساعدات الإنسانية التي سلبتها ونهبتها حماس. هكذا كنا سننزع منها القوة والسيطرة التي توجد لها على مواطني القطاع – وبالتوازي نخلق بديلا سلطويا لحماس. عندها كانت الحرب ستبدو مختلفة، تحرير مخطوفين كان سيكون اسرع واكثر نجاعة وكنا سنكون اليوم في مكان آخر تماما.
في هذه الساعات، حين يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حماس، وليس واضحا ما هو معنى التهديد ومدى تأثيره، يبدو أنه يعرض مخطوفينا الذين يذوون في الانفاق أكثر مما يعرض مخرب حماس للخطر. وهؤلاء يعرفون كيف يستغلوا نقاط ضعفنا، الانقسام الذي نشأ هنا والمشاكل التي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الصفقة لتحرير المخطوفين. هي ترى وتسمع الشعب الممزق والمنقسم وتعرف كيف تضغط على الازرار الصحيحة. وهذه الحكومة الفاشلة التي لاعتبارات حزبية واضحة لا تعمل عن قصد لتحرير المخطوفين رغم أنها واعية لوضعهم الخطير التي تصدق خطة الترحيل لترامب وتتوقع للخلاص ان يأتي من تهديداته على حماس – تعرض لذلك للخطر مخطوفينا، الذين كل ساعة أخرى في قطاع غزة حرجة لهم.
——————————————-
يديعوت أحرونوت 12/2/2025
إسرائيل بعد “كلهم” الترامبية.. “زوبعة في فنجان” أم خلافات على هيئة “مصدر سياسي كبير”؟
بقلم: سيما كدمون
استغرق الكابنيت أمس أربع ساعات للبحث في بيان حماس عن تأجيل الدفعة التالية لتحرير المخطوفين الثلاثة يوم السبت. كان القرار في الكابنيت الوحيد الذي يقبله العقل في ضوء عربدة مدير الحملة الأمريكي الجديد لنتنياهو. كان هذا قراراً لمواصلة السير على الحبل الرفيع. عدم اتخاذ خطوة كبيرة أو متسرعة، بحيث نجد أنفسنا في مكان لا نريد أن نكون فيه. من جهة عدم التبني -بشكل رسمي على الأقل- اقتراح ترامب، الذي يبدو دوماً بشكل وكأنه هو الذي ابتكره في أثناء الحديث، مثلما حصل ليلة أول أمس، عندما قال إنه يجب عودة كل المخطوفين حتى السبت في الساعة 12:00 ظهراً، وإلا فستفتح بوابات الجحيم.
ومن جهة أخرى، ألا تبدو عديمة الكياسة وتغضب الرئيس الأمريكي وترفض اقتراحه بفظاظة، الاقتراح الذي لو تبنيناه لخاطرنا بالصفقة وبعودة المخطوفين.
إذن ما العمل؟ بعد بضع ساعات من انتهاء جلسة الكابنيت، خرج نتنياهو بتصريح يستهدف الحفاظ على ما هو موجود، الصفقة كما هي، وفي الوقت نفسه محاولة عدم إهانة الرئيس والإعلان بأن الكابنيت يؤيد مطلب ترامب تحرير مخطوفينا حتى السبت – فقط بدون ذكر “كلهم”.
ماذا خرج من هذا؟ نوع من بيان متشقلب لنتنياهو. لأنه إذا لم تعد حماس المخطوفين، سيتوقف وقف النار وسيعود الجيش الإسرائيلي إلى قتال قوي. حتى متى؟ “حتى هزيمة نهائية لحماس”.
هل يبدو هذا معروفاً؟ قديماً إلى حد ما؟ 2024 تقريباً؟ أليس هذا ما وعدونا به منذ سنة ونصف؟
بعد ذلك، جاء النقد من جهة سموتريتش الذي دعا نتنياهو ليعلن بأن الحديث يدور عن “كل” المخطوفين، مثلما أعلن ترامب. رداً على ذلك، صدر بيان إضافي – هذه المرة عن “مصدر سياسي كبير” – بموجبه “نتنياهو والكابنيت يلتصقان ببيان رئيس الولايات المتحدة – ترامب في موضوع تحرير المخطوفين؛ أي أن يخرجوا كلهم يوم السبت”. وهكذا، كل واحد يمكنه أن يختار من يصدق – فكل ما لا يقوله نتنياهو بصوته أم ما يسربه، فهو تحت الاسم السري المعروف.
أعترف بأن ليس لدي فكرة عن أي أبواب جحيم يقصد ترامب. من زاوية نظر معظم مواطني إسرائيل، سبق أن فتحت هذه البوابات على الطرفين في حرب 7 أكتوبر. ما الذي قد يكون جحيماً أكبر مما مر على كيبوتسات وبلدات الغلاف وعلى الدولة كلها، ومن جهة أخرى هذا بالتأكيد ما يشعر به سكان غزة، الذين خربت بيوتهم ولا مأوى لهم.
تعالوا. نتنياهو لا يهمه تفجر الصفقة. كل تفجير كهذا يطيل جلوسه على الكرسي، فما بالك أنه يطيل محاكمته التي لا تنتهي. هذا ليس شيئاً جديداً، كما تبين لنا بعد رحلته إلى واشنطن وانغلاق حسه لعودة ثلاثة المخطوفين في السبت – لكنه ما كان يريد أن يظهر كمن يفجر الصفقة، لسبب بسيط واحد: مشاعر الرأي العام أصبحت حرجة منذ السبت، عندما عاد المخطوفون الثلاثة على هيئتهم تلك، والصدمة التي أثارتها عودتهم لدى الجمهور.
ما الذي يمكن لنتنياهو أن يفعله ولم يفعله؟ مثلاً إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة، وعلى رأسه رون ديرمر. للدخول فوراً إلى المفاوضات وتبلغ ترامب بروعة خطته، لكن تحقيقها سيكون في المدى البعيد، وحتى ذلك الحين ينبغي إعادة المخطوفين، وبالتالي يجب مواصلة الصفقة كالمعتاد.
ومع ذلك، ينبغي أن تقال أيضاً بضع كلمات عن تأجيل حماس لهذه الدفعة. المفاوضات على المرحلة الثانية من الصفقة كان ينبغي أن تبدأ في غضون 16 يوماً. ليس بعد، بل في غضون. وتعلن إسرائيل بأن لا نية لها للدخول فيها. فماذا كان يفترض بحماس أن تفهم من ظهور سموتريتش الإثنين غير هذا السبب. ويدور الحديث عن وزير كبير له علاقات وثيقة مع رئيس الوزراء، وكل التقديرات تشير إلى أن هذا قيل بعد حديثه مع نتنياهو. ما الذي قد يفهم من هذا غير أنه لا يقين حول وقف نار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
رؤية ترامب هي الأخرى خلقت عدم يقين وتشويشاً إلى أين تسير هذه الصفقة على الإطلاق. في المرحلة الأولى، يفترض بحماس أن تحرر 33 مخطوفاً مع انسحابات جزئية. في المرحلة الثانية، تحرير كل المخطوفين مع انسحاب الجيش ووقف الحرب. أين ينخرط قسم إخلاء غزة من سكانها؟ في نهاية المرحلة الأولى؟ الثانية؟ وإذا كانت هذه خطة ترامب – فلم كل هذه الصفقة؟
نتنياهو، انطلاقاً من غريزة التزلف لدى ترامب وانطلاقاً من الإحساس بالراحة والاعتراف بالجميل – يبث أصوات تأييد لخيالات الريفيرا خاصته. لكن ليس لدى حماس فكرة إلى أين يسير الأمر. هم يقولون لأنفسهم أنه مهما يكن – فمن الأفضل الوصول إلى النهاية مع 39 مخطوفاً وليس مع 10 أو 20. هذا ذخرهم. وعندما يتواجدون أمام انعدام يقين، وحين تبدو الصفقة وكأنها تشوشت تماماً، يتمسكون بالذخر الوحيد الموجود. هذا مثلما يتقرر الحفاظ على كل التوفيرات ليوم الأمر. واضح أنه إذا لم يكن سير واضح وقاطع من جهتنا إلى المرحلة الثانية، ولا يتضح بأن رؤية ترامب شطبت إلى الأبد، فإنهم سيتوقفون عن الدفع بالمال النقدي الذي لديهم – مخطوفينا.
وكلما كان انعدام اليقين والتشوش أكبر، فسيقل ميل تبذير هذا المال النقدي.
——————————————-
هآرتس 12/2/2025
شرطة إسرائيل تقتحم محلين لبيع الكتب وتعتقل صاحبيهما بذريعة “حيازة مواد تحريضية”
بقلم: أسرة التحرير
اقتحم أفراد من الشرطة، الأحد، فرعين لمحل بيع الكتب Educational Bookshop في شرقي القدس. مر أفراد الشرطة بين الرفوف، استطلعوا العناوين العربية مستعينين بمترجم “غوغل” وصادروا عشرات الكتب وألمحوا إلى أن عدداً مميزاً من “هآرتس” بالإنكليزية ربما يعدّ مادة تحريض، واعتقلوا أصحاب المحلين، محمود وحمد منى. تم الاقتحام والتفتيش استناداً إلى أمر قضائي أصدرته قاضية محكمة الصلح في القدس، حافي توكر.
ورد في طلب الأمر القضائي أن ثمة اشتباهاً بتماثل مع منظمة إرهاب وحيازة مواد تحريض. لكن الشرطة لم تطلب إذن النيابة العامة المطلوب حسب القانون، لفتح تحقيق موضوعه الاشتباه بالتحريض. وعليه، فحين جاءت مرحلة تمديد الاعتقال، تغيرت التهمة إلى “الاشتباه في المس بسلامة الجمهور”. وطلبت الشرطة تمديد اعتقال بائعي الكتب لثمانية أيام على الأقل. والدليل الأكثر إدانة هو كراس ملون للأطفال بعنوان “من النهر إلى البحر” – وجد في مخزن الدكان نسخة واحدة منه. وبالمناسبة، يمكن شراء نسخة هذا الكراس من أمازون بـ 4.99 جنيه إسترليني.
القاضي جاد أرنبرغ من محكمة الصلح في القدس، رد طلب الشرطة لكنه قرر تمديد الاعتقال ليوم واحد لغرض استمرار التحقيق. قاضي المحكمة المركزية إيلي ابربنال، وبخ الشرطة على أنها لم تتلق إذناً للتحقيق بالتحريض، لكنه قرر عدم التدخل في قرار محكمة الصلح، وبقي الاثنان ليلة أخرى في المعتقل. هكذا، بسبب سلوك ذي نزعة قوة وغير ديمقراطي من الشرطة وجبن أو سذاجة القضاة، تم احتجاز محمود وأحمد ليلتين في المعتقل. وتعاظمت السخافة أكثر من ذلك عندما تبين، بعد أن أفرج عنهما أمس، بأن الشرطة لم تتكبد على الإطلاق عناء التحقيق معهما مرة أخرى، رغم تمديد الاعتقال.
Educational Bookshop ليست “مجرد” محل كتب، هي مؤسسة مقدسية فاخرة. لا يوجد دبلوماسي، صحافي أو باحث في القدس، إلا ويعرف هذا المحل، بكنوز الثقافية التي فيه. والدليل امتثال ممثلين دبلوماسيين لتسع دول وللاتحاد الأوروبي لمداولات محكمة الصلح.
الاقتحام والاعتقال دليل على عمق العفن المستشري في الشرطة وفي جهاز القضاء. على المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا، أن توضح للشرطة بأن سلوكها غير قانوني، وأنهم إذا كانوا يسعون إلى فتح تحقيقات بالتحريض – يمكنهم أن يجدوا في الشبكات الاجتماعية وفي مقابلات صحافية مع سياسيين وفي مواعظ الحاخامين، آلاف الدعوات للقتل الجماعي وسحق غزة والتجويع، ولباقي جرائم الحرب.
مع ذلك، من يريد البحث عن بقعة ضوء في هذه القضية، سيجدها في وصول عشرات الإسرائيليين إلى محل الكتب ذاته لشراء الكتب تعبيراً عن تضامنهم، على الرغم من كل هذا التحريض ونزع الشرعية والأكاذيب في اليومين الأخيرين
——————————————-
خبير عسكري إسرائيلي لـ”شبيغل”:
ترامب يستخدم غزة كورقة مساومة دبلوماسية للتطبيع مع السعودية
برلين- في مقابلة حصرية مع مجلة دير شبيغل الألمانية، كشف تمير هايمان، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عن رؤيته لمستقبل قطاع غزة في ضوء المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية. ووسط تعثر المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ألقى هايمان الضوء على دور الولايات المتحدة، وتحديدا تأثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى لاستغلال الملف الفلسطيني لتحقيق مكاسب دبلوماسية لرغبته في نيل جائزة نوبل للسلام.
ترامب وغزة.. مناورة سياسية جديدة؟
وفقًا لهايمان، فإن ترامب يعتمد على نهج المساومة والضغط في التعامل مع الأزمات الدولية، وهو الأسلوب ذاته الذي استخدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 2020 عندما هدد بضم أجزاء من الضفة الغربية لدفع الدول العربية إلى توقيع اتفاقيات “أبراهام” للتطبيع مع إسرائيل. واليوم، يرى هايمان أن ترامب قد يلجأ إلى استخدام غزة كورقة مساومة، سواء عبر التهديد بإعادة توطين سكان القطاع أو من خلال طرح خطط للسيطرة عليه كجزء من صفقة أوسع تشمل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
يعتمد ترامب على نهج المساومة والضغط في التعامل مع الأزمات الدولية، وهو الأسلوب ذاته الذي استخدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 2020 عندما هدد بضم أجزاء من الضفة الغربية لدفع الدول العربية إلى توقيع اتفاقيات “أبراهام”
إسرائيل بين الضغوط الأمريكية والخطط الاستراتيجية
في الوقت الذي يسعى فيه ترامب لاستخدام الملف الفلسطيني لخدمة أجندته، تواجه إسرائيل تحديات سياسية وعسكرية معقدة. حكومة بنيامين نتنياهو تعتمد على دعم اليمين المتطرف، الذي يرفض أي حلول سياسية قد تمنح الفلسطينيين مساحة أكبر من الاستقلالية. ومع ذلك، فإن الرغبة الإسرائيلية في تأمين اتفاق تطبيع مع السعودية تعني أن تل أبيب قد تجد نفسها مضطرة للتجاوب مع بعض الضغوط الأمريكية، خاصة إذا ترافقت مع وعود بمساعدات عسكرية متطورة.
يرى هايمان أن إسرائيل تحتاج إلى التوازن بين تحقيق أهدافها الاستراتيجية في غزة وبين الحفاظ على دعم الولايات المتحدة، التي تشكل المزود الأساسي لها بالمساعدات العسكرية والتكنولوجيا الدفاعية المتقدمة.
إيران والتهديد المستمر..
إلى جانب تعقيدات الملف الفلسطيني، تواجه إسرائيل تهديدًا آخر يتمثل في إيران وبرنامجها النووي. يشير هايمان إلى أن أي اتفاق أمريكي-إسرائيلي جديد قد يهدف إلى تعزيز قدرة إسرائيل على التعامل مع هذا التهديد، خاصة في ظل انتهاء اتفاق الدعم العسكري الموقع مع إدارة باراك أوباما، والذي منح إسرائيل 38 مليار دولار على مدى عشر سنوات. ويضيف أن مواجهة إيران ستتطلب ليس فقط دعما عسكريا مباشرا، بل أيضا شراكات إقليمية جديدة، ما يعزز أهمية التطبيع مع السعودية.
ماذا بعد؟ السيناريوهات المحتملة
يضع هايمان عدة سيناريوهات لمستقبل غزة في ضوء هذه التطورات:
– استمرار الضغط العسكري الإسرائيلي: يعتقد أن إسرائيل لن تتوقف عن استهداف البنية العسكرية لحماس، حتى لو تم التوصل إلى تهدئة مؤقتة.
– اتفاق برعاية أمريكية: قد يدفع ترامب باتجاه صفقة تشمل إعادة إعمار غزة بإشراف دولي مقابل تنازلات إسرائيلية محدودة.
– خيار الاحتلال الجزئي: رغم تعقيداته، فإن إسرائيل قد تفكر في السيطرة على أجزاء من غزة لمنع حماس من إعادة بناء قوتها.
وترى المجلة الألمانية شبيغل أنه سواء كان ترامب يسعى لاستخدام غزة كورقة تفاوضية أو أن المنطقة تتجه نحو اتفاق جديد، فإن الملف الفلسطيني يظل محورًا أساسيًا في السياسة الدولية. وهو ما يدفع للتساؤل هل سيشهد الشرق الأوسط انفراجة حقيقية أم أن غزة ستظل رهينة لمعادلات القوة والمصالح الدولية؟.
—————–انتهت النشرة—————–