
المسار الاخباري: ضمن نشاطات “آذار الثقافة” في طمرة، شهدت خيمة الاعتصام ضد تواطؤ الشرطة في مكافحة العنف والجريمة في المدينة، مساء أمس الأربعاء، أمسية حوارية شارك فيها عدد من الفنانين من مجالات مختلفة، لمناقشة دور المسرح في مواجهة العنف والجريمة.
تأتي هذه الأمسية في سياق الاحتجاج على تواطؤ الشرطة في مواجهة العنف والجريمة، وتسليط الضوء على أهمية الفن في تعزيز الوعي المجتمعي ومناهضة العنف بأساليب إبداعية.
مبادرات لتعزيز المسرح والفنون في المدارس الثانوية
أعلن الفنانون المشاركون عن عدة مبادرات تهدف إلى دعم الفنون في المدارس الثانوية، أبرزها: إدخال المسرح إلى المناهج التعليمية، بما يتيح للطلاب التقدّم لامتحان بجروت من خمس وحدات في المسرح. وتنظيم لقاءات مع مديري المدارس الثانوية، لبحث سبل تنفيذ المبادرة ودمج الفنون بشكل أوسع في العملية التعليمية.
وقالت مديرة قسم الثقافة في بلدية طمرة، هيام ذياب، إنه “على الرغم من الجهود المبذولة لدعم الفنون في المراحل الابتدائية والإعدادية، إلا أن المدارس الثانوية لا تزال تعاني من نقص واضح في البرامج الفنية. هذا النقص يحدّ من فرص الطلاب في تطوير مواهبهم وصقل قدراتهم في المسرح، الموسيقى، والفنون التشكيلية. لذا، فإن إدخال الفنون إلى المدارس الثانوية أصبح ضرورة ملحّة وليس مجرد رفاهية”.
وأضافت أنه “نسعى إلى إدخال برنامج تخصصي للمسرح في المدارس الثانوية، يتيح للطلاب التقدّم لخمس وحدات بجروت، ليكون هذا المشروع خطوة أولى نحو إدراج الفنون بشكل أوسع في المناهج التعليمية”.
من جانبه، أكد نضال عثمان، من مؤسسة “آذار الثقافة”، أن “المبادرة تشمل تنظيم لقاءات مع مديري المدارس الثانوية المختلفة في المدينة، لمناقشة سبل تطوير الأنشطة الفنية داخل المؤسسات التعليمية”.
وقال عثمان: “نحن نؤمن أن العمل الجماعي هو الأساس لإنجاح هذه المبادرة، ولذلك نسعى إلى تشكيل مجموعة من الفنانين والمعنيين للمشاركة في الجلسات مع مديري المدارس، بدلًا من العمل الفردي. كما نطمح إلى عقد مؤتمر خاص يضم جميع مديري المدارس، لمناقشة آليات دعم الفنون وتعزيزها في المناهج التعليمية”.
دور الأسرة في دعم المواهب الفنية
وشددت الفنانة عبير عثمان على “أهمية إشراك الأهالي في دعم المواهب الفنية للأطفال”، مؤكدة أن “الفن لا يمكن أن ينمو في بيئة لا توفر له الدعم الكافي”.
وأضافت أنه “لا يمكن الفصل بين البيئة المنزلية وتجربة الطفل الفنية، إذ يلعب الدعم العائلي دورًا محوريًا في تعزيز شغف الأطفال وتنمية مواهبهم. لهذا، من الضروري توعية الأهالي بأهمية الفن في حياة أبنائهم، من خلال تنظيم ورشات خاصة لهم، تتيح لهم التعرف على العالم الفني الذي ينخرط فيه أطفالهم”.
غياب الفنون في المدارس.. خسارة للإبداع
من جانبه، تحدث الفنان محمود عكاشة عن أهمية المسرح في معالجة القضايا المجتمعية، مشيرًا إلى أن “غياب البرامج الفنية في المدارس الثانوية يعدّ خسارة للإبداع والمواهب”.
وأضاف أن “الموسيقى والمسرح ليسا مجرد ترفيه، بل أدوات تعليمية تعزز الثقة بالنفس، التفكير النقدي، والتواصل الفعّال، وهي مهارات ضرورية في أي مسار مهني مستقبلي. إن الاستثمار في هذه الفنون هو استثمار في مستقبل أكثر إبداعًا وانفتاحًا”.
أما الفنانة دعاء ذياب، فسلطت الضوء على أهمية المسرح كوسيلة لنقل الرسائل المجتمعية بأسلوب غير مباشر، قائلة إن “المسرح الكوميدي قد يكون أحد الحلول، لكنه ليس مجرد أداة للضحك، بل وسيلة ذكية لتمرير رسائل عميقة بأسلوب إبداعي”.
وأضافت أنه “لا يمكننا إنكار وجود العنف في مجتمعنا، لكن لا يمكننا أيضًا أن نُعرّف أنفسنا كمجتمع عنيف. الحل ليس في تكرار المشكلة، بل في تقديمها بطريقة فنية تحفّز التفكير دون أن تبث اليأس. المسرح يجب أن يكون مساحة للحوار والتأثير، وأن يستخدم لطرح التساؤلات وتحفيز التغيير”.
إدخال المسرح في التعليم لمكافحة العنف
ودعا الفنان محمد صبح من شفاعمرو، الفنانين والمثقفين إلى إدراج المسرح كمادة أساسية في المناهج التعليمية بدءًا من المرحلة الابتدائية.
وأكد أن “تعليم فنون المسرح يساعد في تطوير الثقة بالنفس لدى الطلاب، ويعزز قدرتهم على التعبير أمام الجمهور دون خوف أو خجل”.
كما طالب كذلك الجمعيات العربية بـ”ممارسة الضغط على وزارة التربية والتعليم لإدراج المسرح بشكل رسمي في التعليم، باعتباره خطوة فعالة لمكافحة العنف وتعزيز الهوية الذاتية لدى الطلاب