
طلبة الجامعات الأمريكية والاوروبية وطلبة جامعات من دول اخرى إذ يعلنون الان اضرابا مفتوحا عن الطعام دعما لغزة. وكم ضعاف في الموقف والحراك طلبة الجامعات الفلسطينية والعربية.
المسار : (قد) نلتمس العذر لطلبة الجامعات العربية إذ ان الحرم الجامعى عربيا مخترق امنيا، ومدجج بطواقم تدريسيه مسلوبة العزم ومدجنة ولا يسمح لها صقل وبناء طالب جامعى حقيقي، وإدارات جامعية مرجعيتها وزارات الداخلية، ومهمتها تثبيت سياسة “التدريس للتخرج” وليس التعلم للتغيير والتطور الحقيقي غيرالمستورد والمفروض: ادرس. احفظ. لا تفكر. امتحن. لا تناقش. تخرج من الجامعة. لا تطور عقلك. لا تتحدث في ما لا يعنيك. اغلق فمك – – الفقر والبطش والتصهين وترويج التطبيع وسلخ فلسطين عن روحها العربية، كلها قضايا لا تعنيك. لا تتدخل. اغلقوا افواهكم يا طلبة أمة الرسول الأعظم. احفظوا مقررات تخرجكم. ولكن إياكم ثم اياكم ان تعملوا تفكيركم او ان تنادوا بتغيير، ويا ويلكم من ارتكاب الإثم الأعظم في ان تحشدوا لفلسطين او حتى ان ترفعوا لافتة تصرخ “لا لموت أطفال غزة من الجوع”.
أما أنتم يا طلبة الجامعات الفلسطينية فلا نلتمس لكم عذرا. كل ما نستطيع قوله لقد: خسرناكم. لقد خسرتم أنفسكم.
لم تعد جامعاتنا كما كانت. ولا النقابات الجامعية كما كانت. ولا الإدارات الجامعية كما كانت ولا حتى الطواقم التدريسية كما كانت. وبالتأكيد لم يعد طلبتها كما كانوا.
الانقسام قسمنا. قضايا ثانوية تشتتنا. السيارة التي يدخل بها الطالب وتدخل بها الطالبة للجامعة أهم من الجامعة وقاعات التدريس ومساقات التدريس. الحفظ والبصم أهم من الفكر والتفكير والنقد والنقاش والمناظرة. متابعة التيك توك اهم من قراءة الكتب او اجراء بحث علمي محكم. اللغة ركيكة. القدرة على التفكير والنقاش شبه معدومة. البله والخفة والمرح سيد الموقف. كثيروهم لا يعرفون عن نضال شعبهم التاريخي وأكثر ما قد يقومون به هو التفاتة خجولة، غضب عابر لما يحصل في غزة.
هو خطأنا الجمعي إذن إذ سعينا “وأنتجنا” واقعا “طبيعيا” تحت حراب الاحتلال. لعله جرمنا الاكبر أننا ‘دللناهم’ و ‘حميناهم’ عن واقع معاش وركزنا، نحن واياهم، على تبنى مبدأ ‘عيش يومك’ و ‘لا تفكر بغيرك’.
طيب لا عمرو كان في وعى. بلاش وعي. بلاش حراك طلابي منظم. بلاش الكتل الطلابية تتوحد من اجل غزة. لعمرها ما اتوحدت. بلاش ولا اشئ زي هيك!
يا عمي على الأقل، ولأن غزة وأهلها وأطفالها يموتون جوعا، هل بالإمكان من طلبتنا الأعزاء ‘تقليد’ (ونحن نحب التقليد) طلبة أمريكا وأوروبا ودول أخرى وأن يبدأ طلبة جامعاتنا إضرابا مفتوحا عن الطعام أسوة وتمثلا بطلبة جامعات العالم!؟!؟
يا اخي بلاش نقول إن غزة جزء من وطن. خلينا نعتبرهم أغراب وخلينا على الاقل نتضامن معهم مثل ما طلبة العالم بتضامنوا معهم.
لا تدعوا أطفال غزة واهلها تموت جوعا.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر المسار الإخباري
المصدر: وطن للأنباء