عربيلاجئون وجاليات

منصة اللاجئين في مصر تطالب القاهرة بتسهيل دخول “القافلة الإنسانية الدبلوماسية” إلى قطاع غزة

المسار …

طالبت منصة اللاجئين في مصر الحكومة المصرية بتسهيل الإجراءات التي تتيح للقافلة الإنسانية الدبلوماسية، التي دعت إلى إطلاقها أكثر من 760 منظمة حقوقية حول العالم، الوصول إلى قطاع غزة. ويشمل ذلك إجراءات الدخول إلى مصر، مرورًا بتأمين تحرك القافلة داخل الأراضي المصرية، وصولًا إلى السماح بمرورها عبر معبر رفح.

وقالت المنصة، في بيان، إن الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ 600 يوم حربًا “وحشية ودموية” على قطاع غزة، تجاوز فيها كل الالتزامات القانونية والإنسانية، مستهدفًا المدنيين بشكل واسع. وأشارت إلى أن من بين نحو 54 ألف شهيد فلسطيني، ارتقى أكثر من 18 ألف طفل، وأكثر من 12,500 امرأة، موضحة أن نسبة الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن تجاوزت 60%.

وأضاف البيان أن الاحتلال أباد بالكامل 2200 أسرة فلسطينية، باستشهاد الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، بلغ عددهم أكثر من 6350 شهيدًا، فيما أباد 5120 عائلة أخرى، لم يتبقَ منها سوى فرد واحد فقط، بعد استشهاد ما يزيد عن 9351 شخصًا. كما بلغ عدد الإصابات نحو 123 ألفًا منذ بدء “حرب الإبادة الجماعية” على القطاع المحاصر، في مؤشرات واضحة على طبيعة الاستهداف وغياب أي قيود أخلاقية أو قانونية على العمليات العسكرية.

ولفتت المنصة إلى أن الاحتلال صعّد من تنكيله بالمدنيين، بمنعه – منذ 2 مارس/آذار الماضي – دخول شاحنات المساعدات إلى غزة، بما في ذلك المواد الغذائية، والإمدادات الطبية، والوقود اللازم لتشغيل مولدات المستشفيات ومحطات الكهرباء. وأدى ذلك إلى وفاة 58 شخصًا بسبب سوء التغذية، و242 بسبب نقص الغذاء والدواء، معظمهم من كبار السن، بالإضافة إلى وفاة 26 مريض كلى نتيجة غياب الرعاية الطبية والتغذوية، وتسجيل أكثر من 300 حالة إجهاض لدى النساء الحوامل بسبب نقص العناصر الأساسية.

كما أشارت إلى إجراء عمليات جراحية دون تخدير، واضطرار الأطباء إلى المفاضلة بين الجرحى، لعلاج البعض وترك الآخرين يواجهون الموت.

وأكدت المنصة أن هذا الحصار التام ومنع دخول المساعدات يُعد جريمة حرب، في ظل وجود أكثر من 5 آلاف شاحنة محملة بإمدادات منقذة للحياة جاهزة للانطلاق، وفق ما صرحت به جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وبحسب “مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”، يواجه نحو 470 ألف شخص في غزة جوعًا كارثيًا (المرحلة الخامسة)، بينما يعاني جميع السكان من انعدام حاد في الأمن الغذائي. كما يتوقع أن يحتاج نحو 71 ألف طفل، وأكثر من 17 ألف أم، إلى علاج عاجل من سوء التغذية الحاد. وكانت تقارير اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي في مطلع عام 2025 قد قدرت عدد الأطفال الذين يحتاجون علاجًا بنحو 60 ألف طفل.

ودعت المنصة الحكومة المصرية وحكومات الدول المختلفة إلى إعلان نيّتها الانضمام إلى القافلة الإنسانية، من خلال إرسال بعثات دبلوماسية رسمية لمرافقة شاحنات المساعدات والدخول معها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.

وأكدت على ضرورة رفض محاولات “تسييس المساعدات الإنسانية” والآليات المقترحة من إسرائيل، التي تهدف إلى عسكرة توزيع المساعدات وتجاوز دور وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية.

وحثّت المنصة جميع الدول على التنسيق مع الأمم المتحدة والحكومة المصرية لتسهيل دخول القافلة، وضمان مرورها الفوري والآمن، بما يشمل المساعدات الإنسانية، والفرق الطبية، والعاملين في مجال الإغاثة.

وأشارت المنصة إلى أن بعض الحكومات المتواطئة في الجرائم الجارية في قطاع غزة تمتنع عن الانضمام إلى القافلة، داعية الدبلوماسيين وأعضاء البرلمانات والوزراء من تلك الدول إلى المشاركة بصفاتهم الشخصية.

كما دعت المجتمع المدني العالمي، بما يشمل المنظمات غير الحكومية، والنقابات العمالية، والمجموعات الطلابية، والأحزاب السياسية، وشبكات التضامن، إلى التحرك العاجل للضغط على حكوماتهم من أجل دعم القافلة، وتوفير الدعم المادي والسياسي والشعبي لها.

وطالبت المنصة الأمم المتحدة باستكمال التقييمات والإجراءات اللازمة لإعلان غزة “منطقة مجاعة”، استنادًا إلى البيانات الموثقة، ودعتها إلى دعم هذه المبادرة من خلال التسهيلات الدبلوماسية والمشاركة المباشرة فيها.

يُذكر أن أكثر من 760 منظمة مجتمع مدني فلسطينية ومنظمات إنسانية وحقوقية حول العالم، كانت قد دعت، الأسبوع الماضي، إلى إطلاق قافلة دبلوماسية إنسانية عالمية إلى غزة عبر معبر رفح. وطالبت هذه المنظمات دول العالم بإرسال بعثات دبلوماسية رسمية لمرافقة شاحنات المساعدات المنتظرة عند المعبر، والدخول إلى غزة برفقتها.