دولي

رغم علاقات الحوار بين البلدين.. الجيش الإسباني يكوّن مجموعة عمل لدراسة المخاطر التي يشكلها المغرب

المسار …

تمر العلاقات بين المغرب وإسبانيا من فترة بحوار واستقرار متين، ولكن هذا لم يمنع قيام القيادة العسكرية في هذا البلد الأوروبي بإنجاز دراسات حول المخاطر التي يشكلها المغرب، لأن هذا الأخير يبقى مصدر “الخطر” المفترض للإسبان وفق عقيدتهم الأمنية والعسكرية.

وكانت جريدة “آ بي سي” قد تناولت هذا الحدث خلال الفترة الأخيرة وخصصت له افتتاحية بعنوان “مجموعة العمل العسكري حول المغرب مناسبة وضرورية”، وعاد الحديث عنه في المنتديات العسكرية في إسبانيا.

واعتادت الهيئات الأمنية والعسكرية الإسبانية إنجاز دراسات حول المخاطر التي يشكلها المغرب. غير أنه خلال السنتين الأخيرتين، تراجع هذا الهاجس بفضل العلاقات التي تحسنت كثيرا بين مدريد والرباط جراء قرار رئيس الحكومة بيدرو سانشيز اعتبار الحكم الذاتي الحل الأمثل لنزاع الصحراء الغربية، وتهميش مبدأ تقرير المصير، مقابل تجميد المغرب للمطالب حول استعادة سبتة ومليلية.

وكانت جريدة إلموندو قد نشرت الشهر الماضي بأن حكومة مدريد قررت تخفيض التواجد الاستخباراتي في المغرب كإشارة إيجابية على الرغبة في الانتقال من العلاقات من الهاجس الأمني إلى الحوار السياسي والاقتصادي.

ويتبنى الجيش الإسباني رؤية مختلفة، إذ قرر رئيس أركان الدفاع، الأدميرال الجنرال تيودورو كالديرون، تشكيل مجموعة عمل لتحديد وتقييم واقتراح الردود الممكنة على المخاطر التي تشكلها أنشطة المغرب على إسبانيا داخل وخارج البلاد. وينضم فريق التحليل والتخطيط هذا إلى إدارة الأمن القومي الحالية المرتبطة برئاسة الحكومة، والتي تعمل على المستوى المشترك بين الوزارات.

وكانت جمعية العسكريين الإسبان، وهي مكونة من ضباط في الاحتياط أو المتقاعدين قد كشفت محاولة البعض عرقلة عمل هذه المجموعة بحجة أنه لم يصدر قرار سياسي من الحكومة حول تأسيسها وأجندتها. وكانت جريدة آ بي سي قد كتبت حول هذا الجدل بأن فلسفة القيادة العسكرية هي عكس هذه المقاربة التي تريد تجميد الأعمال بأن القوات المسلحة تستعد لكل السيناريوهات “لاسيما مع بلد مثل المغرب، الذي يعتبر حساسا بشكل خاص بالنسبة لأمننا”.

ويأتي تأسيس هذه المجموعة لتقييم الأخطار القادمة من المغرب رغم العلاقات الجيدة بين الرباط ومدريد. ويعتقد العسكريون أن العلاقات الطيبة لا يجب أن تخفي بأن هذه العلاقات تتأرجح بين جيدة وإيجابية وأحيانا تندلع أزمات كبيرة مثل أزمة سبتة خلال مايو 2021 عندما اقتحم أكثر من 15 ألف مغربي هذه المدينة المحتلة ردا على مواقف اسبانيا في ملف الصحراء التي اعتبرتها الرباط “عدائية”.

وفي حوار مثير مع جريدة لاراثون بمناسبة صدور كتابه المعنون بـ”طبول الحرب، قال الأدميرال المتقاعد رودريغيث غارات، إن المغرب جار مزعج ويمارس حرباً هجينة ضد إسبانيا، وإن لم تكن هدفه الرئيسي.

وتتناول الصحافة الإسبانية ومختلف الخبراء والمحللين الصفقات العسكرية التي يوقعها المغرب مع بعض الدول مثل الولايات المتحدة وتركيا، وتعتبر أن عملية التسلح تشكّل بطريقة أو أخرى قلقا على إسبانيا، رغم أن بعض كبار العسكريين يعتبرون أن تسلح المغرب هو بمثابة رد على تسلح الجزائر.