المسار …
أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بأنّ كميات الوقود المتوفّرة في المستشفيات تكفي لمدّة ثلاثة أيام فقط، في حين لفتت إلى الأوضاع المأساوية للمنشآت الطبية والتهديدات التي تطاولها، وسط الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في القطاع بالتزامن مع الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، علماً أنّ هدنة هشّة تخلّلتها لم تدم شهرَين قبل أن يستأنف الاحتلال عدوانه في 18 مارس/ آذار الماضي.
وبيّنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت، أنّ “الاحتلال الإسرائيلي يمنع المؤسّسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصّص للمستشفيات، بحجّة أنّها تقع في مناطق حمراء”، وحذّرت من أنّ “إعاقة وصول إمدادات الوقود إلى المستشفيات يهدّد بتوقّفها عن العمل”، فهي “تعتمد على المولدات الكهربائية لتزويد الأقسام الحيوية بالطاقة”، وقد جدّدت الوزارة مناشدتها الجهات المعنية للتدخّل من أجل حماية المؤسّسات الصحية، ولإلزام الاحتلال بإدخال الإمدادات الدوائية، وكذلك كلّ الاحتياجات اللازمة لتقديم الرعاية الطبية.
وتفيد بيانات وزارة الصحة بأنّ عدد المستشفيات العاملة في قطاع غزة يبلغ 19 مستشفى، علماً أنّها تعمل جزئياً فقط، من بينها ثمانية مستشفيات حكومية و11 خاصة، وذلك من أصل 38 مستشفى. كذلك ثمّة تسعة مستشفيات ميدانية تعمل في القطاع المحاصر والمستهدف، وهي تقدّم خدمات طارئة في ظلّ حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين العالقين في غزة.
من جهة أخرى، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بأنّ “التهديدات المباشرة للمناطق السكنية المحيطة بالمستشفيات هي إجراءات واضحة يقوم بها الاحتلال من ضمن خطته الممنهجة ضدّ المنظومة الصحية”، ويأتي ذلك وسط انهيار المنظومة الصحية في القطاع، على خلفية الاستهداف المتواصل منذ 20 شهراً، أي منذ بداية الحرب المدمّرة التي تمضي بها إسرائيل.
وأوضحت الوزارة، اليوم السبت، أنّ مجمّع ناصر الطبي في محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة هو “المستشفى الوحيد” العامل في المنطقة، بعد خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة، وصعوبة الوصول إلى مستشفى الأمل بسبب تحذيرات وأوامر إخلاء أطلقها الاحتلال. وحذّرت من أنّ خروج مجمّع ناصر الطبي عن الخدمة سوف يتسبّب في “كارثة إنسانية لا يمكن توقّع نتائجها”، مشيرةً إلى أنّ الوصول إلى تلك اللحظة يعني “انهياراً كاملاً للمنظومة الصحية في جنوب قطاع غزة”.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أنّ الوصول إلى مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في محافظة خانيونس صار متعذّراً، بعدما صنّف الاحتلال المنطقة المحيطة به “منطقة قتال خطرة”، وفرض إخلاءً قسرياً على السكان من محيطه، لكنّها أشارت إلى أنّ المستشفى ما زال يؤوي “عدداً من المرضى والطواقم الطبية الذين يواجهون مخاطر جدية في ظلّ الحصار والظروف الأمنية بالغة التعقيد”، ودعت الوزارة كلّ المؤسسات والجهات المعنية إلى التدخّل العاجل لتوفير الحماية للمستشفيات والمرافق الصحية، وضمان فتح ممرّ آمن يتيح للمرضى والجرحى الوصول إلى مستشفى الأمل مع تزويده بالإمدادات الطبية الضرورية حتى يتمكّن من مواصلة تقديم الرعاية الصحية في المنطقة.