كاتبة أسترالية تحذر من التلاعب.. الولايات المتحدة تستخدم سرديات “العدوّ المجنون” لتبرير حروبها وهيمنتها العالمية

وتشير جونستون إلى أن الخطاب السياسي والإعلامي الغربي يعمد إلى تصوير خصومه — من إيران إلى روسيا وكوريا الشمالية — على أنهم “مجانين” أو “مهووسون بالعداء”، لا يتحركون بدافع المصالح أو السياقات الجيوسياسية، بل بسبب اضطرابات عقلية مفترضة تجعلهم يهددون “العالم الحرّ” بغير مبرر.

وتورد الكاتبة أمثلة متعددة على هذه السردية، حيث يُصوَّر النظام الإيراني كجهة متهورة قد تشنّ هجومًا نوويًا فور امتلاكها للسلاح النووي، بسبب “جنونها” فقط، بينما تُنعت جماعات المقاومة مثل حركة حماس وحزب الله والحوثيين بأنهم “معادون للسامية بالفطرة”، يسعون لمهاجمة إسرائيل فقط “لأنها يهودية”. كما يُقدَّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه “مختل عقليًا” غزا أوكرانيا “بدون سبب” سوى كراهيته للحرية، ويُتهم الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنه يسعى لـ”غزو العالم”، بينما تُبرَّر مئات القواعد العسكرية الأمريكية المحيطة بالصين بأنها مجرد إجراءات “دفاعية”. ويُصوَّر معمّر القذافي كمهووس جنسي وزّع الفياغرا لتشجيع جنوده على ارتكاب جرائم اغتصاب، أما صدام حسين فيُقدَّم كـ”شرير مجنون” يسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل لتنفيذ “هجوم جديد على غرار 11 سبتمبر/ أيلول”.

وترى جونستون أن هذه الروايات المتكررة تخدم هدفًا واحدًا: تبرير العدوان الغربي، وتقديمه بوصفه “رد فعل منطقيًا” على تهديدات “مختلة”.

وتتابع الكاتبة: “ما يُغيّب دائمًا عن هذه القصص هو العامل المشترك بين كل هؤلاء ‘المجانين’، أنهم جميعًا أعداء أو خصوم للهيمنة الأمريكية”. في المقابل، لا يتم مساءلة الولايات المتحدة أو حلفائها عن حروبهم أو قواعدهم العسكرية المنتشرة عالميًا، أو العقوبات التي تتسبب في مجاعات جماعية، ولا يتم وصفهم بأي من الصفات “الذهنية” المخصصة للأطراف الأخرى.

وتصف جونستون هذه الظاهرة بأنها “تلاعب نفسي واسع النطاق ” (Gaslighting)، تجعل من يُشكك في الرواية الغربية متهمًا هو الآخر بـ”الجنون” أو “نظرية المؤامرة” أو “العداء للقيم الديمقراطية”.

وتختتم الكاتبة مقالها بدعوة إلى كسر هذه السردية الخطرة، قائلة: “يجب أن نجد طريقة لحماية العالم من جنون الإمبراطورية الغربية.”

المصدر: القدس العربي