أهم الاخبارفن وثقافة

فيلم وثائقي “مسعفون تحت النار في غزة ” ينم عرضه في القناة الرابعة البريطانية بعد رفض “بي بي سي” عرضه

المسار : عن“القدس العربي” – نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرًا حول فيلم وثائقي عن أطباء غزة، رفضت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عرضه، وتحللت من المسؤولية عنه بسبب ما بررته بقضايا التحيّز. وقال الموقع إن الفيلم الوثائقي سيُعرض، بدلًا من ذلك، على القناة الرابعة. وقد وجد الفيلم، الذي يجد المشاهد صعوبة في مشاهدته، “بيتًا” في القناة الرابعة.

كومبتون: هناك أوقات يكون فيها الصمت هو الخطر الأكبر

وفي تقرير أعدته إيليس جيوفوري، قالت إن فيلم “غزة: مسعفون تحت النار”، أو “غزة: أطباء تحت الهجوم”، هو فيلم وثائقي يكشف أدلة دامغة على أن القوات الإسرائيلية استهدفت مستشفيات غزة والكوادر الطبية فيها بشكل منهجي خلال حملتها العسكرية، وهي مزاعم ترقى إلى انتهاكات خطيرة للقانون الدولي.
وقالت لويزا كومبتون، رئيسة قسم الأخبار والشؤون الجارية في القناة الرابعة، قائلةً: “هذا فيلم موثّق بدقة، ومهم، يتناول الأدلة التي تدعم مزاعم الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي من قبل القوات الإسرائيلية”. وأضافت، معلنة عن هذه الخطوة يوم السبت: “إنه يجسّد التزام القناة الرابعة بالصحافة الشجاعة والجريئة”.
وقد أنتج الفيلمَ شركة “بيسمنت فيلمز” بتكليف من “بي بي سي” قبل إيقافه، ثم خضع لاحقًا للمراجعة والتحقّق والموافقة من القناة الرابعة بعد تدقيق تحريري دقيق. وسيُعرض برنامج “غزة: مسعفون تحت النار” على القناة الرابعة الساعة العاشرة مساءً بتوقيت غرينتش يوم الأربعاء 2 تموز/يوليو.
ويُقدّم البرنامج لقطات وشهادات مقلقة للغاية تُظهر أن أطباء ومسعفي غزة لم يُحرَموا فقط من الحماية التي يكفلها القانون الدولي لمسؤولي الصحة، بل تعرضوا أيضًا للمطاردة والسجن، وحتى التعذيب على يد الجيش الإسرائيلي.
ويكشف الفيلم الوثائقي أن كل مستشفى من مستشفيات غزة الـ36 إمّا تضرر أو دُمّر. وأُجبر العاملون فيها على الرحيل، وترك المرضى لوحدهم تحت تهديد السلاح.
وقالت كومبتون: “كانت المستشفيات محور حرب، وتحولت غرف العمليات فيها إلى مسرح عسكري”. ففي حرب أدّت لمقتل أكثر من 200 صحافي فلسطيني وعامل في الإعلام، أهدت شركة “بيسمنت فيلمز” الفيلم لزملائها الفلسطينيين على الأرض.
وقالت الشركة: “نحن مدينون لهم بكل شيء، وللمسعفين الذين وثقوا بنا بقصصهم”، مُقِرّةً بالثمن العاطفي واللوجستي لإنتاج الفيلم.
وقالت كومبتون، في مقالٍ شخصي تناولت فيه أهمية الفيلم الوثائقي: “نادرًا ما أظهرت مواقف في عالمنا اليوم واجب الصحافة بوضوحٍ أكبر من مجازر 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وأشهر من الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي تلاه”. وأضافت: “في فيديو يصعب مشاهدته للغاية، ومع شهادات تُقدَّم وسط دموعٍ وألم، يُقدّم هذا الفيلم الوثائقي أدلةً على أن القوات المسلحة الإسرائيلية جرّت عمدًا من يُقدّمون المساعدة الطبية إلى خط المواجهة”.
وأشارت إلى أن الفيلم الوثائقي يواجه حقيقة أن كلا الجانبين يتهم الآخر باستخدام الطب كسلاح؛ إذ تزعم إسرائيل أن “حماس” تختبئ خلف المستشفيات، بينما تقول السلطات الفلسطينية إن إسرائيل هاجمت تلك المرافق نفسها عمدًا. النتيجة مريعة بلا شك، وستثير غضب الناس، أيًّا كان موقفهم، أو حتى إن لم يساندوا أي طرف”.
وأضافت كومبتون: “لكننا نعتقد أن هناك أوقاتًا يكون فيها الصمت هو الخطر الأكبر”.
وكان الفيلم جاهزًا للعرض في شباط/فبراير، لكنه سُحب بسبب الجدل حول فيلم بنفس السياق عن أثر الحرب على الأطفال في غزة: “غزة: كيف تنجو في محور حرب”.
وقالت “بي بي سي” إن “غزة: مسعفون تحت النار” سيُبث، لكنها أعلنت، في وقت سابق من هذا الشهر، أنها لن تبث الفيلم.

كومبتون: في فيديو يصعب مشاهدته للغاية، ومع شهادات تقدم وسط دموعٍ وألم، يقدم هذا الوثائقي أدلةً على أن إسرائيل جرّت عمداً من يقدمون المساعدة الطبية إلى خط المواجهة

وقالت الهيئة في بيان: “لقد توصلنا إلى استنتاج مفاده أن بث هذه المادة قد يترك انطباعًا بالتحيّز، وهو أمر لا يرقى إلى المعايير العالية التي يتوقعها الجمهور من هيئة الإذاعة البريطانية”.
وكانت شركة “بيسمنت فيلمز”، الشركة المنتجة للفيلم الوثائقي، قد شككت سابقًا في قرار هيئة الإذاعة البريطانية بتأجيل البث، قائلةً: “لا يوجد سبب أخلاقي أو مهني يمنع تكرار خطأ في فيلم ما من إصدار فيلم آخر”.
وفي بيان لها، قالت شركة “بيسمنت فيلمز”: “نود أن نشكر الأطباء والمساهمين والناجين، ونعتذر عن شكّهم عندما قالوا إن “بي بي سي” لن تعرض فيلماً كهذا أبدًا. لقد اتضح أنهم كانوا على حق”.
ولم توضح “بي بي سي” في بيانها سبب عدم استيفاء الفيلم “للمعايير العالية التي يتوقعها الجمهور منها”.
وأضافت “بيسمنت فيلمز” أن “بي بي سي” “أعطتنا ما لا يقل عن ستة مواعيد مختلفة”، بعد أن “أبلغتنا عدة مرات شفهيًا، وعبر البريد الإلكتروني” بأن الفيلم “حصل على الموافقة للبث”.