المسار الإخباري :حذّرت بلدية غزة، صباح اليوم الجمعة، من كارثة بيئية حقيقية ومتفاقمة تهدد المدينة، في ظل تفاقم أزمة النزوح وتكدّس كميات ضخمة من النفايات، وسط انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية بسبب نقص الوقود وتدمير البنية التحتية.

وأوضحت البلدية أنها اضطرت لتقليص خدماتها بشكل كبير، بسبب انعدام الوقود وغياب الإمكانيات اللازمة لتشغيل المرافق، محذّرة من أن استمرار هذا الوضع ينذر بمخاطر صحية وبيئية جسيمة على سكان المدينة، خاصة في المناطق التي يتركّز فيها أكثر من مليون نازح.

وكشفت البلدية عن وجود أكثر من 260 ألف طن من النفايات المتراكمة في مناطق متعددة من المدينة، ما يهدد بتسرب العصارة السامة إلى الخزان الجوفي، وبالتالي تلوّث مصادر المياه وزيادة حدة أزمة المياه الحالية.

يأتي هذا التحذير في وقت تتواصل فيه نداءات الاحتلال المتكررة لإجبار السكان على النزوح، ما أدى إلى اكتظاظ غير مسبوق في منطقة غرب غزة، وسط درجات حرارة مرتفعة ونقص حاد في المواد الأساسية.

وأشارت البلدية إلى أن الاحتلال دمّر 134 مركبة وآلية من أسطولها الخدمي، إضافة إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية، ما جعل من عمليات إيصال المياه إلى العديد من المناطق مهمة شبه مستحيلة، يتم التعامل معها عبر حلول مؤقتة وبدائية.

وتأتي هذه التطورات في ظل تدهور إنساني متسارع، ما دفع بلدية غزة إلى تجديد مناشدتها للجهات الدولية والإغاثية للتحرك العاجل وتوفير الوقود والمعدات اللازمة لتفادي كارثة بيئية قد تودي بحياة الآلاف في الأيام المقبلة.