
المسار الإخباري :شهدت العاصمة الأردنية عمّان وعدد من مدن المملكة، مساء السبت، فعاليات احتجاجية حاشدة رفضًا لحرب التجويع التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق المفروض منذ ما يقارب 21 شهرًا.
ففي حي الطفايلة الشعبي بعمّان، خرجت مسيرة ليلية ضخمة انطلقت من مسجد جعفر الطيار، حيث قرع المشاركون الأواني المنزلية في مشهد رمزي جسّد معاناة الجوع التي يعيشها سكان غزة. وردد المتظاهرون هتافات غاضبة ضد صمت الحكومات العربية، مطالبين الحكومة الأردنية ببذل كل الجهود الممكنة لإيصال المساعدات إلى القطاع، ورفعوا شعارات داعمة للمقاومة الفلسطينية ورافضة لأي شكل من أشكال التطبيع.
وفي مدينة إربد شمال المملكة، حاول محتجون الانطلاق بمسيرة عقب صلاة العشاء من أمام مسجد الهاشمي، إلا أن قوات الأمن منعتهم وشكّلت طوقًا أمنيًا حال دون تحركهم، ليتحول الحدث إلى وقفة احتجاجية أمام المسجد، عبر فيها المواطنون عن غضبهم تجاه المأساة المستمرة في غزة، مطالبين بإنهاء الحصار ودعم صمود الفلسطينيين.
وقال النائب في البرلمان الأردني، وسام الربيحات، إن هذه الفعاليات تمثل ردّ فعل شعبي مباشر على حرب التجويع التي يتعرض لها أهل غزة، في ظل “صمت عربي مطبق”. وأضاف: “أهل غزة لا يطالبون بالنفير العسكري، بل بشربة ماء وكسرة خبز، وهذا يعكس حجم الانحدار الإنساني الذي وصلنا إليه”
وأكد الربيحات أن المسيرات جاءت لتحرّك الضمائر وتدعو كل الجهات الرسمية والشعبية والسياسية للقيام بواجبها الإنساني، مشددًا على أن هذه الخطوة مجرد بداية لتحركات أوسع في الأيام القادمة.
يُذكر أن غزة تشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا، حيث يعاني سكانها من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وسط دمار هائل واستمرار الحرب. وقد دعت حملات شعبية ناشطة إلى تنظيم مزيد من الفعاليات والمسيرات في محافظات أردنية مختلفة، للضغط على الحكومات العربية بقطع العلاقات مع الاحتلال وتكثيف الدعم الإنساني للقطاع المحاصر.