
المسار الإخباري :في جريمة جديدة تعكس حجم الحصار الممنهج على غزة، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية، مساء السبت، نيرانها بشكل مباشر تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في عرض بحر مدينة غزة، قبل أن تحاصرهم وتعتقل عددًا منهم.
ووفقًا لشهود عيان، وقع الهجوم أثناء محاولة الصيادين البحث عن لقمة عيش لعائلاتهم وسط المجاعة الكارثية التي تضرب القطاع منذ شهور. وأكدوا أن الزوارق الحربية اقتربت لمسافات خطيرة من القوارب وأطلقت وابلاً من الرصاص لترهيبهم قبل تنفيذ الاعتقالات
وبات البحر الملاذ الأخير لكثير من العائلات الفلسطينية التي فقدت كل سبل الحياة، بعد أن منعت سلطات الاحتلال دخول المواد الغذائية والطبية منذ 2 مارس/آذار 2025، وأغلقت المعابر كافة، ما أدى إلى تفاقم المجاعة وسقوط المئات ضحايا للجوع
الصيد، رغم كونه شبه ممنوع، أصبح وسيلة يائسة للبقاء، إذ يخاطر الصيادون بحياتهم في محاولات محدودة لا تتجاوز أمتارًا من الشاطئ لتأمين الحد الأدنى من الغذاء، وسط تهديد دائم بالقتل أو الاعتقال.
وفي ظل الحر الشديد وانهيار البنى التحتية، لا يزال بحر غزة يشكّل المتنفس الوحيد للغزيين، رغم تحوّله إلى ساحة استهداف مفتوحة.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، قد هدد في بيان بأن قواته ستتخذ “إجراءات صارمة” ضد أي دخول إلى البحر، مشددًا على أن “الدخول ممنوع تمامًا” ضمن ما وصفها بـ”القيود الأمنية”.
في الأثناء، أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 69 منذ 7 أكتوبر 2023، بينما تجاوز عدد وفيات الجوع والمرض 620 شخصًا، في ظل صمت دولي وأممي مخزٍ.