بقلم: خالد فحل/الاستيطان يلتهم فلسطين… و”الدولة الفلسطينية تُمحى”

صالح شوكة
2 Min Read

المسار الإخباري :في خطوة جديدة تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال، صادقت الحكومة الإسرائيلية رسمياً على البدء بتنفيذ مشروع الاستيطان في منطقة E1 شرق القدس، المشروع الأخطر الذي طالما حذّر منه الفلسطينيون والعالم، لما يحمله من تداعيات كارثية على إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافياً.

وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش لم يُخفِ حقيقة النوايا الاستعمارية، حين صرّح بوقاحة قائلاً: “الدولة الفلسطينية تُمحى”. جملة قصيرة لكنها تختصر المشروع الصهيوني منذ بدايته: محو الهوية، ومحو الأرض، ومحو الحق الفلسطيني في تقرير المصير.

تقع منطقة E1 بين القدس ومستوطنة “معاليه أدوميم”، وتشكل محوراً استراتيجياً لربط المستوطنات ببعضها البعض، وقطع الضفة الغربية إلى قسمين شمالي وجنوبي. تنفيذ هذا المشروع يعني خنق مدينة القدس الشرقية وعزلها تماماً عن الضفة الغربية، وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية وتحويلها إلى جزر معزولة، ودفن أي إمكانية حقيقية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات تواصل جغرافي.

ورغم خطورة المشروع، يمر القرار في ظل صمت دولي يكاد يرقى إلى التواطؤ. الدول التي اعتادت إصدار بيانات “القلق العميق” تكتفي اليوم بالكلمات الباهتة، بينما الآليات الإسرائيلية تواصل قضم الأرض. حتى الولايات المتحدة التي لطالما ادّعت معارضة الاستيطان، تبدو عاجزة أو متواطئة، إذ لم تتجاوز ردودها حدود العبارات الدبلوماسية.

لكن، كما أثبت التاريخ، لم تكن الأرض الفلسطينية يوماً لقمة سائغة. فكل مشروع استيطاني واجه وما زال يواجه مقاومة شعبية شرسة، من مسيرات بيتا وبلعين ونعلين، إلى انتفاضات القدس وغزة. الشعب الفلسطيني الذي واجه المجازر والتهجير والحصار، لن يستسلم أمام جرافة استيطانية، بل يزداد صلابـة كلما ضاقت الأرض تحت أقدامه.

قرار المصادقة على بناء المستوطنات في منطقة E1 ليس نهاية الحكاية، بل حلقة في مسلسل طويل من التوسع الاستعماري. لكن التاريخ يقول إن المشاريع الاستيطانية مهما تمددت، تبقى غريبة عن الأرض، وتبقى الكلمة الأخيرة للشعوب التي تتشبث بحقها حتى الرمق الأخير.

فـ”الدولة الفلسطينية تُمحى” كما يزعم سموتريتش، قد تُمحى على خرائطهم المزوّرة، لكنها حيّة في وجدان الفلسطيني، وفي ذاكرة العالم الحر، وفي دماء الشهداء التي تروي كل يوم تراب فلسطين.

Loading

Share This Article