المسار: نابلس -شهدت مدينة نابلس، اليوم، وقفة جماهيرية دعت إليها اللجنة الوطنية والقوى وفصائل العمل الوطني في المحافظة، للتعبير عن رفضهم لحرب الإبادة والتجويع الممنهج الذي يشنّه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتأكيد على التضامن الكامل واسناد الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال.
وقد انطلقت الفعالية من دوار الشهداء وسط المدينة، حيث توافد عشرات المواطنين، إلى جانب عشرات من أهالي الأسرى، وممثلي المؤسسات الوطنية والشعبية، وفصائل العمل الوطني. وقد شكّل الحضور المتنوع مشهدًا وطنيًا جامعًا، إذ علت الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء والأسرى، فيما ترددت الهتافات المطالبة بوقف العدوان علة غزة وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، وهو ما أضفى على الوقفة زخمًا شعبيًا ورسالة تضامن قوية.
وتوالت الكلمات خلال الوقفة، حيث شدد ممثلو لجنة التنسيق الفصائلي على أن ما يحدث في غزة ليس مجرد عدوان عابر، بل جريمة إبادة ممنهجة، محذرين من خطورة استمرار استخدام الاحتلال سياسة التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين، في خرق واضح للقانون الدولي. وانتقد المتحدثون الصمت الدولي، مطالبين الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية بضرورة التحرك الفوري لحماية الفلسطينيين ووقف الانتهاكات..
وفي سياق متصل، حملت كلمات أهالي الأسرى رسائل إنسانية مؤثرة، إذ تحدثوا عن المعاناة اليومية لأبنائهم في سجون الاحتلال، من عزل انفرادي وإهمال طبي وحرمان من الزيارات، مشددين على أن صمت العالم إزاء هذه الانتهاكات يشجع الاحتلال على التمادي. ودعوا المنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى وضمان حقوقهم وفق القوانين الدولية.
وهذا التلاحم الشعبي والفصائلي، الذي برز في الوقفة، عكس وحدة الشارع الفلسطيني حول قضية غزة والأسرى، وأكد المشاركون أن هذه الوحدة هي السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال. كما شددت الفصائل على استمرار تنظيم الفعاليات الشعبية والوقفات الاحتجاجية حتى رفع الحصار عن القطاع والإفراج عن الأسرى، ما يعكس إصرار الفلسطينيين على الصمود والمقاومة في وجه السياسات الإسرائيلية.
واختُتمت الوقفة، التي استمرت نحو ساعة، على وقع الهتافات المطالبة بالحرية لغزة والأسرى، في رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني متمسك بنضاله ووحدته رغم كل التحديات، وأن إرادته أقوى من محاولات الاحتلال لكسر معنوياته.