كتب نعيم حرب : حضرت فلسطين وغاب الفلسطينيون 

المسار:  تحظى القضية الفلسطينية اليوم باهتمام عالمي بالغ بل واستثنائي من خلال حملة الاعترافات العالمية بالدولة الفلسطنية والتي تباين طبيعة الاعتراف بين مشروط ومساند مطلق للحق الفلسطيني كما تباينت الخلفيات التي انطلقت منها هذه الحملة والتي في معظمها جاءت نتيجية لضغط الشارع في هذه الدول وارادة الشعوب الحرة لنصرة الحق الفلسطيني والذي اجبر البعض من هذه الدول الانصياع لرغبة الشارع ،لم يكن هذا الاهتمام والتأييد ليأخذ مكانة في المنابر الدولية الا بفعل صمود شعبنا ومقامته الباسلة وتضحياته الجسام ورفضه المطلق لكل اشكال الاحتلال المباشر او بالوكالة والتعبية اوالوصاية والاصرار على حقه بالحرية والاستقلال وحقه في تقرير مصيره وبناء دولة مستقلة على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 خالية من الاستيطان والقدس عاصمة لها. هذا الحق الشرعي والقانوني الذي اقرته المواثيق الدولية والغير قابل للانتقاص .هذا الحق الذي دفع شعبنا مئات الاف الشهداء والجرحي والاسرى من اجل الحصول عليه اليوم هناك انتصار عالمي للحق الفلسطيني فبريطانيا سبب المآساة الاكبر واساسها على شعبنا تعترف بالدولة الفلسطينية هذا حدث غير عادي في ظل عالم يتحول ويتغير بسرعة كبيرة بعد السابع من اكتوبر والحرب الكونية التي شنت على قطاع غزة.

حالة الاعتراف وحملات التضامن لنصرة فلسطين عي انتصار معنوي وحدها لن تبني ولن تكرس دولة على ارض الواقع فهناك اعترافات من عام 1988بالدولة وهناك اتفاقيات وقعت لتكون هناك دولة بحلول عام 1999 ولكن ما زلنا نتظر تنفيذ هذة الاتفاقات حيث جاء اتفاق اوسلو المذل على انقاض انتفاضة الحجارة التي اندعلت عام 1987 وتم اجهاضها لصالح سلام منشود لم يتحقق ومازلنا منذ اكثر 31 عام ونحن ندور في دوامة الوعود الامريكية والخداع الاسرائيلي منذ ذلك التاريخ وشلال الدم الفلسطيني لم يتوقف عن النزف واسرائيل ماضية في تنفيذ مخططاتها وسرق ارضنا لصالح مشروعها الاستيطاني ونحن نعيش على ابر التخدير ونركض خلف وهم اسمه مشاريع امريكية للسلام والتي هي في الواقع قوارب نجاة لاسرائيل مرة لاتمام مشروعها الاستيطاني ومرة لمواجهة عزلتها الدولية المتنامية في كافة بقاغ الارض حتى في الشارع الامريكي الذي بدأ يتحول اتجاة الرواية الفلسطينية.

عقب هذا الحدث الدولي الهام علت الاصوات التي تدعي ان جهودها ودورها بل احيانا مكانتها هي التي حققت هذا الانجاز التاريخي متناسين شلال الدم النازف في قطاع غزة وحرب الابادة والتجويع وكذلك حال الضفة الغربية التي تتعرض لابادة صامتة وتهجير ونزوح سكان مبرمج وحصار وضم وفي الجانب الاخر علت اصوت شعوب حرة وقادة شجعان على قدر طموحات شعبوهم ولاول مرة يلفت النظر الى الاف الاسرى الفلسطينين القابعين في المعتقلات الاسرائيلية ومطالبة بحقهم بالحرية وكشف زيف المتشدقين بالانسانية وكأن الحرية حق لاحد وليست حق لغيره وعلى صوت الرئيس الكولومبيا الشجاع غوستافو بيترو الذي طالب تشكيل جيش دولي لتحرير فلسطين من على منبر الامم المتحدة مبدياً استعداد بلاده مشاركة تشكيل هذا الجيش بينما لم نسمع من اي زعيم عربي اسلامي مثل هذا التحدي كما طالب بمحاكمة ترامب كمجرم حرب عن دعمه لنتنياهو في حربه على غزة . وفي خطوة مهمة اخرى اعلنت ايطاليا انها سترسل سفن حربية لمرافقة اسطول كسر الحصار على غزة وتبعتها اسبانيا هذا التحرك العالمي لدول وازنة ومهمة خطوة مهمة جدا ولكن يبقى ذلك ناقصاً لا قيمة له اذا لم تتوقف حرب الابادة على شعبنا في غزة وتستخدم هذه الدول نفوذها للضغط لتحقيق ذلك .

في ظل العزلة الدولية التي تحاصر اسرائيل وهي غير مسبوقة وحالة التراجع في التأييد الدولي لها طل المنقذ شريك العداء للحق الفلسطيني ترامب وفريقه بمبادرة انقاذ لاسرائيل قوامها الادعاء بوقف الحرب والضمان بعدم ضم الضفة الغربية وفريقه الذي يعلن دائماً ان الضفة الغربية هي يهودا والسامرة في اشارة صريحة الى تشجيع الضم عبر جولات ويتكوف وتصريحات السفير الامريكي في اسرائيل وهي الاكثر واقحة من تصريحات قادة اسرائيل هذا الدور الامريكي الذي لم ولن يكون نزيهاً في يوما من الايام بل يطرح احتلال او وصاية دولية ع بحاكم مدني توني بليرعلى ان تكون الدول العربية والاسلامية ممول مالي وتصبح في مواجهة الشعب الفلسطيني في غزة. فهي صيغة جديدة من الاحتلال كل هذا يحدث دون وجود الفلسطينين اجتمع ترامب وفريقة مع بعض القادة العرب والمسلمين وغاب الفلسطنيون وبل كانت فلسطين هي الاكثر حضورا .

امام هذا التطور والتغير في المواقف لدول عظمى من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي السؤال الكبير والكبير جدا بكل وضوح أين الفلسطينيون وما هو المطلوب منا ؟ نحن مغيبون بل غيبنا انفسنا بفرقتنا وعدم وجود ارادة سياسية جادة في الاتفاق على استراتيجية وطنية والاتفاق على وحدة وطنية وحكومة وفاق وطني تتولى مسؤولية الضفة وغزة _ والتي تم الاتفاق عليها لكنها لم ترى النور حتي اليوم بفعل عدم الرغبة الامريكية ونحن لا نريد ان نغضب امريكا- لانه اذا ما انجز فسوف يقطع الطريق على من يحاول تعزير الفرقة وتغيب الفلسطينيون . اليوم يفرض حاكم مدني لغزة من قبل ترامب كما فرض حاكم للعراق بريمر سابقا من قبل بوش وتفرض ادارة عربية وقوة امنية يتم اعدادها وفق المقاس الاسرائيلي الامريكي لمواجهة شعبنا ومقاومتهالباسلة هذا ما يخطط له بموافقة اطراف عدة، في عام 1965 خرج الشعب الفلسطيني من الوصايات باعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية واليوم تعاد الوصاية بصيغة عصرية فهل نحن جاهزون للخروج مرة اخرى من دائرة الوصاية الدولية ؟ . في الوقت الذي يذبح فيه شعبنا في غزة والضفة والاف الاسرى والمعتلقين وعشرات الاف من الجوعي والمحاصرين الذين بلغ نصيب كل فلسطيني في غزة 70كغم من المتفجرات التي حصدت اكثر من 70الف شهيد ومفقود حتى يومنا مالاف الذين قضوا جوعا واكثر من 2مليون فلسطيني بلا مأوى ولا رعاية صحية ولا غذاء هؤلاء لاقيمة لهم وفق مفهوم ترامب ويتكوف مايك هاكابي السفير الامريكي في اسرائيل . لكل يتسابق في طرح المبادرات للافراج عن اسرى اسرائيل لدى المقاومة بينما الاف الاسرى الفلسطنيون لا يذكروهم بل يشدد الخناق عليهم وعلى اسرهم .

Share This Article