كتب محمد الصفدي…اجترار النموذج اللبناني

المسار : الجوله الاخيره من الهجمات الاسرائيليه التي تبعت حادثة الهجوم المزعوم على قوه اسرائيليه ومحاصرة عصابات العميل ابو شباب في رفح كانت ذات دالاله استشرافيه لطبيعة الهدف الاسرائيلي من ترسيم المرحله القادمه

منذ وقف اطلاق النار قامت اسرائيل بقتل 40 فلسطينيا وجرحت 100 مدني بذريعة انهم شكلوا خطرا على قواتها عند الخط الاصفر .اي ان اسرائيل لم تحترم الاتفاق ومارست مراوغات اذ ربطت فتح معبر رفح وادخال المساعدات بتسليم الجثث رغم علمها بصعوبة ذلك فنيا ولوجستيا . القوى الضامنه تدرك الخبث الاسرائيلي وتمارس ضغوطها على تل ابيب لكبح جماحها وانفلاتها بعد تسلمها لاسراها ويعلمون انها تتمنى انهيار الاتفاق حتى تواصل بطشها بعد ان تحررت من خوفها المزعوم على حياتهم .

حسب ما رشح يراد لرفح ان تكون منطقة معقمة من المقاومه حتى يدفعوا بالمدنيين اليها ويخلقوا نموذجا هادئا مصطنعا للعيش بدون مقاومه ويريدون الحفاظ على ابو شباب وزمرته ليكون قوة وازنة محلية تابعه ضامنة للامن التابع ومن هنا جن جنونهم كلهم من لابيد ويمينا مما حدث في رفح ووجهوا صربات شرسه غير متناسبه لغزه حفاطا على النموذج المرسوم لرفح وخط وفيلاديلفيا الحدودي

اسرائيل الى جانب ذلك تحلم بسحب النموذج اللبناني على غزه حيث تمارس حرية الحركه متى تشاء وكيفما تشاء وبصمت من الوسطاء الضامنين .

الاتفاق في غزه مختلف عنه في لبنان بسبب فوارق الواقع وارهاصاته ولذلك لن ينجح هذا المسعى وسيجر ان اصرت علبه تل ابيب الى انهيار وقف اطلاق النار .امريكا

بالمقابل ترغب باصرار على اغلاق ملف الحرب في غزه ومنع نتنياهو من مواصلة اللعب بالنار بسبب الملف الانساني وفشل الخطه الاسرائيليه في حسم المعركه .

حماس تحاول مراكمة المصداقيه والشفافيه لدى الوسطاء خلافا للمراوغات الاسرائيليه تارة بملف الجثث وتارة بملف الخط الاصفر الوهمي وتارة بملف العملاء ويبدو انه نسي ان الدول الضامنه في غزه مختلفون عن الدول الضامنه ذات اللون الواحد في لبنان . وجود دول اسلاميه وعربيه كمرجعيه والحفاظ على ثقلها ودورها كوسيط للحل يستوجب الحفاظ على الاتفاق ومسعى فك العزله الدوليه عن اسرائيل وتبريد الحراك الشعبي الغربي يستوجب ذلك وهذا ما لا يوليه نتنياهو الخائف من انقلاب الداخل عليه بالا على ما يبدو . خوفه المحدق الان يتمحور حول ملفه الجنائي والحاحية لجنة التحقيق التي ستكسف الحقائق المخيفه التي تستر عليها بحجة الرقابه العسكريه والانتخابات المبكره التي تتلبد غيومها السوداء فوق راسه.

موقف السلطه الانتهازي واذنابها وذبابها الالكتروني وابواقعا الصفراء المعروفه في قضية العملاء ومهاجمة سياسة حماس مخزي ويشير الى انها ماضيه في نهج التامر على المقاومه حفاظا على راسها المصفر الذي يتهاوى بوضوح سواء بسبب انكشافها عارية امام الشارع او بسبب ضغط الاحتلال عليها بعد ان انتهى من توظيفها لمصلحته منذ اوسلو . الاحتلال الان يشعر ان السلطه باتت عبئا وعائقا على مشروعه التهويدي المتسارع في الضفه وان مساوئها بالنسبة له تفوق محاسنها مهما تساوقت معه واستبسلت في خدمته .

وهنا يبرز مرة اخرى دور فتح لانقاذ المشروع الوطني الوجودي واخراجه من عنق الزجاجه . على احرار فتح ان ينؤوا بانفسهم سريعا عن السلطه المتهاويه واذيالها والا سيسقطون معها .اقتحامات رام الله والبيره المكثفه ما هي الا مؤشر قوي لعباس بان الانشوطة تلتف حول عنقه وانه لم يعد ذي صلة او اهميه او دور او وزن او احترام وعندما يخسر الشخص احترامه في نظر شعبه وفي نظر عدوه في ان واحد فذلك يعني انه في حكم المنتهي وان المساله مسالة وقت لا اكثر حتى يسقط كاوراق الخريف الصفراء

Share This Article