“97% بطالة… بحر غزة يُفرَّغ قسرًا وصيادوها يفقدون آخر شريان رزق”

المسار : تتواصل اعتداءات دولة الاحتلال اليومية على الصيادين في عرض بحر غزة، ما حوّل مهنة الصيد من مصدر رزق أساسي إلى مخاطرة تهدد حياة آلاف العائلات. فالملاحقة، وإطلاق النار، والاعتقالات، وتدمير القوارب باتت جزءًا من واقع يومي يضيّق الخناق على أحد أهم القطاعات الغذائية في القطاع.

وبحسب بيانات رسمية، لم يتبقَّ سوى 150 صيادًا قادرين على دخول البحر، وذلك ضمن مساحة محدودة لا تتجاوز بضعة أمتار عن الشاطئ، ما أدى لانخفاض الإنتاج اليومي إلى 300 كلغ فقط مقارنة بنحو 10 أطنان قبل الحرب. هذا الانهيار تسبب بارتفاع حاد في أسعار الأسماك وحرمان معظم الأسر من البروتين البحري.

وأدت سياسات الاحتلال، بما فيها تدمير 1950 قاربًا، إلى وصول البطالة بين الصيادين إلى 97%، في مشهد يجسد انهيارًا كاملًا لسلسلة الغذاء البحرية في غزة.

الصياد محمد أبو عميرة من مخيم الشاطئ روى حجم المأساة التي يعيشها منذ فقدان مصدر رزقه هو وإخوته، قائلاً إن حياتهم “انقلبت رأسًا على عقب” بعد تدمير قواربهم وغرفة معداتهم في الميناء، ما جعل العودة إلى البحر “شبه مستحيلة”.

من جهته، أكد منسق اتحاد لجان الصيادين في غزة، زكريا بكر، أن قطاع الصيد يتعرض لـ”عدوان ممنهج” يستهدف إنهاء وجوده، موضحًا أن أكثر من 5 آلاف صياد و1500 عامل مرتبطين بسلسلة الإنتاج أصبحوا ضمن قوائم البطالة القسرية. وأضاف أن الاحتلال قتل 230 صيادًا واعتقل 60 خلال الحرب، إضافة إلى 20 صيادًا بعد وقف إطلاق النار.

كما حذر بكر من سياسة تهدف إلى إفراغ البحر من صياديه ومنع استعادة القطاع لعافيته الغذائية، مؤكدًا أن ما يُصاد اليوم من الشباك الساحلية لا يزيد على 2% فقط من إنتاج غزة قبل الحرب.

 

Share This Article