ثلاثة ألوية عسكرية في الميدان.. ما وراء الهجوم الإسرائيلي الواسع على طوباس؟

المسار : تشهد محافظة طوباس وبلدتا عقابا وطمون عدوانًا إسرائيليًا واسعًا، أثار تساؤلات حول أهدافه الحقيقية، في ظل اتساع العمليات العسكرية في الضفة الغربية خلال الأشهر الماضية، وما رافقها من تهجير ممنهج وتدمير للبنى التحتية في جنين وطولكرم.

مع ساعات الفجر، فرضت القوات الإسرائيلية حصارًا مشددًا على طوباس، وأغلقت المداخل المؤدية إليها، قبل أن تبدأ حملة مداهمات موسعة للمنازل، وتحويل بعضها إلى نقاط عسكرية، وسط انتشار تعزيزات كبيرة وتحليق مكثف للطيران المروحي. وأعلن الجيش مشاركة ثلاثة ألوية عسكرية في العملية، التي قد تمتد لأيام.

أولًا: أهداف سياسية تتجاوز الذرائع الأمنية

يرى مختصون في الشأن الإسرائيلي أن العملية تحمل طابعًا سياسيًا بامتياز، إذ لا تتطلب معالجة أي تهديدات أمنية عملية بهذا الحجم. ويؤكد مراقبون أن ما يحدث يأتي ضمن مسار مدروس يهدف إلى استكمال الحرب على الشعب الفلسطيني وفرض حسم ميداني بالقوة، إلى جانب ترسيخ سياسة تهجير المخيمات وتدميرها.

ويشير محللون إلى أن “إسرائيل” ما تزال تعتمد على عقيدة القوة في التعامل مع الملف الفلسطيني، رغم فشل هذا النهج في ردع المقاومة أو إنهائها، وهو ما انعكس في التوسع الاستيطاني وتهويد القدس والأغوار ومصادرة الأراضي وانتزاع صلاحيات السلطة.

ثانيًا: ميدان تدريبي لفحص جاهزية الجيش

من جهته، يرى مختصون أن الواقع الأمني في طوباس لا يستدعي عملية بهذا الاتساع، وأن ما يجري أقرب إلى تدريب عسكري عملي لاختبار قدرة القوات الإسرائيلية على العمل داخل مناطق مأهولة واقتحام المنازل.

ويشير مراقبون ميدانيون إلى أن الجيش ينظر للضفة باعتبارها جبهة مواجهة قادمة، وأنه يستغل هذه العمليات لرفع مستوى جاهزية قواته قبل أي مواجهة واسعة محتملة.

ثالثًا: ترهيب وتثبيت السيطرة الأمنية

ويرى خبراء عسكريون أن العملية تحمل أيضًا أهدافًا مرحلية تتعلق بالاعتقالات وفرض السيطرة الأمنية عبر التدمير والترهيب والتضييق الاقتصادي والاجتماعي على الفلسطينيين، بالتزامن مع تسهيل التوسع الاستيطاني وتسليح المستوطنين ومنحهم مساحة أكبر للسيطرة على الأراضي.

منطقة استراتيجية وحلقة مهمة في مشروع السيطرة على الأغوار

ويشير محللون إلى أن طوباس تُعد موقعًا استراتيجيًا، كونها بوابة الشمال على الأغوار ومركزًا حيويًا يربط شمال الضفة بمنطقة الأغوار الشرقية، ما يجعل السيطرة عليها جزءًا من مخطط طويل المدى يؤثر على أي حلول سياسية مستقبلية.

Share This Article