المسار :أظهرت معطيات إسرائيلية جديدة أن جيش الاحتلال نفّذ 669 غارة على لبنان خلال عامٍ واحد منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بمعدل يقارب هجومين يوميًا، وبغطاء سياسي مباشر من الإدارة الأميركية.
وبحسب مركز “علما” المتخصص بمتابعة ما تسميه إسرائيل “الجبهة الشمالية”، فإن أكثر من 50% من الغارات نُفذت شمال نهر الليطاني، في البقاع وبيروت وجنوب لبنان، فيما نُفذ 47% منها جنوب الليطاني
ويرى المركز أن ارتفاع وتيرة الهجمات شماليّ الليطاني يعكس تحوّلاً في تموضع حزب الله خلال العام الأخير، إذ نقل جزءًا من مراكزه وقدراته نحو العمق اللبناني بعيدًا عن الرقابة الإسرائيلية المباشرة
كما وثّق التقرير اغتيال 218 عنصرًا من حزب الله خلال العام الماضي، بينهم 46 من وحدة “رضوان”، في حين تشير تقديرات رسمية إسرائيلية إلى أن العدد الحقيقي قد يصل إلى 350 قتيلًا. وسُجل أيضًا مقتل 28 عنصرًا من فصائل أخرى بينها حماس و”أمل” و”الجماعة الإسلامية”.
وفي الميدان البري، نفذت ما يُسمّى “فرقة الجليل” نحو 1200 عملية توغل داخل الأراضي اللبنانية بعمق يصل أحيانًا إلى خمسة كيلومترات، في وتيرة وصفتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأنها “غير مسبوقة”.
في المقابل، سجّلت قوة الأمم المتحدة (يونيفيل) نحو 10,000 خرق إسرائيلي للاتفاق خلال العام الأخير، بينها 7500 اختراق جوي و2500 بري، فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد 331 مدنيًا ومقاتلًا وإصابة 945 آخرين.
وتعيش المناطق الجنوبية في لبنان واقعًا إنسانيًا مأزومًا، مع استمرار النزوح وصعوبة عودة آلاف العائلات إلى منازلها المدمرة، فضلًا عن تقييد وصول المزارعين إلى أراضيهم بسبب المخاطر الأمنية.
وتتواصل مفاوضات غير مباشرة بين بيروت وتل أبيب برعاية أميركية وفرنسية، تتضمن مقترحات لوضع السلاح تحت سلطة الدولة اللبنانية، في وقت يؤكد حزب الله على رفضه تسليم سلاحه قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأي أراضٍ لبنانية.

