تقرير “أكسيوس”: كواليس اجتماع الناقورة تكشف ملامح التفاهمات بين لبنان وإسرائيل

المسار : نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصدر مطلع قوله إنّ اجتماع دبلوماسيين إسرائيليين ولبنانيين، أمس الأربعاء، في الناقورة برعاية أميركية، ناقش التعاون في إقامة مشاريع اقتصادية تهدف للمساعدة في استقرار الوضع في جنوب لبنان. وأفاد مصدر مطلع لـ”أكسيوس” بأنّ الاجتماع ركّز في معظمه على تعارف الطرفين، لافتاً إلى أنّ التعاون الاقتصادي، لا سيما فيما يتعلّق بإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب، مثّل القضية الأبرز في الاجتماع.

وقال مسؤول أميركي إنه بينما يناقش الطرفان حالياً مشاريع مشتركة صغيرة، فإنّ الرؤية الأميركية طويلة المدى تتمثل في إنشاء “منطقة ترامب الاقتصادية” على طول الحدود، خالية من حزب الله والأسلحة الثقيلة. وأكد مصدر مطلع على الاجتماع لـ”أكسيوس” أنّ الطرفين اتفقا على الاجتماع مجدداً قبل بداية العام الجديد، والتوصّل إلى مقترحات اقتصادية “من شأنها أن تسهم في بناء الثقة”. وأضاف “جميع الأطراف متفقون على أنّ الهدف الرئيس يتمثل في نزع سلاح حزب الله”.

وكان هذا الاجتماع أول لقاء مباشر وعلني من نوعه بين إسرائيل ولبنان منذ عام 1983. وخلال رئاسة جو بايدن، أجرى مسؤولون مدنيون من إسرائيل ولبنان محادثات حول الحدود البحرية بين البلدين، غير أنّ تلك المفاوضات كانت غير مباشرة رسمياً، على عكس اجتماع الأربعاء، ولم تُركز على قضايا أوسع في العلاقة. وعُقد اجتماع الناقورة بعد أقل من أسبوعين من اغتيال الاحتلال الإسرائيلي القائد العسكري الأعلى لحزب الله، هيثم الطبطبائي، في غارة جوية على بيروت. وكانت تلك الضربة الإسرائيلية الأبرز ضد قادة حزب الله منذ وقف إطلاق النار قبل عام، والمرة الأولى التي تضرب فيها إسرائيل بيروت منذ خمسة أشهر.

غير أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعتقد أنه بغض النظر عن خطاب بعض السياسيين والجنرالات الإسرائيليين، إلا أنّ استئناف الحرب من قبل إسرائيل ليس وارداً في الأسابيع المقبلة، وفقاً للمسؤول الأميركي. وبحسب “أكسيوس”، فإنّ الإدارة الأميركية ظلّت تحاول إطلاق محادثات مباشرة بين إسرائيل ولبنان منذ مارس/ آذار الماضي، إلا أنّ أياً من الطرفين لم يكن متحمساً لذلك. وأكد مسؤول أميركي لـ”أكسيوس” أنّ الإدارة الأميركية ضغطت على الجانبين من أجل إرسال دبلوماسيين لإجراء محادثات مباشرة بمشاركة الولايات المتحدة.

وطبقاً لذات الموقع، فإنّ السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى أقنع الحكومة اللبنانية بالمشاركة في الاجتماع على الرغم من الضربات الإسرائيلية المستمرة على البلاد، بينما أقنعت الدبلوماسية الأميركية مورغان أورتاغوس الإسرائيليين بالمشاركة. والتقت أورتاغوس، أول أمس الثلاثاء، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحثته على إرسال دبلوماسي إلى الاجتماع. وصرّح مسؤول أميركي بأنّ أورتاغوس أبلغت نتنياهو بأنه، “بينما الحكومة اللبنانية قادرة على بذل المزيد من الجهود لمواجهة حزب الله، إلا أنّ ذلك أفضل لإسرائيل من أي حكومة لبنانية سابقة منذ عقود”. ومساء الثلاثاء، اتفقت إسرائيل ولبنان على إرسال دبلوماسيين.

وأعلن مكتب نتنياهو، أمس الأربعاء، أنّ اجتماعاً ثلاثياً عُقد في الناقورة جنوبي لبنان، جمع نائب رئيس قسم السياسات الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك بالمبعوثة الأميركية الخاصة لشؤون لبنان، إلى جانب ممثلين مدنيين لبنانيين (ترأس وفد لبنان السفير السابق سيمون كرم). ووفق البيان، جاء الاجتماع بتوجيه من نتنياهو، وفي إطار ما وصفه المكتب بـ”الحوار الأمني الجاري بين الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان”. وأشار إلى أن اللقاء عُقد في أجواء “إيجابية”، وأنّ الأطراف بحثوا “صياغة أفكار لتعزيز فرص التعاون الاقتصادي بين إسرائيل ولبنان في المرحلة المقبلة”.

Share This Article