المسار :حذّرت الأمم المتحدة من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن غالبية السكان يواجهون خطرًا متصاعدًا من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل استمرار التدهور المعيشي، وسوء الأحوال الجوية، والقيود المفروضة على إدخال المساعدات.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن أحدث تقرير صادر عن برنامج التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) يشير إلى أن نحو 1.6 مليون شخص في قطاع غزة، أي ما يزيد على 75% من السكان، سيواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى منتصف أبريل/نيسان 2026.
وأوضح التقرير أن من بين هؤلاء قرابة 100 ألف شخص معرّضون للجوع الكارثي (المرحلة الخامسة)، فيما يواجه أكثر من 570 ألفًا مرحلة الطوارئ (المرحلة الرابعة)، إضافة إلى حاجة أكثر من 100 ألف طفل دون سن الخامسة، و37 ألف امرأة حامل أو مرضعة، إلى علاج عاجل من سوء التغذية الحاد.
وبيّن دوجاريك أن الأوضاع الصحية والغذائية للأطفال في غزة وصلت إلى مستويات خطيرة، مشيرًا إلى أن أي طفل في القطاع لا يحقق الحد الأدنى من معايير التنوع الغذائي، بينما يعاني نحو ثلثي الأطفال من فقر غذائي شديد، تفاقمه ظروف الشتاء القاسية، وانتشار الأمراض، وسوء النظافة، وشحّ الأغذية المتنوعة.
وأضاف أن العواصف الشتوية والفيضانات الأخيرة تسببت في أضرار واسعة طالت المستشفيات والمخابز وشبكات المياه والصرف الصحي، ما يزيد من هشاشة الوضع الإنساني ويضاعف المخاطر الصحية والغذائية.
وأشار المتحدث الأممي إلى أن الأمم المتحدة تواصل جهودها الإغاثية في القطاع، وتشمل توزيع أكثر من 1.5 مليون وجبة ساخنة يوميًا، ودعم المخابز، وإعادة تأهيل بعض المستشفيات، وتطعيم الأطفال، وإزالة الركام، وترميم شبكات المياه، إلى جانب توفير الخيام والملابس والأغطية الشتوية. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن حجم الاحتياجات يفوق بكثير القدرات الحالية.
وأكد دوجاريك أن آلاف العائلات ما تزال تعيش في خيام غير صالحة لمواجهة الأمطار والبرد الشديد، وسط نقص حاد في مواد الإيواء، ما يعرّض الأطفال وكبار السن لمخاطر صحية جسيمة، خاصة مع غمر الخيام بالمياه الملوثة وانعدام البدائل.
وفيما يتعلق بخطط الانتقال إلى مساكن أكثر متانة، أوضح أن هذا الهدف ما زال قائمًا، إلا أن الظروف الحالية والقيود المفروضة على إدخال مواد البناء والمساعدات الإنسانية تحول دون تحقيقه في الوقت الراهن.
وختم دوجاريك بالتأكيد على أن استمرار هدنة مستقرة ودائمة يبقى الحلّ الوحيد لضمان استقرار الوضع الإنساني في غزة، محذرًا من أن أي انتكاسة إضافية ستدفع القطاع نحو مستويات غير مسبوقة من المجاعة والانهيار الإنساني.

