المسار : رأى الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم السبت، خلال افتتاح قمة ميركوسور، أن التدخل العسكري الأميركي في فنزويلا سيكون “كارثة إنسانية”. وقال لولا: “بعد أربعة عقود من حرب الملوين، باتت القارة الأميركية الجنوبية مهددة من جديد بوجود قوة عسكرية أجنبية”، وذلك خلال القمة المنعقدة في مدينة فوز دو إيغواسو جنوبي البرازيل. وأضاف أن “تدخلاً عسكرياً في فنزويلا سيكون كارثة إنسانية بالنسبة إلى نصف الكرة (الجنوبي) وسابقة خطيرة بالنسبة إلى العالم”.
واليوم السبت، قال ثلاثة مسؤولين أميركيين لـ”رويترز” إن الولايات المتحدة تعمل على اعتراض سفينة خاضعة للعقوبات قبالة ساحل فنزويلا في المياه الدولية. ولم يفصح المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، عن مكان العملية، لكنهم أضافوا أن خفر السواحل في المقدمة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال في مقابلة مع شبكة “إن بي سي” بُثّت الجمعة، إنه لا يستبعد احتمال خوض حرب ضد فنزويلا. وأبدى لولا، الخميس، استعداده للتوسط من أجل “حل سلمي” بين الولايات المتحدة وفنزويلا بهدف “تفادي نزاع مسلح في أميركا اللاتينية”، لافتا إلى إمكان تواصله مع نظيره الأميركي.
روبيو: عازمون على تغيير الوضع في فنزويلا
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن بلاده عازمة على تغيير الوضع في فنزويلا، مبيناً أن الحالة الراهنة لـ”النظام الفنزويلي” غير مقبولة لدى واشنطن. وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها، أمس الجمعة، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة واشنطن. وأضاف روبيو أن تصرفات فنزويلا “تشكل تهديداً واضحاً” للمصالح القومية الأميركية، مؤكداً أنهم سيواصلون اتخاذ “خطوات قوية” لمنع ذلك.
واتهم روبيو الحكومة الفنزويلية بـ”التعاون مع تنظيمات إرهابية بما يتعارض مع المصالح القومية الأميركية، والمشاركة معها في أنشطة تهدد الأمن القومي الأميركي”. ومضى قائلاً: “هدفنا هو تغيير هذه الديناميكية. الولايات المتحدة لا تعتبر حكومة (الرئيس الفنزويلي نيكولاس) مادورو شرعية”. وفي معرض رده على سؤال عن دور روسي في فنزويلا، قال روبيو إنهم كانوا يتوقعون “دعماً نظرياً” من موسكو لكاراكاس، مشيراً في الوقت نفسه إلى انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية حالياً.
وعززت واشنطن انتشارها العسكري في منطقة الكاريبي منذ الصيف الفائت، وشنت سلسلة ضربات استهدفت زوارق تقول إنها لمن تشتبه بأنهم مهربو مخدرات في الكاريبي والمحيط الهادىء. وقتل 104 أشخاص على الاقل في هذه الضربات منذ بدء العمليات، من دون أن تقدم الحكومة الأميركية أدنى دليل على ضلوع هذه الأهداف في تهريب ممنوعات. إلى ذلك، أعلن ترامب بداية هذا الأسبوع “حظراً كاملاً” على ناقلات نفط تخضع لعقوبات أميركية، سواء أبحرت من فنزويلا أو اتجهت إليها. ويلوح ترامب منذ أسابيع بتدخل بري محتمل. وتتهم واشنطن مادورو بتزعم كارتيل تهريب مخدرات، الأمر الذي تنفيه كاراكاس بشدة.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

