المسار: أصدر اتحاد لجان العمل الفلسطيني بيانا حذر فيه من المساس بحقوق الأسرى والشهداء والجرحى واعتبرهم قضية نضالية وأخلاقية وكرامة وطنية..نص البيان:
يؤكد اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني أن المرحلة الوطنية الدقيقة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني في ظل حرب الإبادة والتهجير والتجويع، تتطلب عدم المساس بقضية الأسرى والأسيرات والشهداء والجرحى، أو إعادة تعريفها خارج سياقها النضالي، وأن المساس بها يشكل خطراً وطنياً وأخلاقياً يمس جوهر القضية الفلسطينية ومسارها التحرري، فهذه القضايا لم تكن يوماً ملفات إدارية أو اجتماعية قابلة للتأويل أو الإخضاع لشروط سياسية وضغوط خارجية، بل كانت ولا تزال عنواناً لتضحيات شعبنا، وتجسيداً حياً لقيم الصمود والمقاومة والكرامة الوطنية.
ويؤكد الاتحاد أن قضية الأسرى والأسيرات والشهداء والجرحى هي إحدى ركائز المشروع الوطني الفلسطيني، وجزء لا يتجزأ من تاريخ نضال شعبنا الطويل في مواجهة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، ولم يكونوا يوماً حالة اجتماعية عابرة أو عبئاً على المجتمع، بل هم تعبير حي عن إرادة المقاومة والصمود، ورمز للتضحيات التي قدمها شعبنا دفاعاً عن حقه في الحرية والعودة والاستقلالن وعليه، فإن أي إجراءات أو سياسات تنتقص من مكانتهم الوطنية أو تحاول فصلهم عن سياقهم الكفاحي تمثل مساساً مباشراً بالثوابت الوطنية وبالقيم الجامعة لشعبنا الفلسطيني.
ويشدد اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني، على أن كرامة الأسرى والأسيرات وعائلات الشهداء والجرحى، وحقهم في العيش الكريم، هي مسؤولية وطنية وأخلاقية لا يجوز التهاون بها أو إخضاعها لمنطق الابتزاز السياسي أو الضغوط الخارجية، وأن تحويل هذه القضايا النضالية إلى حالات اجتماعية أو إغاثية بحتة يُفرغها من مضمونها السياسي، ويمس بكرامة عائلات قدّمت أغلى ما تملك من أجل فلسطين،
وفي هذا السياق، يدعو الاتحاد إلى تعزيز الوحدة الوطنية وحماية النسيج الاجتماعي، والتمسك بحقوق الأسرى والأسيرات والشهداء والجرحى وعائلاتهم، باعتبارهم جزءاً أصيلاً من وجدان شعبنا وقواه الحية، وبوصلة نضاله في مواجهة الاحتلال وسياساته الإجرامية.
ويعبّر اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني عن رفضه القاطع للدور الذي تؤديه مؤسسة “تمكين” في التعامل مع قضية الأسرى والأسيرات وعائلات الشهداء والجرحى، من خلال تحويلها من قضية وطنية نضالية جامعة إلى ملف اجتماعي مشروط ومعزول عن سياقه السياسي، وأن هذا النهج لا يسيء فقط إلى عائلات قدمت أبناءها وبناتها دفاعاً عن فلسطين، بل ينسجم مع مقاربات خارجية تهدف إلى تفريغ النضال الفلسطيني من مضمونه، وضرب رموزه، والنيل من كرامة شعبنا وصموده، والإساءة إلى السردية الفلسطينية التي شكّل الأسرى والشهداء أحد أعمدتها الوطنية.
ويؤكد الاتحاد أن أي مؤسسة لا تنطلق في عملها من الاعتراف الكامل بالأسرى والأسيرات والشهداء والجرحى كرموز نضالية، ولا تحترم كرامة عائلاتهم وحقوقهم غير القابلة للتصرف، تساهم – عن قصد أو غير قصد – في إضعاف الجبهة الداخلية، وتشكل خطراً على وحدة الموقف الوطني، والنسيج الإجتماعي والسلم الاهلي.
اتحاد لجان العمل النسائي- فلسطين
25-12-2025

