حركة المقاطعة تفشل مهرجاناً تطبيعياً بالقدس المحتلة

أفشلت حركة مقاطعة “إسرائيل” مهرجانا تطبيعيا تحت اسم “ثلاث دقات” في مدينة القدس المحتلة بعد انسحاب مجموعة من الفرق الفنية والفنانين من المشاركة.

وفي بيانٍ صدر، الثلاثاء، عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، حيّت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل “الفرق الفنية الفلسطينية والفنانين والفنانات الفلسطينيين والفلسطينيات على استجابتهم السريعة وإلغاء مشاركتهم في مهرجان (3 دقّات) للموسيقى البديلة بتنظيم مركز في البيت الإسرائيلي- الفلسطيني التطبيعي، وهم: تامر قيس، وفرقة زنوبيا، وسارڤ، وفرقة الكلسات، ويُسر حامد، وجوليانو حرب.

ولفت البيان إلى أنّ انسحاب الفنانين الفلسطينيين أدى إلى إفشال وإلغاء المهرجان الذي كان من المقرر إقامته بين 17 و19 أغسطس/ آب الحالي.

ونبّه البيان إلى أنّ “في البيت” مركز تابع لمؤسسة مقدسة (Mekudeshet) الإسرائيلية، التي “تتلقى التمويل والرعاية من بلدية الاحتلال. وهي ذاتها التي سبق وأن أشرفت على موسم الثقافة المقدسي التطبيعي من قبل وتلقّت دعماً ممّا يسمّى متحف المدينة أيضاً”.

وكانت حركة المقاطعة قد دعت خلال السنوات الماضية إلى مقاطعة كافة الأنشطة التي تنظمها مؤسسة مقدسة الإسرائيلية.

وأضاف البيان: “على الرغم من أنّ برنامج هذا المهرجان قد تضمّن فنانين فلسطينيين فقط، غير أنّ الإطار القائم عليه هو إطار إسرائيلي-فلسطيني يهدف صراحةً للجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مدينة القدس المحتلّة لتطبيع الاحتلال، وهو بالتالي محاولة أخرى لاستغلال الفنانين الفلسطينيين كأوراق توت لتجميل صورة نظام الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي والتغطية على جرائمه بحق شعبنا في كل مكان، وبالذات في مدينة القدس. وفي موقعه الإلكتروني، على سبيل المثال، يفخر إطار في البيت بأنه يستضيف مجتمعات ومجموعات من القدس وإسرائيل والعالم للتعرف والمشاركة في تجارب لا تعد ولا تحصى وفعاليات ثقافية فريدة من نوعها”.

ولفت البيان إلى أنّ الحملة تواصلت في وقتٍ سابقٍ مع الفنانين المشاركين لتنبههم بأنّ “الجهة المنظمة لهذا المهرجان هي إطار إسرائيلي-فلسطيني ضليع في التطبيع الفنّي في مدينة القدس المحتلّة. وقد لاقت دعوة الحملة لمقاطعة المهرجان استجابةً سريعةً… ممّا اضطر القائمين عليه إلى إلغائه لاحقاً”.

واعتبرت الحملة أنّ “هذا الموقف امتداد للموقف الفلسطيني الوطني الرافض لشرعنة وتطبيع العلاقات مع نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي، بالذات في القدس المحتلّة، حيث يسعى النظام إلى تقويض الهوية الثقافية العربية-الفلسطينية بمكوناتها ولتكريس الضم الإسرائيلي للقدس المحتلة”.

ورأت أنّ “هذا النوع من المهرجانات، التي ترعاها وتنظّمها مؤسسات تطبيعية، يعيق تعزيز صمود شعبنا في القدس، كما يعيق المبادرات والجهود الفنية والثقافية الأصيلة التي تحارب محاولات سرقة أو تدمير الثقافة والفن الفلسطينيين ومحاولات استغلالهما في التغطية على عمليات التهويد في المدينة”.

وشدّد البيان على أنّ “إعلان مركز في البيت صراحةً أنه يتبع لمؤسسة إسرائيلية صهيونية لا تعترف بالحقوق الرئيسية لشعبنا بموجب القانون الدولي (ومؤسسة ضليعة في التطبيع كذلك) في مدينة القدس المحتلة، يجعل من التعامل معه خرقًا لمعايير مناهضة التطبيع التي أقرّها المجتمع الفلسطيني بالغالبية الساحقة من قواه السياسية وأطره واتّحاداته الشعبية. كما إن هذا الإطار يساوي أخلاقياً وسياسياً بين الطرفين، أيّ بين المستعمِر والمستعمَر، ويتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف، وأهمها تقرير المصير وعودة اللاجئين”.