تقارير ودراسات

وحدث ما كان يخافه الاحتلال.. “عملية الخليل” وانتقال إلهام العمليات الفلسطينية الناجحة لمقاومين آخرين

 

 حققت عملية المقاومة الفلسطينية في مدينة الخليل ما كان يخافه الاحتلال الإسرائيلي، فبعد نحو 48 ساعة من وقوع عملية حوارة التي أودت بحياة مستوطنين يوم السبت الماضي، وقعت عملية الخليل في مفترق بلدات بني نعيم جنوب الخليل.

ولقيت مستوطنة مصرعها وأصيب مستوطن بجراح خطيرة بعملية إطلاق نار جنوب الخليل.

ونُقل عن روعي شارون، المراسل العسكري للإذاعة الإسرائيلية العامة، أن مدينة “الخليل هي آخر المدن الفلسطينية استيقاظًا، ولكن في حال انضمامها لأي انتفاضة فإن العمليات ستصبح أكثر فتكًا ودموية”.

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع المداخل المؤدية إلى مدينة الخليل، واعتدت على الصحافيين، وفتشت عددا من المنازل والمحال التجارية، واستولت على تسجيلات كاميرات مراقبة.

وأطلق منفذو العملية الخليل 25 رصاصة، 22 منها أصابت سيارة المستوطنين بشكل مباشر، وانسحبوا من المكان بسلام.

ونشرت إذاعة الجيش الإسرائيلي تفاصيل جديدة حول عملية الخليل حيث قالت إن قوة من الجيش الإسرائيلي كانت في نقطة عسكرية بالقرب من المكان، وسمعت صوت إطلاق النار لكنها لم تتصرف كما هو مطلوب عند سماع إطلاق النار.

وقالت الإذاعة إن الجنود تبين لهم وفي وقت لاحق أن عملية فدائية نفذت في المكان، لكن ذلك كان بعد أن تمكنت مركبة المنفذين من الانسحاب من موقع الحدث.

وينظر مراقبون إلى عملية الخليل على أنها تكتسب قيمة كبيرة في ظل أنها وقعت بعد 48 ساعة من عملية حوارة، وهو ما يشير إلى أنها جاءت محاكاة لعمليات المقاومة، وبالتالي ينظر لها على أنها ضربة للمقاومة الفلسطينية في ظل أنها وقعت في منطقة هادئة لم يحدث فيها أي عملية مقاومة منذ عام 2005.

ويتخوف الاحتلال من عمليات “الإلهام” أو ما بات يعرف “نقل التجربة” أو “تقليد النموذج” حيث يعمل نجاح عملية في إيقاع خسائر كبيرة في صفوف المستوطنين أو قوات الاحتلال إلى محاكاتها.

ونشر الإعلام الإسرائيلي يوم أمس عن ضباط في جيش الاحتلال من أن مخاوف الأجهزة الأمنية تتمثل في محاكاة العملية وإلهام منفذ عملية حوارة لمقاومين آخرين في أماكن أخرى لتنفيذ عمليات خاطفة في صفوف المستوطنين.

ويبدو ما حدث في الخليل صباح الاثنين ترجمة حرفية لهذه المخاوف.

وبحسب الباحث مصطفى يوسف اللداوي فإن ما “يخيف الإسرائيليين ويقلقهم أكثر، خاصةً بعد كل عمليةٍ ناجحة تقوم بها المقاومة، وتحقق فيها بعض أهدافها، وتؤلمهم وتوجعهم، هي تلك الآثار الإيجابية التي تتركها عمليات المقاومة في نفوس جمهورها العربي والفلسطيني”.

وأشار إلى “خشية العدو الإسرائيلي من عمليات المقاومة النوعية الفريدة، التي يطلق عليها عمليات “الذئب المنفرد”، التي بات ينفذها شبانٌ يافعون، ومقاومون جريئون، وطلابٌ مميزون، وأثرياء ميسورون، ونشطاء وسيمون، وصبيةٌ متحمسون، وزائرون غاضبون، وغيرهم ممن باتوا يفاجئون العدو ويربكونه، ويصدمونه ويصدعونه، فلا ما يدل على منفذي هذه العمليات النوعية، ولا ما يشير إلى قرب وقوعها، ولا ما يساعد على فك طلاسمها ومعرفة تفاصيلها وكشف أسرارها، ولا ما يقود إلى إلقاء القبض على أمثالهم ممن بيتوا النية وعقدوا العزم على تنفيذ عملياتٍ انتقامية وثأرية، رداً على عدوان الاحتلال وجرائمه المستمرة ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساته”.

وشد أن الخشية المتعاظمة يوماً بعد آخر هي من محاولات التقليد والمحاكاة والتأسي والاحتذاء، التي بات يلجأ إليها المقاومون الفلسطينيون وغيرهم، ممن يرغبون في تنفيذ عملياتٍ انتقامية وثأرية ضد العدو.

وتأتي عملية الخليل يوم الاثنين في الذكرى الـ54 لحرق المسجد الأقصى المبارك، على يد أحد المستوطنين حيث أتت النيران على منبر صلاح الدين الأيوبي.

ورصد مركز معلومات فلسطيني “معطى” 19 عملًا مقاومًا بالضفة، أبرزها 3 عمليات إطلاق نار، وإلقاء 4 عبوات ناسفة، والتصدي لاعتداءات المستوطنين، و7 مواجهات في مناطق متفرقة.

وأطلق مقاومون النار صوب حاجز الزعيم في القدس المحتلة، وألقوا عبوات ناسفة على قوات الاحتلال في حاجز قلنديا، ومفرقعات نارية خلال المواجهات في جبل المكبر بالقدس.

كما شهد مخيم طولكرم إطلاق نار وإلقاء عبوات ناسفة على قوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم.

وألقى مقاومون عبوات ناسفة على قوات الاحتلال خلال المواجهات في بيت أمر بالخليل.

ورصد مركز معلومات فلسطين “معطى” (1132) عملاً مقاوماً خلال الشهر الماضي، بينها (97) عملية إطلاق نار واشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، نفذت (33) عملية منها في جنين.

ميدانيا، هاجم إرهابيون يهود منزلاً في قرية بورين جنوب نابلس، في محاولة لإحراقه، غير أن يقظة أصحاب المنزل حالت دون محرقة جديدة.

وأظهر مقطع فيديو من كاميرا مراقبة أن 8 إرهابيين ملثمين نفذوا الهجوم على المنزل ثم هربوا.

يُشار إلى أن تقارير إسرائيلية أكدت مؤخرًا تزايد انضمام مستوطنين إلى تنظيم “تدفيع الثمن” الإرهابي، وأن هجمات هذا التنظيم سوف تشهد ارتفاعًا في الأيام القادمة.

وفي رام الله، أصيب مستوطن بعد تعرضه لهجوم من الشباب الثائر في قرية ترمسعيا شمال رام الله، وإحراق مركبته بشكل كامل.

وتدخلت قوات الاحتلال لإنقاذ المستوطن، حيث أطلقت تحذيراً للمستوطنين بعدم دخول القرى والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية وخاصة في المناطق المصنفة أ.

أما في نابلس، فاندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة القنيطرة ببلدة بيت فوريك شرق نابلس، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام، الأمر الذي أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصارها على بلدة عقربا، جنوب نابلس منذ فجر اليوم، حيث نصبت حواجزها على مداخلها، واحتجزت عددا من أهالي البلدة.

وفي قلقيلية هاجم الشبان مركبات المستوطنين قرب بلدة عزون شرق المدينة، ما أدى لتضرر حافلة جرّاء رشقها بالحجارة، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال وملاحقة الشبان.

وفي سياق اعتداءات المستوطنين، أفادت مصادر محلية أن مجموعة من ميلشيات المستوطنين حاولت إحراق منزل لعائلة صوفان، في قرية بورين جنوب نابلس، لكنهم فشلوا بعد تصدي الأهالي لهم.

وفي سياق متصل، نقل موقع “والا” الإسرائيلي، عن مصادر في جيش الاحتلال، أن التقديرات تشير إلى أن منفذ عملية حوارة كانت لديه معلومات عن وجود مستوطنين في المنطقة.

وقال الموقع إن المنفذ وصل مكان تنفيذ العملية ولم يضيعْ ثانية واحدة، وحدد مكان المستوطنين وأطلق النار عليهما من مسافة قريبة.

وبحسب مصادر الموقع العبري، فإن الاحتلال اعتقل 10 فلسطينيين على الأقل في إطار التحقيقات الجارية في محاولة لتحديد موقع منفذ العملية، وأضاف أن “التحقيق يدار بحساسية شديدة”.