اليوم الـ 32 للعدوان.. أطفال غزة “يُحرقون” والاحتلال يُواصل استهداف المستشفيات

استهلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الـ 32 من العدوان العسكري المستمر على قطاع غزة بقصف عنيف لعدة مناطق وأحياء سكنية في قطاع غزة، مُركزة غاراتها في المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة.

وكانت مدينة غزة قد تعرضت الليلة الماضية لقصف هو الأعنف منذ بداية الحرب على القطاع يوم 7 أكتوبر الماضي. وكتب من نجوا من المجازر حرفيًّا لم يتوقف القصف ثانية واحدة”، “الشهداء والجرحى بالمئات”، “قصف وحزام ناري مخيف”. قبل أن يبدأ من بقي على قيد الحياة بإحصاء من استشهد من أحبته؛ أطفالًا ونساءً وشيوخ أقعدهم المرض.

وأظهرت صور التقطها مصورون وناشطون في قطاع غزة، هول القصف الذي تعرضت له غزة، في ليلة وصفت بأنها من أعنف الليالي وأكثرها رعبًا وقتلًا.

المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أشار بدوره، إلى أن عشرات البلاغات والمناشدات تصله حول وجود مئات الجثامين لشهداء بالشوارع في مناطق مختلفة من مدينة غزة ممن حاولوا التوجه للممر الآمن المزعوم وممن حاول الاحتماء من غارات الليلة الماضية.

غوتيريش يوسع قلقه وأمريكا تُواصل العناد..

وعلى الساحة الدولية، أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما زال يشعر بـ “القلق”، ولكن هذه المرة تطور شعوره إلى “قلق بالغ” وشمل منطقة الشرق الأوسط، وليس فقط قطاع غزة. منوهًا في تصريح صحفي إلى “الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي التي نشهدها في الشرق الأوسط”.

وأمريكيًا، واصلت الولايات المتحدة وقوفها إلى جانب الاحتلال وقدمت لها مساعدات مالية وعسكرية عاجلة. مطالبة شريكتها في القتل والدمار بـ “توقفات تكتيكية للقتال في غزة”.

وأنكرت واشنطن قيام الاحتلال بـ “إبادة جماعية” في قطاع غزة. وقال وزير خارجيتها لقناة “فوكس نيوز”: “ نحن لا ندعم إبادة جماعية في غزة ولا نتفق مع هذا الوصف وليس هذا ما يحدث من وجهة نظرنا”.

المندوب الفرنسي في مجلس الأمن، “رقّ قلبه أخيرًا”، وشعر هو الآخر بـ “قلق بالغ” لكن ليس على الضحية وإنما “إزاء عدد القتلى من المدنيين في غزة”.

ودعا المندوب الفرنسي إلى “هدنة إنسانية فورية ومستدامة تؤدي إلى وقف إطلاق النار”. وقال إنه “يجب إتاحة الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية إلى غزة وزيادة عدد القوافل الإنسانية”.

فلسطينيًا وعلى الصعيد الدولي، سفير السلطة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، “لا حول له ولا قوة”، مؤكدًا أن على “الولايات المتحدة أن تقنع إسرائيل بوقف العنف”. متابعًا: “يجب على العالم أن يتحد للدعوة إلى وقف إطلاق النار”.

قصف 3 مشافي خلال 24 ساعة..

أفاد مسؤول الفريق الطبي النرويجي في قطاع غزة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف 3 مستشفيات في غزة خلال 24 ساعة. مشددًا على أن “النظام الصحي الفلسطيني انهار بسبب الجيش الإسرائيلي”.

وقال إن “الأطفال في غزة يحرقون بسبب القصف الإسرائيلي”. مبينًا: “الجيش الإسرائيلي قتل 4 آلاف طفل فلسطيني في غزة”.

وأردف: “الإسرائيليون يقتلون الفلسطينيين بسبب إفلاتهم من العقاب، وجيش الاحتلال يرتكب فظاعاته بدعم من الدول الغربية”.

واستطرد: “القيادتان السياسية والعسكرية في إسرائيل لا تحترمان قيمة الحياة، والجيش الإسرائيلي ليست لديه ذرة رحمة لقيمة الإنسان وحياته”.

من جانبه، نبه مراسل “وكالة سند للأنباء” إلى أن سيدة فلسطينية استشهدت جراء قصف الاحتلال لمبنى القدس في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.

أرض غزة الحمراء..

على الأرض، تصبّغ تراب قطاع غزة باللون الأحمر، لون الدم الفلسطيني الذي سال من أجساد نحيلة لأطفال قُطعت جُلّ المساعدات عنهم دون أي ذنب إلا أنهم فلسطينيون.

وشنّ طيران الاحتلال الحربي عشرات الغارات الجوية على مناطق في قطاع غزة، لا سيما محافظات الشمال ورفح ودير البلح ومدينة غزة (الميدان الأكثر سخونة)، ولم يكتف جيش الاحتلال بالصواريخ والقذائف ولجأ مرة أخرى إلى القنابل الفسفورية.

واستهدف جيش الاحتلال، بالقصف، مستشفى القدس التابع لجمعة “الهلال الأحمر الفلسطيني”، حيث أوضحت الجمعية الطبية أن طائرات الاحتلال أطلقت صاروخين على الأقل بالقرب من بوابة المستشفى وتحديدًا على بُعد 50 مترًا.

وقال الهلال الأحمر: “نناشد المنظمات تقديم المساعدة والإمدادات الأساسية بسرعة لمحافظة غزة والمنطقة الشمالية”.

وفي ذات السياق، مستشفى جديد يدق ناقوس الخطر مُعلنًا قُرب توقفه عن العمل نهائيًا بسبب الاستهداف ونفاذ الوقود. وصرح مدير مستشفى العودة، بأن “المستشفى سيتوقف تماما عن العمل مساء غد لنفاد مخزون السولار”.

وقال: “لدينا 60 مريضا مقيمين في المستشفى بعضهم حالته خطيرة وآخرون حالتهم متوسطة”. مؤكدًا وجود “شح تام في المواد التموينية والغذائية في كل منطقة شمال غزة”.

وفي صورة أخرى من صور الحرب، طبيب يستقبل نجله الطفل شهيدًا باستهداف إسرائيلي لمنزل عائلته، بينما هو على رأس عمله في مشفى ناصر الطبي جنوبي قطاع غزة؛ ذات المناطق التي قالوا للفلسطينيين إنها آمنة وطالبوهم بالهجرة لها.

الاستهدافات..

وذكرت  مصادر  اخبارية “، أن عدد الشهداء بعد استهداف الاحتلال منزلاً لعائلة الحمايدة في مخيم الشابورة في رفح قد ارتفع إلى 6 شهداء وهم من النازحين. منوهًا إلى أنه “يجري البحث عن مفقودين تحت أنقاض المنزل المستهدف”.

وأشارت  المصادر  ذاتها إلى ارتقاء شهداء ووقوع إصابات بعد استهداف الاحتلال منزلاً لعائلة الحمايدة في مخيم الشابورة في رفح، جنوبي قطاع غزة، ومنزلًا آخر ومسجد النور في مخيم البريج للاجئين، وسط القطاع.

وأفاد مراسل “وكالة سند للأنباء” بارتقاء 14 شهيدًا وعشرات الإصابات في عدة غارات طائرات الاحتلال الإسرائيلي برفح.

واستهدف طيران الاحتلال الحربي، الطابق الأرضي في بناية سكنية بالقرب من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال القطاع، ونُقل من المكان عدد من الشهداء والإصابات.

وشنّ طيران الاحتلال غارات غرب مخيم الشاطئ، غربي غزة، لا سيما منطقة محيط المسجد الغربي التي شهدت استهدافات متتالية، وإطلاقًا للقنابل الفسفورية.

وقصف طيران الاحتلال منزلًا يعود لعائلة “أبو جلهوم” على مفترق السكافي شمالي غزة. وأطلقت طائرات الاحتلال قنابل فسفورية وقنابل ضوئية في تل الهوا في محور الاشتباكات.

وطال القصف “الإسرائيلي” مسجد حطين في منطقة الاتصالات، قرب بئر النعجة شمال غزة، بالإضافة لاستهداف في محيط مركز الشرطة قرب دوار الجوازات وسط محافظة رفح، تزامنًا مع قصف مدفعي استهدف مناطق شرق خانيونس جنوبي القطاع.

واستشهد مواطن فلسطيني وأصيب خمسة آخرون بينها إصابتان خطيرتان، باستهداف من الطيران الحربي لمنزل بجوار معصرة قشطة بحي الجنينة شرقي رفح.

10022 شهيداً و2350 مفقودًا..

وفي أحدث معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، أشارت لارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 10022 شهيداً وإصابة 25408 مواطنين. موضحة أنها تلقت 2350 بلاغًا عن مفقودين، بينهم 1300 طفل، منذ بدء العدوان.

وذكرت أن الاحتلال الإسرائيلي، قتل 192 كادراً صحياً ودمر 32 سيارة إسعاف، واستهدف 113 مؤسسة صحية وأخرج 16مستشفى و32 مركز صحياً عن الخدمة.