وصلت حاملة الطائرات أيزنهاور رفقة المدمرتين ماسون USS Mason (DDG-87) وفلبين USS Philippine Sea (CG-58) إلى البحر الأحمر نهاية الأسبوع بعدما كانت قد أبحرت منذ ثلاثة أسابيع من قاعدة نورفولك في الشرق الأمريكي، وتتولى مهمة دعم إسرائيل بحماية أجوائها من الصواريخ التي قد تنطلق من اليمن والعراق علاوة على الردع ضد حزب الله أساسا. كما أرسل البنتاغون غواصة نووية من نوع أوهايو الى المنطقة. وهذا أكبر تواجد عسكري في المنطقة منذ حرب الخليج.
وأورد مكتب الأسطول الخامس الأمريكي أن حاملة الطائرات أيزنهاور رفقة سفن حربية أخرى قد عبرت قناة السويس، يوم السبت الماضي، وتوجهت إلى البحر الأحمر حيث تتمركز حاليا. وهذه هي المرة الأولى منذ سنتين، التي تتمركز فيها حاملة طائرات في قلب الشرق الأوسط، وكانت آخر حاملة طائرات في المنطقة هي ريغان سنة 2021.
وقبل الإبحار نحو البحر الأحمر، أفاد “المعهد الأمريكي للبحرية الحربية” المتخصص في أخبار وتحاليل حول الملفات وخاصة المرتبطة بالبحرية الأمريكية بأن حاملة الطائرات أيزنهاور أجرت، رفقة حاملة الطائرات فورد وسفن حربية غربية وأساسا إيطالية، مناورات عسكرية وسط البحر المتوسط. وهذه أول مرة منذ عقدين، وبالضبط في حرب العراق سنة 2003، التي تتواجد فيها في شرق ووسط المتوسط حاملتا طائرات في وقت واحد، وكانت وقتها كل من حاملتي الطائرات ترومان وروزفلت، وقبلها كذلك بعشر سنوات، 1993 تواجدت كل من روزفلت وكنيدي شرق المتوسط لفرض الحظر الجوي على العراق.
وشاركت سفينة مونت ويتني USS Mount Whitney في هذه المناورات، وهي السفينة التي تتولى قيادة الأسطول السادس وتؤّمن الاتصالات، وتعتبر ضمن السفن الأكثر تعقيدا وتطورا في الحرب الإلكترونية والسيبرانية، وهي مكلفة بمراقبة كل من الحرب الروسية-الأوكرانية وحرب قطاع غزة.
وفي تصريح له يوم الجمعة الماضي نقله المعهد المشار إليه، قال نائب الأدميرال توماس إيشي، قائد الأسطول السادس الأمريكي، “إن تشغيل مجموعات هجومية مزدوجة الحاملات جنبًا إلى جنب مع الحلفاء والشركاء في بيئة تشهد دينامية حربية خاصة يظهر قدرتنا على الاستجابة بسرعة وبشكل حاسم لأي حالة طوارئ”. وأضاف أن “وجودنا يرسل إشارة واضحة حول التزامنا بردع العدوان وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة”.
ومن المنتظر، وفق المعهد نفسه، أن تتولى حاملة طائرات فورد مراقبة القوات الروسية بسبب حرب أوكرانيا وقد تنسحب وتعوضها حاملة طائرات أخرى ، بينما ستتولى حاملة الطائرات أيزنهاور من البحر الأحمر رفقة ثلاث سفن حربية مراقبة منطقة الشرق الأوسط، حيث تتواجد مسبقا كل من سفينة باتان Bataan (LHD-5)، وسفينة Carter Hall (LSD-50) شمال البحر الأحمر، في حين تتولى سفن حربية منها سفينة ميسا فيردي الحديثة USS Mesa Verde (LPD-19) مراقبة حزب الله وحماس مباشرة من شرق المتوسط. وهذه هي السفن التي تتواجد فيها قوات المارينز المستعدة للتدخل في نزاع قطاع غزة إذا دعت الضرورة مثل اتساع رقعة الحرب. كما تتواجد في المنطقة غواصات المرافقة لحاملة الطائرات ثم غواصة تعمل بالدفع النووي وهي من نوع أوهايو تحمل عشرات من الصواريخ المجنحة والباليستية.
منذ حرب العراق الثانية في 2003، لم يشهد البحر الأحمر وشرق البحر المتوسط تواجدا مكثفا لسلاح البحرية الأمريكي من بحرية عادية وقوات المارينز كما هو عليه الشأن الآن بعد اندلاع حرب غزة. وتتولى السفن الحربية الأمريكية وظيفة الردع لعدم توسع رقعة الحرب، وفي الوقت ذاته، مواجهة الصواريخ التي تستهدف إسرائيل من اليمن والعراق. وكانت بعض المدمرات قد اعترضت منذ ثلاثة أسابيع تقريبا صواريخ أطلقت من اليمن. وكان زعيم حزب الله حسن نصر الله قد قال في خطابه الجمعة الماضية إن هذه السفن الحربية هي لردع وتخويف حزب الله لثنيه عن التدخل في الحرب.
ويكشف التواجد الضخم للسفن الحربية الأمريكية من مختلف الأصناف وكذلك الغواصات عن الخوف الحقيقي على أمن إسرائيل وانهيارها في حالة اتساع رقعة الحرب.
عن القدس العربي