وسائل إعلام إسرائيلية تشير إلى أنّه ليس لدى “إسرائيل” وقتاً غير محدود لمحاربة حماس في قطاع غزّة، والصبر الأميركي بشأن العملية البرية بدأ ينفد.
الولايات المتحدة عاجزة عن التأثير في قرارات “إسرائيل”
وأول أمس الأحد، أكّدت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أنّ المحاولات الأميركية لجعل الاحتلال الإسرائيلي “يقلّص هجومه على قطاع غزة باءت بالفشل”، مشيرةً إلى أنّ دعوات واشنطن إلى وقف القصف “لم يكن لها تأثير يذكر”.
وشدّدت الصحيفة على أنّ الفشل الذريع في التأثير، في مسار العدوان الإسرائيلي، هو الطاغي لدى الولايات المتحدة، لافتةً إلى أنّ كبار مساعدي الرئيس الأميركي، جو بايدن، “أُصيبوا بالإحباط، بسبب عدم وجود إجابات واضحة من المسؤولين الإسرائيليين، بشأن أهدافهم، وما يتوقّعون أن يبدو المستقبل عليه”.
وفي تعليقها على زيارة بلينكن إلى الأراضي المحتلة، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنّ هذه الرحلة (وهي الثالثة)، “سلّطت الضوء على المأزق الدولي الذي تجد واشنطن نفسها فيه”، محاصَرةً بين “الغضب الدولي” بشأن عدد الشهداء الفلسطينيين، ودعمها الثابت للاحتلال الإسرائيلي.
وفي السياق، ذكرت “نيويورك تايمز” أنّ بايدن، وبينما يواصل إعلان دعمه الذي لا لبس فيه لـ”إسرائيل”، أصبح مع كبار المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين “أكثر انتقاداً”، لما يقوم به الاحتلال منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ بايدن عمل على إيصال رسائل “ينتقد فيها الإسرائيليين” بصورة متزايدة، سراً في البداية، ثم بصورة علنية، وذلك بعد أن بدأ الاحتلال استعداده لمحاولة الدخول براً إلى قطاع غزة.
ووفقاً لها، طرحت الولايات المتحدة سلسلةً من الأسئلة على مسؤولين إسرائيليين، بهدف “إيصال مخاوفها”، وهي: “كيف تتعاملون مع الأنفاق في غزة؟ هل فكرتم ملياً كيف سيتحول الرأي العام إذا تزايدت الخسائر في صفوف المدنيين، أو ما إذا كانت الأزمة في غزة قد تجذب حزب الله أو أطرافاً أخرى؟”.
وفي غضون ذلك، تستمر الولايات المتحدة الأميركية في دعم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، المستمر منذ 30 يوماً، تحت ذريعة “الحق في الدفاع عن النفس”، بحيث ادّعى الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنّ الجرائم الإسرائيلية “لا تعني تجاوزاً للقوانين الإنسانية والدولية“.
وتمثّل هذا الدعم بزيارات مسؤولين أميركيين للأراضي المحتلة، وعلى رأسهم بايدن، وتقديم الدعم إلى الاحتلال، مالياً وعسكرياً، بالإضافة إلى الاتساق مع السردية الإسرائيلية في نقل الأحداث، وصولاً إلى تشكيك بايدن في أعداد الشهداء الفلسطينيين، الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، الأمر الذي قوبل بإدانات واسعة.
ويوم السبت الماضي، كشف موقع “أكسيوس” الأميركي، عن انقسام آراءٍ في المؤسّسات الأميركية بشأن العدوان الإسرائيلي على غزّة.
وقال الموقع إنّ الانقسامات تتسع في الجامعات، وفي أماكن العمل، وفي شوراع المدن، وداخل الكونغرس وفي البيت الأبيض، مشيراً إلى أنّ الانقسامات العميقة تُعكّر صفو المجتمع الأميركي، ولديها القُدرة على إعادة تشكيل السياسة الأميركية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الضغط الأميركي تزايد كثيراً على الاحتلال الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنه من الصعب على “إسرائيل” مواجهة الأميركيين حالياً.
وقالت محللة الشؤون السياسية في “القناة الـ12″، دانا فايس، إنّ “مصادر سياسية كبيرة تدرك – على الأقل من الناحية الأميركية – أن ساعة الرمل انقلبت”، أي بدأ العد العكسي.
وذكرت أنّ الأميركيين يخشون “جرّهم إلى معركة إقليمية لا يريدونها”، لذلك فإنهم “يريدون القدوم إلى هنا، والقول لقادة إسرائيل: انتبهوا، أنتم لستم في الاتجاه الصحيح، وليس لديكم كل الوقت”.
وكانت “بوليتيكو” كشفت، في وقت سابق، أنّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، ناقش مع كبار مستشاريه إمكان أن تكون “الأيام السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، معدودة”.