لوسائل التواصل الاجتماعي دور بارز في التأثير على الرأي العام العالمي..

انتهاك إرشادات المجتمع".. جملة تحذف الحقيقة وتدعم منتهكي الإنسانية

ما بعد السابع من أكتوبر الماضي… كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور بارز في التأثير على الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية، هذا الدور كشف بصوت وصورة الهاتف الخاص للمواطن والناشط على مواقع التواصل، هول المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، الأمر الذي ساهم في تعرية رواية الاحتلال المفبركة على نحو واسع، وحشد مسيرات لم يسبق لها مثيل في أمريكا وبريطانيا وسائر أوروبا والعالم للمطالبة بوقف جرائم الإبادة في غزة.

لعب النشطاء دوراً بارزاً في نشر الرواية الفلسطينية وما يحدث في غزة، عبر تقديم صورة الحقيقة لما يحدث في غزة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني، ونجحوا في نشره بالرغم من الانتهاكات المتعددة بفعل انحياز شركة “ميتا” “، كما قال مسؤول الإعلام الرقمي في مؤسسة مفتاح، أكرم الجريري.

وأوضح أن وسائل الإعلام التقليدية الغربية التي تمثل المصدر الأول للمعلومة بالنسبة للمواطنين الغربيين فقدت الكثير من متابعيها، بفعل كمية التضليل التي بثته، “الأمر الذي قد يضطرها لتغيير موازينها” .

وتابع: “في بداية الحرب أظهر الاحتلال الفلسطينيين بصورة “الحيوانات البشرية” كما وصفوهم، لكن هذه الصورة قُلبت بعد تصوير وبث المجازر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال على أرض الواقع” .

ولأن الاحتلال ومن ينحاز معه يدرك تماماً أهمية المعركة على وسائل التواصل الاجتماعي، شبت حرب جديدة ضد كل ما هو فلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي، حذف وتقييد… حظر وتفنيد لمحو كل ما يفضح جرائم الاحتلال، وباتت جملة “منشورك ينتهك إرشادات المجتمع” اعتيادية لدى المستخدم الفلسطيني والعربي عندما ينشر الرواية الفلسطينية.

وتقول المنسقة الإعلامية في صدى سوشل، نداء بسومي: “منذ السابع من أكتوبر رصدنا 14 ألف انتهاك على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، 50% منها كانت بحق الصحفيين والنشطاء، بينما 30% حُذفت بشكل كامل، بينما بقية الحسابات تعرضت لانتهاكات متباينة ما بين تقييد لوصول الحساب، ومنعه من البث الحي، أو الإعلانات الممولة” .

وبينت بسومي أن الانتهاك الاخطر كان في تفعيل نظام التمييز الخوارزمي في محادثات “مسنجر”، والذي يحذف أي حساب قد يتضمن الحديث عن الفصائل الفلسطينية، وبذلك اعتداء صارخ على خصوصية المستخدمين.

الكثير من نشطاء التواصل الاجتماعي في فلسطين والعالم العربي نجحوا في المعركة الإعلامية كل بأسلوبه وطريقته، لكن هذه القضية وبرأي الكثير من المراقبين تحتاج الى عمل منظم وممنهج للوصول الى العالم ومخاطبته بلغات متعددة حتى يكون التأثير أكبر، رغم كل القيود والممارسات الإقصائية على الشبكة العنبوتية.