
خلال ندوة نظمها تحالف ندى في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا ,حملت عنوان الحقوق الانسانية للمرأة ,قدمت خالدات حسين أمينة قطاع المرأة وعضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مداخلة حول واقع النساء الفلسطينيات في قطاع غزة و الضفة الغربية . استهلت كلمتها باستنكار زيف الادعاءات الامريكية و الغربية حول الديمقراطية و حقوق الانسان في الوقت الذي تتشارك فيه مع الاحتلال الاسرائيلي, في حرب الابادة الجماعية ضد ابناء شعبنا في قطاع غزة من خلال امداده بحماية الاساطيل و السلاح و الذخائر الامريكية و الغربية و الدعاية الاعلامية الكاذبة و الضغوطات السياسية و الدبلوماسية المحمومة الهادفة لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية و تمرير المخطط الاسرائيلي اليميني المتطرف المتمثل بالتهجير و الضم و الترحيل تمهيدا لبناء دولة اسرائيل الكبرى ..
كما سلطت الضوء في كلمتها على عجز المجتمع الدولي عن حماية شعبنا من جرائم الابادة الجماعية و فشله في وقف العدوان. و استطردت قائلة ان مصداقية المنظومة الاممية قد باتت في دائرة الشك و التساؤل ما لم تطبق مواثيقها و من ضمنها الاعلان العالمي لحقوق الانسان و تغادر صمتها و سياسة الكيل بمكيالين و المعايير المزدوجة و افلات مجرمي الحرب الاسرائيليين من العقاب و التغاضي عن انتهاكهم لكل المعايير القانونية و الانسانية و الاخلاقية .
كما اكدت في مداخلتها ان ما تتعرض له النساء الفلسطينيات و الاطفال الفلسطينيين وكل ابناء شعبنا في قطاع غزه, يشكل انتهاكا لحق الانسان في الحياة الذي تكفله المواثيق المندرجة في اطار القانون الدولي الانساني و القانون الدولي لحقوق الانسان .
و اعتبرت حسين ان استهداف النساء في قطاع غزه اللواتي شكلن مع الاطفال ما نسبته 70% من ضحايا العدوان الاسرائيلي لا ينبع فقط من دورهن الانجابي على اهميته و انما بسبب ادراك الاحتلال الاسرائيلي لدورهن النضالي المؤثر و الفعال في معركة التحرر الوطني للشعب الفلسطيني .كما ان العدو الاسرائيلي يمارس كل اشكال العقاب الجماعي و الغطرسة و البطش و الجرائم ضد كل ابناء شعبنا و مقاومته ,بسبب عجزه و انكشاف هشاشة آلته الحربية و مؤسساته الاستخبارية و حكومته امام صدمة عملية طوفان الاقصى النوعية الى جانب مشروعه لتهجير شعبنا من غزه الى صحراء سيناء و من الضفة الغربية الى الاردن .
و تناولت في كلمتها بشاعة الجرائم الاسرائيلية المتمثلة بهدم المساكن فوق رؤوس المدنيين العزل و ارتكاب المجازر في تجمعات النزوح وفي الممرات و المناطق التي يصفها الاحتلال الاسرائيلي زورا بالآمنة . الى جانب سياسة الارض المحروقة بتدمير المستشفيات و المرافق الصحية و الانسانية و استهداف الاطباء و الممرضين و و المسعفين و الاعلاميين .
كما تناولت في كلمتها الاثار المأساوية لتشديد الحصار و حرمان النساء و الاطفال من الغذاء و الدواء و الماء و الكهرباء و الهواء الصحي بعد ان تلوثت سماء القطاع بروائح الجثث المتحللة وبسبب من استخدام الاسلحة المحظورة دوليا كالفوسفور الابيض و خنق الاهالي بالقنابل السامة ، كما تناولت واقع النساء و الاطفال في تجمعات النزوع و العيش بالعراء و الخيم التالفة رغم قشوة الشتاء و افتقاد المرأة للخصوصية و اضطرار النساء الحوامل للولادة دون مستشفيات و مراكز صحية و تدخل طبي و خضوع عديد النساء لاستئصال ارحامهن التي باتت امراضها تهدد حياتهن .
كما تطرقت الى حملات الاعتقال التي شنها الاحتلال الاسرائيلي ضد ابناء القطاع و بينهم 150 امرأة و جميعهم مجهولي المصير ,لا يتمكن اهلهم و الصليب الاحمر من الاطمئنان عن احوالهم .
كما تحدثت عن الاعتداءات المتصاعدة في الضفة الغربية و المعبر عنها باقتحامات المدن و القرى و البلدات و المخيمات و استهدافها بالقصف الجوي و البري و الاعدامات الميدانية للشبان و هدم المنازل ومصادرة الارض و توسيع الاستيطان والمستوطنات .
و دعت حسين الى بناء تحالف نسوي أممي للتضامن مع المرأة الفلسطينية و كل الشعب الفلسطيني لتمكينه من وقف العدوان و فك الحصار عن قطاع غزة و فتح المعابر لإدخال المواد الاغاثية بأولوية الغذاء و الدواء و توفير الماوي المؤقتة المناسبة و تسليط الضوء أكثر على ما تتعرض له النساء في غزة و الضفة الغربية و دعم حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و العودة وتقرير المصير .