
نواكشوط : تتعدد منذ اندلاع طوفان الأقصى الجبهات التي يناصر من خلالها الشعب الموريتاني بكافة أطيافه الاجتماعية والسياسية، المقاومة الفلسطينية في مواجهتها للحرب التي تشنها إسرائيل مدعومة بالدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
فبالإضافة لانتظام مسيرات الجمعة، ولوقفات الاحتجاج المتواصلة، ليل نهار، أمام السفارة الأمريكية ومندوبية الأمم المتحدة في نواكشوط، تتابع بعثات متخصصة جمع التبرعات مقرونة بحملات التحسيس والتعبئة، والحث على الدعاء وعلى مقاطعة مصنوعات الدول الداعمة للعدو.
وأكد شيخاني بيب، الأمين العام للرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني، في تصريحات لـ «القدس العربي» الإثنين، أن «الشعب الموريتاني عاقد العزم على ألا يحل أحزمة مناصرته وتأييده للمقاومة الفلسطينية، حتى يتحقق النصر القادم لا محالة».
وقال «إن الهيئات الحزبية والأهلية في موريتانيا تزداد يوماً بعد يوم تصميماً على المناصرة وعلى كشف الدول الغربية والعربية التي دعمت الاحتلال الصهيوني في هذه الحرب غير المسبوقة والتي سيكون لها ما بعدها».
وأضاف: «كلما اشتد الألم اقترب الأمل، وكلما عسر الأمر أعقبه يسر النصر».
كتّاب مقالات: فلسطين وحدها تواجه الكيان الأكثر إجراماً وعنصرية
وعلى جبهة الرأي، تابع الكتاب والمدونون نشر مقالات تنويرية عن الحرب التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الصامد في وجه الحصار وفي وجه آلة الدمار. وكان تركيز الكتاب الموريتانيين خلال اليومين الأخيرين على إبراز الأهمية السياسية والرمزية الكبرى لما قامت به جنوب إفريقيا التي استطاعت تعرية العدو أمام أعلى منبر قضائي في العالم، كما تمكنت من إصدار قرار ملزم قد يمهد الطريق أمام محاكمة نتنياهو وجنرالات الدم والدمار الصهاينة.
وأكد الكاتب محمد الأمين الفاضل «أن جنوب إفريقيا تستحق أن تصلها رسالة شكر بالبريد السريع والمضمون، وبمختلف الصيغ والأشكال من كل شخص حر في هذا العالم، وذلك لأنها تحركت في التوقيت المناسب وبالشكل المناسب من أجل وقف هذه الإبادة غير المسبوقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بمباركة ودعم من «العالم المتحضر»، وبتفرج عليها، من العرب والمسلمين، ولا أستثني من القوم أحداً إلا جماعة الحوثيين التي تُحاول وحدها، الرد على حصار أهلنا في غزة بفرض حصار بحري على الكيان الغاصب».
وقال: «نعم، تستحق جنوب إفريقيا أن تصلها رسالة شكر من كل عربي ومسلم في هذا العالم، وخاصة من بعد أن تبخرت الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وغابت الأنظمة العربية والإسلامية، وتُركت غزة وحدها تواجه الكيان الأكثر إجراماً وعنصرية في التاريخ الحديث».
وأضاف الفاضل: «غاب الكل، فحضرت جنوب إفريقيا، ولحضور جنوب إفريقيا قيمته ودلالته الرمزية الكبيرة، فهذا البلد كان، وإلى وقت قريب، ضحية لنظام عنصري، وبالتالي فهو الأكثر إحساساً بمعاناة الشعب الفلسطيني، ثم إن هذا البلد هو بلد المناضل الكبير «نيلسون مانديلا»، ولذا فلم يكن غريباً أن يُسارع هذا البلد إلى التحرك من أجل وقف الإبادة الأكثر بشاعة والأكثر فظاعة في العقود الأخيرة».
وكتب محمد يحي العبقري: «التحية الخالدة موجهة من الجميع اليوم لأمةِ جنوب إفريقيا وذلك لتوليها الدّور الطّلائعي العادل والإنساني الذي تقاعس عنه الجميع، مما فتح الباب أمام إسرائيل لتقوم بقتل وتدمير الشعب الفلسطيني».
وقال: «هذا الباب الذي فتحته جنوب إفريقيا سيستغله الجميع لاحقاً بعدما تبين أن بيت المُحْتَلِ أوهن من بيت العنكبوت وأن التعرض لإسرائيل لا يُسْقط السّماء على الأرض».
واستمراراً للإشادة بجنوب إفريقيا من طرف مثقفي موريتانيا، كتب المفكر الموريتاني محمد محتار الشنقيطي: «الكرامة اختيار وقرار وإصرار، شكراً لجنوب إفريقيا التي كشفت فظائع الصهاينة الأنذال على رؤوس الأشهاد، وتحت سمع وبصر العالم أجمع؛ بينما يخاف الأردن من ظهور مطعم وبقالة يحملان عنوان «7 أكتوبر»، رغم أن شعبه هو أقرب الشعوب لفلسطين مكاناً ووجداناً».
وأضاف: «قرار المحكمة الدولية نصر مؤزَّر لأهل غزة، لأنه كشف الهمجية الصهيونية والأمريكية أمام العالم أجمع، وهذا الانكشاف بداية نهاية كل استعمار، أما عدم إصدار المحكمة قراراً ملزماً بوقف الحرب، فليس مشكلة، لأن الفيتو الأمريكي كان سيجرده من إلزاميته».
عن القدس العربي