يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مباحثات سرية مع الأميركيين حول المبادئ التي ستؤدي بحلول أبريل ومايو إلى إطلاق سراح المختطفين وإنهاء القتال والتطبيع مع السعودية.
بحسب المحلل العسكري لصحيفة يديعوت احرنوت يوني بن يشاي، يجري وضع خطتين تضمن تحقيق جميع أو اغلبية أهداف الحرب وفق جدول زمني سيكون مقبولاً لكل من إسرائيل والأميركيين وحلفائهم.
الأولى هي خطة نتنياهو ومبعوثه رون ديرمر، والثانية هي خطة الوزيرين بيني غانتس وغادي آيزنكوت. لا توجد اختلافات كبيرة بين الخطتين باستثناء الجداول الزمنية وحقيقة أن غانتس وآيزنكوت مستعدان من حيث المبدأ للكشف عن موقفهما ومناقشته في مجلس الوزراء، بينما يخشى نتنياهو من رد فعل شركائه في الائتلاف، لذلك فهو يتفاوض سرا حول خطته مع كبار المسؤولين في إدارة بايدن.
ومن المفترض، بحسب صحيفة يديعوت احرنوت أن تحقق الخطة الاستراتيجية التي اقترحها غانتس وآيزنكوت “النصر” على مراحل تشمل وقف طويل للقتال لغرض إبرام صفقة التبادل. وتفكيك قدرات حماس العسكرية وتحقيق الأمن لسكان الجليل على جبهة لبنان . ولهذا السبب يقولون “لا” لمطلب الالتزام بإنهاء الحرب نهائياً. والهدف الآخر لخطتهم هو الحفاظ على المساعدة العسكرية والسياسية من الحكومة الأمريكية وتعزيزها.
خطة غانتس وآيزنكوت تنص على مواصلة الحرب بعد اي هدنة يتم الاتفاق عليها، لذلك خلال فترة التهدئة الطويلة، سيستعد الجيش الإسرائيلي بشكل مكثف لاستئناف القتال؛ وسيقوم بتجديد وتدريب قواته، وخاصة وحدات الاحتياط؛ وسيقوم بتجديد مخزون الأسلحة وسيقوم بتحديث أساليب وخطط القتال في غزة و/أو الساحة الشمالية (إذا لم يتم التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع حزب الله.
نتنياهو يراهن على القرار العسكري
من جهته بعتزم نتنياهو أيضاً تحقيق أهداف الحرب وتطبيع العلاقات مع السعودية، لكنه يفضل تعريفها بـ”النصر الكامل” الذي يعتقد أنه سيتحقق خلال وقت قصير. كما أنه مهتم جدًا بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح جميع المختطفين، إن أمكن قبل شهر رمضان الذي سيحل هذا العام في 10 مارس تقريبًا. لكن في هذه اللحظة لا يبدو ذلك ممكنا بسبب المطالب التي طرحتها حماس، والتي لا ترغب في التنازل عنها والتي هي غير مقبولة في نظر إسرائيل. بحسب بن يشاي.
يأمل نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت يقول المحلل العسكري للصحيفة في تحقيق هزيمة عسكرية كاملة لحماس والقضاء على السنوار وقيادة المنظمة في غزة أو تحييدهما من خلال احتلال رفح قبل شهر رمضان أو خلاله.
“نتنياهو يراهن على قرار عسكري يمنحه كل أهداف الحرب من دون أن يضطر إلى الاستسلام ومواجهة شركائه في الائتلاف على ثمن إطلاق سراح المختطفين. ولهذا السبب فهو يحث رئيس الأركان هرتسي هليفي على استكمال تفكيك حماس في خان يونس والبدء في اجتياح رفح. لكن اللواء هاليفي يؤكد أنه لا يزال يحتاج إلى وقت لإنهاء العمل في خان يونس، وبضعة أسابيع أخرى للتنفيذ.
من المحتمل أن تأتي هذه اللحظة في ربيع هذا العام، حوالي أبريل ومايو، وهو الوقت الذي يبدو أن صفقة تبادل الأسرى ستكون قد نضجت بحلول هذا الوقت.
كذلك من المحتمل أن تنتهي المرحلة الثالثة من القتال العنيف في غزة وسننتقل إلى المرحلة الرابعة. ” تتضمن السيطرة الأمنية على قطاع غزة من داخل الأراضي الإسرائيلية ومن داخل “المنطقة العازلة”، والتي تمثل فعليًا نهاية الحرب في الجنوب.”بحسب الصحيفة .
يأمل نتنياهو أن يتم التوصل أيضا إلى اتفاق بشأن تطبيع العلاقات مع السعودية، التي، وفقا لمصادر مطلعة على الأمر، أبلغت الأمريكيين بالفعل بأنها مستعدة لذلك وأيضا للمشاركة في المحادثات والمساهمة في إعادة إعمار غزة.
وبحسب هذه التوقعات التي تتقاسمها واشنطن ونتنياهو، فإن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين سيحقق بحلول ذلك الوقت أيضاً تقدماً كبيراً نحو تسوية دبلوماسية تُبقي حزب الله بعيداً عن الحدود وتتجنب حرباً محدودة في لبنان.