
قبل ساعات قليلة من “توتر الأجواء” في محيط طرق الأغوار الأردنية اليوم الجمعة مجددا، وضع الناشط النقابي الإسلامي الأردني المعروف ميسرة ملص صيغة “كمين سياسي” وهو يسأل علنا وزير الزراعة خالد حنيفات: “معقول.. البندورة لها حقوق في بلدنا أكثر من المواطن؟”.
فكرة ملص واضحة ومباشرة، وسؤالها: “كيف تتمكن صناديق الخضار وعلى رأسها البندورة من التسلل ببساطة وبحراسة القانون إلى دولة الاحتلال، فيما يُمنع المواطن الأردني أمنيا من الوصول إلى منطقة جسر الشيخ حسين لوقفة احتجاجية سلمية؟”.
طبعا ذلك السؤال مطروح على الحكومة الأردنية من الجمعة الماضية، حيث أحاطت نقاط أمنية بمنطقة اختارها المعارضون للاحتجاج على عبور الجسر البري الإماراتي إلى إسرائيل، ومنعت تنظيم فعالية احتجاجية.
ظُهر الجمعة، قرر الملتقى الوطني الشعبي لدعم المقاومة، الاعتصام مجددا في ساحة قريبة جدا من الأغوار الشمالية ولنفس الهدف، وهو إظهار معارضة الشعب الأردني للتسهيلات “البرية” الممنوحة لصادرات محلية وأخرى إماراتية إلى إسرائيل.
في الأثناء، كان وزير الرزاعة يشعل عود ثقاب سياسي في “نقاش ملتهب” أصلا، عندما الخميس على شاشة فضائية “المملكة” معلنا بأن وزارته لا تملك الصلاحيات القانونية التي تتيح لها “منع تصدير” أي خضار ومزروعات إلى أي دولة في الجوار.
حنيفات ضمنا ألهب مشاعر الملتقى الشعبي لدعم المقاومة، وهو يعتذر عن “التدخل بشأن تصدير الخضار” لإسرائيل، على أساس أن الصلاحيات القانونية لا تتيح ذلك، وإن كان القطاع الخاص يرفض هذه الرواية بكل حال.
وفيما يتصرف وزير الزراعة بجرأة وصراحة، لم يرَ الشارع الأردني “وزيرة النقل” المكلفة بالقطاع، تتحدث معه في القضايا الإشكالية المطروحة وبأي صيغة، وعلى رأس تلك القضايا، حكاية الجسر البري بين الإمارات وإسرائيل.
تتوارى وزير النقل الأردنية وسام تهتموني عن المشهد والأنظار، فيما تتنطح نظيرتها الإسرائيلية ميري ريغيف بمشهد استعراضي مصور في الهند، لمهمّة إلهاب مشاعر الأردنيين، وهي تقدم علنا الشكر للهند والسعودية والأردن على تسهيلات الجسر البري الذي ينقل بضاعة تصدر هنديا باسم الإمارات.
لم يسمع النشطاء من وزارة النقل الأردنية أي توضيحات إلا ذلك التصريح اليتيم الصادر عن وزارة الصناعة والتجارة قبل عدة أسابيع، والقائل بأن تجارة الترانزيت حرة بموجب القانون لكل الدول.
مجددا ظهر الجمعة، استهدف نشطاء في الملتقيات الشعبية الجسر البري إياه بفعالية تقررت بالقرب من منطقة الأغوار. لكن الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ مراد عضايلة، أُبلغ بأن السلطات الأمنية قررت “إغلاقات شاملة” في محيط المنطقة دون فهم الأسباب.
يحوّل الاجتهاد الحكومي عمليا مسألة تنظيم فعاليات في منطقة الأغوار إلى “مسار سيادي” رغم أنها ليست كذلك.
وبعد صلاة الجمعة، تحولت الطرق في محيط منطقة المطار المطلة على الأغوار الأردنية إلى مسرح “كر وفر” بين السلطات الأمنية التي أغلقت العديد من المعابر، والنشطاء الذين حاولوا العبور للمنطقة من أكثر من طريق، قبل التصدي لهم ومنعهم تحت يافطة “التظاهر في الأغوار ممنوع”.