أهم الاخبارفلسطيني

“صور” في ذكرى انطلاقتهما :الديمقراطية وحزب الشعب تنظمان ملتقى حواري حول سبل مواجهة الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني

طولكرم – نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني في محافظة طولكرم، ملتقً حواري حول “نداء فلسطين والتحديات وسبل مواجهة حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني”، وذلك لمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية والذكرى الثانية والأربعين لإعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني، بحضور حشد واسع من ممثلي القوى والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني والمواطنين.

وشارك في اللقاء عضوي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ رمزي رباح، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وبسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، وافتتحه سهيل السلمان عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، وأدارته ندى طوير، رئيسة اتحاد لجان العمل النسائي.

وفي كلمته، أكد رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الملتقى الوطني الحواري يكتسب أهمية خاصة بهذه المشاركة الواسعة من شخصيات ومناضلين وفصائل وطنية وفعاليات اجتماعية وسياسية فيه، ويأتي بهدف إجراء حوار جاد حول سبل تشكيل حركة شعبية ضاغطة من اجل الإسراع بإجراءات الحوار و الوحدة الوطنية وكسر حالة الانقسام، خاصة أن الشعب الفلسطيني أمام استحقاق سيتقرر بموجبه مستقبل القضية الفلسطينية.

كما أكد رباح أن الملتقى يهدف إلى تشكيل إطار ولجنة متابعة تنبثق عنه، لمتابعة المهمات الوطنية بشكل موحد مع كل ما يجري في كافة محافظات الضفة المحتلة.

وأوضح أن نداء فلسطين يعد تحركا وصوتا قويا وشاملا في داخل الوطن والشتات، ومن اجل الشروع بحوار وطني شامل.

ودعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية إلى إستراتيجية ومرجعية واحدة وبموقف فلسطيني موحد في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، بمشاركة الكل الفلسطيني بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي، داعيا إلى رص وتوحيد الصفوف لإفشال اهداف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وفرض الحقوق الفلسطينية، من خلال مسار سياسي يفضي إلى إنهاء الاحتلال وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وضمان حق العودة للاجئين.

ولفت رمزي رباح أن غياب الموقف الفلسطيني الموحد، يعكس خطورة كبيرة على مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني، ويؤدي إلى تبديد انجازات وتضحيات الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة والضفة بما فيها القدس، مؤكدا أن الصمود وإفشال العدوان لا يعني تحقيق المشروع الوطني، بل من خلال رؤية وإستراتيجية واحدة ووحدة كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

وأوضح رباح أن الشعب الفلسطيني بات أمام خيار وحيد بعد 134 يوما من العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وهو الصمود والمقاومة واستمرار استنزاف الاحتلال لإفشال أهداف حربه المعلنة وهي تهجير السكان والسيطرة على القطاع، وهذا ما ينسجم مع الهدف الصهيوني الأصلي بالسيطرة على الارض وتهجير السكان.

وتابع أن حكومة الاحتلال تعتقد أن الإجماع الدولي والمظلة الدولية التي وفرتها الإدارة الأمريكية والدعم غير المسبوق على كافة المستويات بعد عملية السابع من أكتوبر البطولية، فرصة لتنفيذ مشروع التهجير والسيطرة على غزة، الأمر الذي دعاها إلى شنها حرب تهجير وتدمير شامل وابادة جماعية.

وأشار رباح أنه وبرغم الخلافات المتصاعدة داخل مجلس الحرب الاسرائيلي حول ما يتعلق بالأسلوب المتبع في قطاع غزة، إلا أن ذلك لا يغير من جوهر الاحتلال الاسرائيلي لأنها حرب هزيمة أو انتصار بالنسبة إليه، مؤكدا أن مصير رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو” مرتبط بنتائج العدوان على قطاع غزة، وخاصة بعد ما قد يحصل في رفح.

ولفت رباح إلى خطورة ما يعرف بـ “اليوم التالي” وانزلاق قيادة السلطة الفلسطينية إلى ما تسعى له الإدارة الأمريكية من حل انتقالي وتنصيب سلطة أو تشكيل حكومة كفاءات أو تكنوقراط مؤقتة تتناسب معها وتنسجم مع أهداف العدوان الذي فشل عسكريا في تحقيقها، الأمر الذي يؤدي إلى خسائر فادحة وكبيرة على القضية الفلسطينية.

وذكر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أن الإدارة الأمريكية وضعت منذ بداية الحرب على قطاع غزة “فيتو” على إنهاء الانقسام والحوار الفلسطيني الداخلي، لافتا أن هذا هو الامر سبب خلاف رئيسي في اطار القيادة الفلسطينية ومركز صنع القرار وداخل اللجنة التنفيذية.

ونبه رباح أن الموقف السياسي الفلسطيني الموحد ستكون نتيجته دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ونتيجته إنهاء للاحتلال ، وإن كان الموقف منقسم يكون هناك عنوانين للشعب الفلسطيني وحينها سيكون الحديث عن المرحلة الانتقالية وترتيباتها والوقت اللازم لها، الأمر الذي يؤدي إلى استبعاد المسار السياسي الفلسطيني.

وأوضح أن الخطة الأمريكية المطروحة تتمثل بمرحلة انتقالية ومسار سياسي مفتوح على الزمن يعرف بـ “حل الدولتين”، وتهدف إلى تمرير مشروعي التطبيع العربي الاسرائيلي والحلف الإقليمي الذي سيضم دولة الاحتلال للمنطقة ويدمجها بهدف إبقاء الهيمنة الأمريكية عليها.

من جهته، قال الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بسام الصالحي، إن مواجهة إجراءات دولة الاحتلال الاسرائيلي يجب أن تكون ضمن إطار موحد من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، وحشد الدعم للقضية الفلسطينية دوليا.

وشدد الصالحي على أهمية الموقف الفلسطيني الموحد، خاصة فيما يتعلق بـ “اليوم التالي” للحرب على قطاع غزة، وضرورة أن يكون ضمن إطار سياسي يقود إلى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وقيام دولة فلسطينية مستقلة في قطاع غزة والضفة المحتلة وعاصمتها القدس.

وأوضح بسام الصالحي أن الشعب الفلسطيني اظهر صمودا بتمسكه برفض مخطط التهجير رغم الضغوط التي يعاني منها، الأمر الذي يتطلب البناء على ذلك من خلال وحدة الشعب الفلسطيني التي تعمل على تحسين قوته، وعدم التعاطي مع المشروع الأمريكي الذي يسعى إلى فرض قوته وهيمنته على منطقة الشرق الأوسط.

ونوه الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني أن منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، يجب أن تضم كافة الفصائل دون استثناء، ويجب الحفاظ عليها، خاصة في ظل الحديث عن تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة قطاع غزة ما بعد الحرب.

وفي نهاية الملتقى الحواري، قدم الحضور العديد من الأسئلة والمداخلات، أكدوا خلالها على ضرورة تعزيز الحالة النضالية واستنهاض طاقات كل ابناء الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

كما وقع الحضور على نداء فلسطين “من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز صمود شعبنا ومقاومة الاحتلال”، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة على مستوى المحافظة في حملة تداء فلسطين كمشاركة نوعية وموحدة مع كل ما يجري في كافة محافظات الضفة المحتلة.