ملاحقة رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأوروبي بتهمة “معاداة السامية” بسبب مواقفه المؤيدة لفلسطين

منذ اندلاع أحداث حرب قطاع غزة يوم 7 أكتوبر الماضي وخاصة الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال، ارتفعت حدة الانتقادات لإسرائيل وسط الغرب وخاصة في أوروبا. وتحاول بعض الأوساط اليهودية استغلال “معاداة السامية” لإسكات بعض الأصوات ومنها النائب مانو بنيدا رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأوروبي.

ويوجد انقسام كبير وسط البرلمان الأوروبي بل ومختلف المؤسسات التابعة للاتحاد الأوروبي بسبب حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. ويترتب عن هذا، مبادرات للتنديد بإسرائيل أو منع بيع السلاح لها. وفي المقابل، تحاول اللوبيات الموالية لإسرائيل عرقلة هذه المساعي بل وملاحقة أصحابها.

ارتباطا بهذا، قام الحاخام مناحيم مارغولين، رئيس الجمعية اليهودية الأوروبية منذ أيام بتوجيه رسالة إلى رئيسة البرلمان الأوروبي روبيرتا ميتسولا يحث فيها على ضرورة معاقبة مانو بينيدا، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب اليسار الموحد الإسباني، ويشغل منصب رئيس لجنة فلسطين في هذا البرلمان.

وجاء في الرسالة التي نشرها مارغولين فور إرسالها أن “بنيدا أظهر معاداته للسامية علناً”. ويضيف: “يجب أن نظهر له أن معاداة السامية غير مرحب بها في البرلمان الأوروبي.. سيكون تعليق البرلمان لعمل هذا النائب هو الحد الأدنى الذي نتوقعه”، وذلك في تلميح إلى أن النائب يستحق تجميد العضوية بشكل نهائي.

وكان رئيس لجنة فلسطين قد نشر في شبكة التواصل الاجتماعي “إنستغرام” شريط فيديو يظهر شخصا يمزق ملصقا فيه هتلر يؤدي تحية النازية وجملة “لن يتكرر هذا مجددا” ثم يظهر رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو في وضع هتلر. وتحاول الجمعية اليهودية الأوروبية إقناع السياسيين أن كل مقارنة بين النازية وما يجري في قطاع غزة هو معاداة للسامية.

ومن جانبه، يرى مانو بنيدا أنه لا يمكن اعتبار انتقاد جريمة الإبادة في قطاع غزة عملا معاديا للسامية، قائلا: “أفرق بين الصهيونية واليهودية، ولا أنتقد اليهود بل الجرائم في قطاع غزة.. ولا يمكن اعتبار كل انتقاد هو معاداة للسامية”. ونشر يوم الخميس الماضي “لا نتنياهو ولا إسرائيل يستطيعان التحدث نيابة عن يهود العالم أو ضحايا المحرقة. إنهم لا يمثلون اليهودية بل الصهيونية، وهي أيديولوجية عنصرية ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني منذ 75 عامًا”.

وعاد هذا الأحد ليكتب “يصادف اليوم 7 يناير مرور ثلاثة أشهر على بداية الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد غزة. أكثر من 23 ألف قتيل ومليوني نازح وآلاف المفقودين تحت الأنقاض. هذه هي أرقام النكبة الثالثة. لكن دعونا لا ننسى أن القصة لم تبدأ قبل ثلاثة أشهر. لأكثر من 75 عامًا، احتلت الصهيونية النازية فلسطين وخنقتها. ولا يمكننا أن نغض الطرف، فالقضية الفلسطينية هي قضية الإنسانية”.

وعمليا، سيستأنف البرلمان الأوروبي أنشطته خلال الأيام المقبلة بسبب عطلة أعياد الميلاد، وسيعالج مطالب الحاخام مناحيم مارغولين أي معاقبة رئيس لجنة فلسطين في البرلمان أم لا. وعمليا، يوجد تخوف من توتر وسط نواب البرلمان الأوروبي لأن الموضوع شائك وسيجر إلى مواجهات سياسية لاسيما في ظل تراجع التعاطف مع إسرائيل بسبب الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال.

وتحاول أوساط محافظة واللوبيات اليهودية في أوروبا بدعم من كثير من وسائل الاعلام ملاحقة وتشويه الانتقادات التي تصدر من سياسيين ومثقفين لحرب الإبادة يشنها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين. وفي فرنسا مثلا، يتعرض الوزير الأول السابق دومنيك دو فيلبان إلى ملاحقة إعلامية وحرب ثقافية بسبب أطروحته التي تقول بأن ما تقوم به إسرائيل جريمة خطيرة ستولد مزيدا من العنف مستقبلا.