الذكرى الـ55 لانطلاقة «الديمقراطية» في مهرجان جماهيري وسياسي في دمشق

 

 

 • فهد سليمان: نحو رؤية برنامجية وطنية كفاحية لنصون تضحيات وصمود شعبنا ومقاومته في قطاع غزة الباسل

• إن «اليوم التالي» لغزة، لن يكون سوى يوماً فلسطينياً يرسمه شعبنا ومقاومته ومؤسساته الوطنية

• حسام السمان: أثبتت الجبهة الديمقراطية بكل جدارة موقعها فاعلاً رئيساً في الحركة الوطنية الفلسطينية

• إحسان عطايا: يحق للجبهة الديمقراطية، الفصيل الرائد، أن تفتخر بما حققته في ميدان النضال والفكر والسياسة

  احتضن مخيم اليرموك، قرب العاصمة السورية دمشق، وككل عام، المهرجان السياسي والجماهيري والوطني الحاشد، في الذكرى الـ55 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، شاركت في حضوره وفود غفيرة من مخيمات الفلسطينيين وتجمعاتهم السكانية في دمشق، وممثلو فصائل العمل الوطني الفلسطيني كافة، وممثل جيش التحرير الفلسطيني، والأحزاب السورية، وصف عريض من ممثلي السلك الدبلوماسي في دمشق، فضلاً عن شخصيات وفعاليات مجتمعية ثقافية ونقابية وشبابية ونسائية.

وفي قاعة حملت جدرانها صور وملصقات حوالي 70 من شهداء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في قطاع غزة، والضفة الغربية، لجناحها العسكري «قوات الشهيد عمر القاسم»، ومنظماتها الحزبية والجماهيرية، في مقاومة العدوان الهمجي وحرب الإبادة الجماعية في القطاع، وفجور جيش الاحتلال، وعربدات ومحارق عصابات المستوطنين في الضفة الغربية وفي القلب منها القدس.

توالى على منصة الخطابة، فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، والدكتور محمد حسام السمان، أمين فرع مدينة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي، والمجاهد إحسان عطايا، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

فهد سليمان: ماضون في المقاومة حتى النصر

أكد فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، أن شعبنا ومقاومته بكل فصائلها، وأجنحتها العسكرية، مستمرة في النضال والقتال، والتصدي للهجمة الدموية الهمجية لقوات الاحتلال، دون تردد، وبكل ثبات وصمود، حتى يتحقق النصر، ويرحل الاحتلال من فوق أرض قطاع غزة، ويظفر شعبنا بحقوقه الوطنية كاملة.

وأضاف: إن معركة «طوفان الأقصى» وضعتنا أمام الحرب الحاسمة، التي سوف تتوالى فصولاً، في ظل ما أحدثته من زلزال سياسي، كانت له تداعياته الكبرى، في المنطقة، والحالتين الإقليمية والدولية، لم يعد بالإمكان العودة بعدها إلى الوراء، مشيراً في الوقت نفسه أن هذه الحرب التي يخوضها شعبنا تشابكت مع حروب أخرى اندلعت في المنطقة، ما يجعل التداعيات مفتوحة أمام تطورات عديدة، خاصة في ظل التدخل السافر للولايات المتحدة وأساطيلها وحلفائها في الغرب الاستعماري.

معركة الحسم والرؤية البرنامجية الجامعة

وشدد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية على أن مثل هذه التطورات، وفرت لشعبنا الكثير من عناصر القوة، التي باتت تمكنه من إمكانية حسم الصراع مع العدو الإسرائيلي، غير أن ذلك يتطلب أن نملك جميعاً الرؤية البرنامجية الوطنية الجامعة، التي تمكنا من رسم استراتيجيات وسياسات وتكتيكات المعارك اليومية.

وأكد فهد سليمان أن الرؤية البرنامجية الجامعة، التي تدعو لها الجبهة الديمقراطية، تستند إلى الأسس الكيانية الثلاثية التالية: م. ت. ف، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني/ قيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود 4 حزيران (يونيو) 67 وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة إلى الديار والممتلكات بموجب القرار 194، الذي يكفل هذا الحق/ الاستناد إلى قرارات الشرعية الدولية، مرجعية لحقوقنا المشروعة.

وأضاف: على هذه الأسس نبني استراتيجيتنا الكفاحية عبر كل أشكال النضال في الميدان، وفي المحافل الدولية.

«اليوم التالي» لغزة

وعن «اليوم التالي» لغزة قال فهد سليمان: إن هذا اليوم، هو شأن فلسطيني محض، يقرره شعبنا ومقاومته، والأطر والمؤسسات الائتلافية الوطنية الفلسطينية، وعلى أساس الاتفاقات المبرمة بين الفصائل الفلسطينية، وتبقى في كل الأحوال م. ت. ف، هي المرجعية العليا للشؤون الفلسطينية، التي تضم جميع القوى بدون استثناء، وعلى قاعدة رفض أية ترتيبات اختبارية أو مؤقتة، تشرك جهات أخرى في مرجعيتنا الوطنية العليا، في اتخاذ القرارات المتصلة بالشأن الوطني.

وقد استهل فهد سليمان كلمته، بتوجيه تحية الإجلال والإكبار إلى شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية وفي القلب منها القدس، وإلى الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، واختص الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، «قوات الشهيد عمر القاسم»، التي قدمت في معارك «طوفان الأقصى» أكثر من 60 شهيداً من قادة ومقاتلين، وإلى منظمات الجبهة الديمقراطية الحزبية والجماهيرية، التي قدمت أكثر من 300 شهيد في القطاع والضفة الغربية، من العمال والنساء والشباب والأكاديميين وغيرهم.

كما وجه تحية إلى الذين يقفون إلى جانب شعبنا في مقاومته، إلى حزب الله في لبنان وجيشه، إلى سوريا وجيشها، وإلى اليمن و«أنصار الله» والجيش اليمني، وإلى فصائل المقاومة والجيش في العراق، وإلى الجمهورية الإسلامية في إيران، وإلى كل من ساهم في النضال من شهداء وجرحى، أو في ميدان الدعم والإسناد السياسي والمادي والإعلامي والمعنوي لشعبنا ومقاومته.

حسام السمان: سوريا والبعث في خندق المقاومة

الدكتور حسام السمان، أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دمشق، استهل كلمته بتوجيه التحية إلى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، التي شقت طريقاً في الحالة الوطنية الفلسطينية، بأفكارها ومبادراتها ونضالاتها الميدانية، بحيث باتت في مقدمة القوى الفلسطينية، وعنواناً من عناوين القضية الوطنية الفلسطينية.

كما وجه السمان التحية إلى الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، مؤكداً وقوف سوريا برئاسة الرئيس بشار الأسد، وحزب البعث، على الدوام في خندق المقاومة، أياً كان الثمن، وأياً كانت التضحيات، مشيداً بتضحيات الجيش العربي السوري، في الدفاع عن سوريا وعروبتها ووحدتها واستقلالها        ضد الإرهاب، في مواجهة الحصار الأميركي الظالم، مؤكداً أن سوريا سوف تخرج من أزمتها منتصرة لتعيد بناء ما دمره العدوان.

إحسان عطايا: بالوحدة حول خيار المقاومة ننتصر

عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إحسان عطايا، وبعد أن وجه التحية والتهنئة إلى الجبهة الديمقراطية في ذكرى انطلاقتها، أثنى على الدور الفاعل والمسؤولية التاريخية التي تتحملها في النضال الوطني الفلسطيني، الأمر الذي عزز مكانة شعبنا، ومكانة قضيته في الحسابات الإقليمية والدولية، مشدداً ثقته أن الاحتفال القادم بذكرى الانطلاقة سيكون حتماً في القدس عاصمة دولة فلسطين.

وشدد عطايا على ضرورة صون خيار المقاومة أساساً لوحدتنا الوطنية، رافضاً باقي الخيارات القائمة على المساومة على الحقوق الوطنية، أو تلك التي تدعو إلى ما يسمى «المقاومة السلمية»، مذكراً أن ثلاثين عاماً من هذه المساومات لم تحقق سوى الضرر لشعبنا.

ووجه عطايا الشكر إلى الشعوب والدول والأحزاب التي تدعم شعبنا، خاصة في أميركا اللاتينية، ودولة جنوب إفريقيا