في شهادةٍ جديدة تُوثق إجرام ووحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، روت سيدة غزية تفاصيل مرعبة تعرضت لها أثناء اعتقالها، خلال توغلٍ إسرائيلي لأحد مراكز الإيواء في ديسمبر/ كانون ثاني الماضي.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، عن السيدة نبيلة (فضلّت عدم الكشف عن هويتها) إفادتها حول عملية اعتقالها والتي قالت فيها إنها تعرضت لتعذيب وحشي واستجواب متواصل طوال 47 يومًا، في ظل أجواء باردة للغاية.
وأشارت نبيلة (39 عامًا) إلى أنّها رفضت أوامر الاحتلال بالنزوح إلى الجنوب، وقررت البقاء في مدينة غزة، لكن مع القصف الإسرائيلي المتكرر، اضطرت لـ “اللجوء مع عائلتها إلى إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”؛ على اعتبار أنها أكثر أمنًا من غيرها”.
لكن قوات الاحتلال اقتحمت المدرسة التي لجأوا إليها في الـ 24 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وعن ذلك تحكي: “كنت مرعوبة، تخيلت أنهم يريدون إعدامنا ودفننا هناك”.
وأضافت أن جنود الاحتلال أمروا الرجال بخلع ملابسهم، ونقلوا النساء إلى مسجد قريب للتفتيش، وكانت هذه بداية ستة أسابيع في الاعتقال تضمنت الضرب والاستجواب المتكرر.
ووصفت معاملة جنود الاحتلال بـ “أنها قاسية للغاية”، حيث، ضربوهم وصرخوا في وجوههم باللغة العبرية، ومن يُحاول رفع رأسه أو الحديث بأي كلمة، كان يتعرض لضرب عنيف على الرأس.
ولفتت إلى أنّ الاحتلال نقلها بين عدة أماكن برفقة عدد من المعتقلين قبل وصولها إلى سجن الدامون، مقدرةً وجود ما لا يقل عن 100 امرأة داخله.
وعن ظروف اعتقالها تحكي أنها تنقلت بين عدة سجون، وخلالها تعرضت لعمليات تفتيش واستجواب متكررة تحت تهديد السلاح، موضحةً أن الاحتلال سألها عن علاقتها بحركة “حماس” وفصائل المقاومة، وكانت تُجيبهم أنها ربة منزل ولا علاقة لها بأحد.
وتسترسل الحديث عن ظروف اعتقالها: “كنا نتجمد من البرد، وأجبرنا على البقاء على ركبنا على الأرض، وسط أصوات موسيقى صاخبة وصراخ متواصل؛ بهدف إرهابنا”.
وأكدت أن الاحتلال أراد إذلالهم “كنا مكبلي اليدين، ومعصوبي العينين، والسلاسل تُقيد أقدامنا”.
ونبّهت نبيلة إلى أنّ الاحتلال خلال فترة اعتقالها، فرقها عن ابنتها ذات الـ 13 عاما وابنها ذي الـ 4 سنوات، قائلةً إنها تُقيم حاليًا في مأوى في رفح، مع أسيرات أخريات تم إطلاق سراحهن مؤخرا.
يُذكر أنّ عائلات الغزيين المعتقلين لدى الاحتلال لا يعرفون أية معلومات عن ذويهم، سواء من اعتقلوا من المنازل ومراكز الإيواء، أو المعتقلين على الحاجز العسكري الذي يفصل قطاع غزة إلى قسمين، كما لم تستطع أي من المؤسسات الحقوقية أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر الحصول على أية معلومات.
وتؤكد مؤسسات حقوقية أن جيش الاحتلال يُعذب معتقلي غزة بطرق مهينة، من بينها مطالبة المعتقل بالنباح قبل إعطائه وجبات الطعام، أو إجبار المعتقلين على ترديد أغان تمجد الاحتلال الإسرائيلي، وتنقل عن عدد من المفرج عنهم أنهم كانوا يسمعون صراخ غيرهم من المعتقلين على مدار الساعة، وأن عمليات التعذيب والتنكيل كانت لا تتوقف