بايدن: نتنياهو ’يضر بإسرائيل أكثر من مساعدتها.. لكنني لن أتخلى عن دعمها؟؟

واشنطن

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الليلة الماضية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يؤذي إسرائيل أكثر مما يسعدها بسبب أسلوبه في الحرب مع حماس”، ولكن أكد أنه لن يتخلى عن إسرائيل وأن ليس هناك خطوط حمراء في إرسال الأسلحة إلى الدولة العبرية.

وقال بايدن في مقابلة مطولة مع  شبكة إم.إس.إن.بي.سي MSNBC الليبرالية: “ما يحدث هو أن لديه الحق في الدفاع عن إسرائيل، والحق في مواصلة ملاحقة حماس، ولكن يجب عليه، يجب عليه، أن يولي المزيد من الاهتمام للأرواح البريئة التي تزهق نتيجة الإجراءات المتخذة (التي تمارسها إسرائيل في الحرب)”.

وأضاف “من وجهة نظري، فهو يؤذي إسرائيل أكثر من مساعدتها […] وهذا يتعارض مع ما تمثله إسرائيل، أعتقد أنه (الاستمرار بهذه الحرب بهذا الشكل) يعتبر خطأ كبير”.

وسلطت هذه التعليقات الضوء على الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حيث تنفذ إسرائيل حربا شرسة على قطاع غزة في أعقاب هجمات مقاتلي حركة حماس يوم 7 تشرين الأول الماضي التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1000 إسرائيلي، منهم أكثر من 311 جندي بحسب التصريحات الإسرائيلية.

وأودت الحرب الإسرائيلية التي يصنفها العديد في العالم “حرب إبادة” بحياة أكثر من 31 مواطن فلسطيني، معظمهم من الأطفال مما دفع التقدميين الحزب الديمقراطي إلى مطالبة بايدن بقطع الإمدادات العسكرية لإسرائيل إلى حين أن تمتثل إسرائيل للشروط الأميركية.

وشدد بايدن في مقابلة يوم السبت على أنه لا ينوي قطع الدعم عن إسرائيل، واعترف بالإحباط بين الأميركيين الذين احتجوا على طريقة دعمه لإسرائيل و “تعامله مع الصراع بين إسرائيل وحماس” وفق قوله.

وقال بايدن: “الدفاع عن إسرائيل لا يزال أمراً بالغ الأهمية، لذا لا يوجد خط أحمر، لقطع الأسلحة عن إسرائيل، وحرمانهم من القبة الحديدية لحمايتهم”، مضيفاً أن لديه مخاوف بشأن مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني .

يشار إلى أن الرئيس الأميركي بايدن  دعا منذ أشهر إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين والسماح بدخول المساعدات إلى غزة عبر المعابر الحدودية، لكن إسرائيل لم تمتثل ، ولم تمارس الولايات المتحدة الضغوطات الكافية لحملها على الإلتزام بالمطالب الأميركية.

وقد بدأت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة في إجراء عمليات إنزال جوي على قطاع غزة المحاصر لتوصيل الوجبات والإمدادات الأخرى إلى المنطقة، ومن المقرر إجراء المزيد من عمليات الإنزال الجوي في الأيام المقبلة.

وأعلن بايدن خلال خطاب حالة الاتحاد يوم الخميس الماضي عن خطط للجيش الأميركي لقيادة بناء ميناء (رصيف) على طول ساحل غزة على البحر الأبيض المتوسط لزيادة كمية المساعدات التي تصل إلى المدنيين الفلسطينيين.

ودعا التقدميون البيت الأبيض إلى دعم وقف دائم لإطلاق النار في الحرب، لكن بايدن وآخرين قالوا “إن مثل هذا الاتفاق سيسمح لحماس بإعادة تجميع صفوفها”، وبدلا من ذلك، أيدت الإدارة وقفا مؤقتا للقتال يستمر لمدة ستة أسابيع على الأقل ويسمح بتبادل المحتجزين الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين، ودخول المزيد من المساعدات إلى غزة.

يشار إلى أنه في يوم الثلاثاء الكبير، أدلى أكثر من ربع مليون ناخب بأصواتهم لصالح “غير ملتزمين” أو “لا يوجد تفضيل” في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، والتي يُنظر إليها إلى حد كبير على أنها احتجاج على تعامل بايدن مع الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة. وحصل التصويت الاحتجاجي على 11 مندوبًا في مينيسوتا، على الرغم من أن بايدن ما زال يفوز في الانتخابات التمهيدية بسهولة وحصل على 64 مندوبًا.

وقال بايدن للشبكة في المقابلة معلقا على الناخبين المحتجين “أنا لا ألومهم على الانزعاج. هناك عائلات وأناس يموتون. يريدونني أن أفعل شيء حيال ذلك ؛ إنهم يقولون، جو (الرئيس بايدن)، افعل شيئًا؛ افعل شيئًا” لوقف شلال الدم .