مركز حريات يندد بحملات قمع الأسرى فيىسجن عوفر

أفاد مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” في بيان وصل لوطن نسخة عنه أن أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال تزداد سوءاً بشكل كبير منذ أحداث السابع من أكتوبر، حيث يعاني الأسرى من ظروف معيشية صعبة جداً بسبب النقص المتعمد في الغذاء الذي يتم توفيره بكميات قليلة جداً بالإضافة إلى شح وسائل النظافة والملابس الشخصية، وعدم توفير العلاج الطبي ونقص الدواء وكذلك منع زيارات أهالي المعتقلين، وإن هذه الصعوبات ازدادت أكثر في شهر رمضان المبارك حيث ازدادت الضغوط النفسية والاستفزاز المتعمد للمعتقلين.

وذكر المحامي علاء البدارنه المستشار القانوني للمركز أنه زار اليوم مجموعة من المعتقلين في سجن عوفر حيث أفادوا بتعرض المعتقلين يوم أمس للقمع والرش بالغاز من قبل إدارة السجن في قسم 21 الساعة الخامسة عند آذان المغرب أثناء ادخال وتوزيع طعام فطور اليوم الأول من رمضان، وأفاد أحد المعتقلين أنه تم وضع جميع المعتقلين في ساحة القسم وجرى الاعتداء عليهم بالضرب بشكل جماعي من السجانين وبعد ذلك تم رشهم بالغاز المسيل للدموع، ونتيجة ذلك تناولوا طعام الإفطار على الساعة السابعة والنصف مساءً.

وأفاد أحد المعتقلين أنه لم يكن لديهم علم بأن يوم أمس هو اليوم الأول من رمضان إلا بعد تأخير وجبة الإفطار الصباحي ، والجدير بالذكر أن إدارة السجن تمنع المعتقلين من أداء صلاة التراويح أو الصلاة بشكل جماعي تحت طائلة التهديد والقمع أو رفع الآذان وقت الصلوات، وأفاد أيضاً أنهم في بعض الأوقات وليس جميعها يسمعون صوت الآذان من بلدة رافات المجاورة لسجن عوفر، وإن إدارة السجن تتعمد اخضاع المعتقلين لحالة من الضغط والاستفزاز النفسي الدائم وتعريضهم للتعذيب وسوء المعاملة من خلال إجراءات وتدابير تجعل من حياتهم المعيشية صعبة جداً، حيث لا يتم توفير الحد الأدنى لظروف الاعتقال المنصوص عليها في المعايير الدولية للمحرومين من حريتهم.

أما بخصوص الأوضاع الصحية للمعتقلين أفاد المعتقل الإداري عمر عساف الذي يبلغ من العمر 73 سنة أنه تعرض لدوخة سقط بسببها على الأرض وارتطم رأسه من الخلف في السرير ونتج عن ذلك جرح في رأسه ولم يتم تعقيم الجرح كما يجب من قبل طبيب السجن، حيث لم يتم حلق شعر الرأس في منطقة الجرح للتأكد من تعقيمه، الأمر الذي نتج عنه التهاب شديد جداً، و لم يتم إعطاءه المضاد الحيوي إلا بعد مرور أكثر من عشرة أيام من الحادثة، مما فاقم من وضعه الصحي بشكل كبير وانخفض ضغطة كثيراً. والجدير بالذكر أن وزن عساف عند اعتقاله بشهر أكتوبر كان 101 كغم، والآن وزنه 76 كغم أي أنه فقد حوالي 25 كغم، بسبب وضعه الصحي وبسبب الظروف المعيشية القاسية وسياسة التجويع التي يعيشها المعتقلين بشكل عام.

وناشد مركز الدفاع عن الحريات منظمات الأمم المتحدة المتخصصة والصليب الأحمر الدولي للتدخل العاجل لحماية المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال الذين يعيشون في ظروف قاسية لا تتوفر بها الحد الأدنى للعيش الكريم بالإضافة إلى تعرضهم للقمع والتنكيل والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية، والامتناع عن تقديم الخدمة العلاجية في وقتها والضغط النفسي المستمر عليهم بقصد إذلالهم، كل هذه الممارسات تعتبر شكل من أشكال التعذيب المنظم الذي ترتكبه مصلحة السجون الإسرائيلية بحقهم الأمر الذي يعتبر انتهاك جسيم للقانون الدولي لحقوق الإنسان.