واصل المستوطنون، لليوم الثاني، هجمات إرهابية على قرى فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وأغلقوا مداخل 12 قرية وطرقا رئيسية تربط بين مدينة رام الله وشرقها، وذلك بعد يوم دامٍ شهدته قرية المغير بفعل هجوم أكثر من 1000 مستوطن على منازلها وممتلكاتها، ما أسفر عن استشهاد شاب وإصابة العشرات عدا عن حرق عشرات المركبات والمنازل.
واحتشد المستوطنون، صباح اليوم السبت، على مداخل قرى ترمسعيا وسلواد ودير دبوان وبيتين، شرقي محافظة رام الله وشمال شرقيها، وسط الضفة الغربية، قبل إغلاق طريقي جسر يبرود وجسر دير دبوان اللذين يعدان منفذين رئيسيين بين مدينة رام الله وشرقها، إضافة إلى إغلاق الشارع الرئيسي الذي يصل شمال الضفة الغربية بوسطها والمعروف بطريق نابلس رام الله.
كما أغلق المستوطنون، في ظل وجود قوات جيش الاحتلال، مدخل قرية ترمسعيا التي تعرضت لهجوم دامٍ في الصيف الماضي. وزعم المستوطنون فقدان مستوطن قاصر كان يرعى الأغنام قرب قرية المغير شمال شرق رام الله منذ ساعات صباح أمس الجمعة، وعلى أثره، شنوا حملة هجمات انتقامية ضد الفلسطينيين. وفي وقت لاحق اليوم السبت أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية العثور على جثة المفقود قرب بلدة المغير، لافتة إلى أن التحقيقات تجري في احتمال مقتله على “خلفية قومية”.
تنظيم “شبيبة التلال” الإرهابي يقود الهجمات
وتتمركز في شرق الضفة النسبة الأكبر من الجماعات الاستيطانية المسماة “شبيبة/فتية التلال” بعد طردها عشرات التجمعات والقرى البدوية الفلسطينية خلال حملة إرهاب انطلقت منذ سنوات وتكثفت بشكل غير مسبوق منذ اندلاع الحرب على غزة، حيث يعتقد فلسطينيون تحدثوا لـ”العربي الجديد” أن هذه الجماعات الاستيطانية المتطرفة استغلت انشغال العالم بالحرب لتنفيذ أكبر عملية تطهير عرقي بحق تجمعات البادية الفلسطينية على طول الحزام الشرقي للضفة.
ويقيم التنظيم الاستيطاني بؤر استيطانية مغلفة بحياة بدائية في المنطقة التي استولى عليها، وهي مساحة جبلية واسعة. ويقتني أفراده قطعان أبقار وأغنام، جزء كبير منها سرقوه من الفلسطينيين، ويجنِّد فتية صغاراً للرعي في أراضي الفلسطينيين وتخريب حقولهم الزراعية.
وتشكل سلسلة بؤرة الاستيطان التي تقيمها هذه الجماعات خط تماس مباشر مع قرى شرق محافظة رام الله وجنوب نابلس (برقة، دير دبوان، رمون، الطيبة، دير جرير، كفر مالك، المغير، خربة أبو فلاح، ترمسعيا، دوما، قصرة).
وتتركز هجمات المستوطنين منذ ساعات ظهر الجمعة على هذه القرى، لكن قرية المغير تعرضت للهجوم الأعنف بحكم قربها من الشارع الاستيطاني المسمى “ألون”، الذي تنتشر على طوله بؤر المستوطنين.