عبر أنظمة ذكاء اصطناعي، توجه قوات الاحتلال الإسرائيلي ما تعرف بـ”القنابل الغبية” على قطاع غزة؛ لتقتل المدنيين وتدمر منازلهم؛ في إطار حرب الإبادة الجماعية منذ السابع في أكتوبر الماضي.
وبعد أيام من كشف صحيفة بريطانية عن استخدام الاحتلال الإسرائيلي لنظام الذكاء الاصطناعي المسمى “لافندر” لتسهيل قتل الفلسطينيين خلال الحرب الدامية في قطاع غزة، رأى خبراء أمميون أن ذلك يفسر حجم عدد الشهداء والتدمير الكبيرين في القطاع..
37 ألف هدم محتمل
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مصادر استخباراتية مطلعة أن إسرائيل اعتمدت في قصفها لغزة على قاعدة بيانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي حددت 37 ألف هدف محتمل.
وقال خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: إنه حال ثبوت استخدام إسرائيل لأنظمة الذكاء الاصطناعي في الحرب على غزة، فإن ذلك قد يفسر حجم عدد الشهداء والتدمير الكبيرين في القطاع.
وأسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد وإصابة أكثر من 110 آلاف فلسطيني، فضلا عن وجود نحو 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض.
قتل بالجملة
وسمح نظام الذكاء الاصطناعي “لافندر” للمسؤولين العسكريين الإسرائيليين قتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، لا سيما خلال الأسابيع والأشهر الأولى من الحرب.
واستشهد أكثر من 15 ألف فلسطيني، أي ما يقرب من نصف إجمالي الشهداء حتى الآن، خلال الأسابيع الـ6 الأولى من العدوان الإسرائيلي على غزة، حين كان يبدو أن الاعتماد كان بشكل أكبر على أنظمة الذكاء الاصصطناعي لاختيار الأهداف.
ورصدت الصحيفة البريطانية شهادات استخباراتية عن التجارب المباشرة لمسؤولي المخابرات الإسرائيلية في استخدام أنظمة التعلم الآلي للمساعدة في تحديد الأهداف خلال العدوان على غزة المستمر منذ السابع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأكدت الشهادات أن “لافندر” لعب دورا مركزيا في الحرب، حيث عالج كميات كبيرة من البيانات لتحديد أهداف محتملة من “صغار المقاتلين” لاستهدافهم بسرعة، وأوضح 4 ممن أدلوا بشهادتهم أنه في مرحلة مبكرة من الحرب، وضع “لافندر” قائمة تضم 37 ألف رجل فلسطيني زعم انتماءهم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو حركة الجهاد الإسلامي.
وأوضحت الصحيفة أن نظام “لافندر” تم تطويره من طرف قسم استخبارات النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي الوحدة 8200.
القنابل الغبية
وعبر الخبراء الأمميون عن قلقهم من احتمال استخدام الذكاء الاصطناعي لاستهداف “منازل عائلات” نشطاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المشتبه بهم، خلال الفترة الليلية بذخائر غير موجهة تعرف باسم “القنابل الغبية”، مع القليل من الاهتمام بالمدنيين الذين قد يكونون في داخل المباني أو حول النشطاء المشتبه بهم.
وأشار رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده إلى وجود مؤشرات على استخدام إسرائيل الذكاء الاصطناعي في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وذكر عبده أن أحد أقاربه قتل خلال وجوده على سطح منزله بعد تغريدة له قاله فيها إنه يستطلع الأجواء، ومباشرة بعدها جرى استهدافه.
تدمير ممنهج
وقال الباحث الحقوقي ياسر عبد الغفور: إنهم وثقوا تكرار قصف قوات الاحتلال باستخدام صواريخ وقنابل ضخمة منازل فلسطينية وتدميرها على رؤوس قاطنيها.
وأضاف عبد الغفور لوكالة سند للأنباء: وفق ما وثقناه؛ فإن إسرائيل توسعت في تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، دون مبالاة بأرواح المدنيين، مؤكدًا أن الكثير من حالات القصف لم يثبت وجود أي هدف عسكري أو حتى ناشطين في المنازل المدمرة.
وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك مبادئ الضرورة والتناسب وعدم التمييز، في قصفه منازل المدنيين الفلسطينيين.
أهداف القوة
ويعرب خبراء الأمم المتحدة عن قلقهم إزاء ممارسة قصف ما يسمى بـ”أهداف القوة” مثل المباني السكنية والعامة الكبيرة وعالية الارتفاع، خاصة في الأسابيع الأولى من الحرب.
وقال الخبراء “يبدو أن المباني التي لم تكن أهدافا عسكرية مشروعة قد تم قصفها ببساطة بهدف صدم السكان وزيادة الضغط المدني على حماس”.
وذكر التقرير أن ما بين 60% و70% من جميع المنازل في غزة، وما يصل إلى 84% من المنازل في شمال غزة، إما مدمرة بالكامل أو متضررة جزئيا.
وأكد الخبراء في بيان الاثنين، أنه بعد 6 أشهر من العدوان الإسرائيلي على غزة، تم تدمير أكبر عدد من المساكن والبنية التحتية المدنية في غزة مقارنة بأي صراع آخر في التاريخ.
ووفق البيان؛ فإن التدمير المنهجي والواسع النطاق للإسكان والخدمات والبنية التحتية المدنية يمثل جريمة ضد الإنسانية، تضاف إلى العديد من جرائم الحرب وأعمال الإبادة الجماعية كما وصفتها مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز في تقريرها الأخير لمجلس حقوق الإنسان.